الملك فيصل .. ماذا تعرف عن الأعرابي الذي كان ملكاً على سوريا ؟
ولد الملك فيصل في مدينة الطائف في الجزيرة العربية، وسافر برفقة والده الشريف حسين إلى “الآستانة”.
حيث ترعرع هناك وتعرف على خفايا السياسة العثمانية وتعلم اللغة التركية والإنكليزية والفرنسية ثم عاد إلى مكة بعد أن عُيّن أباه بمنصب والي مكة.
مع بداية الحرب العالمية الأولى كانت الإمبراطورية العثمانية تعاني من الضعف، وكان الشارع العربي يعيش حالة من التململ من سياسات السلاطين الأتراك وظلمهم وسوء المعاملة والمحاولات العديدة للتتريك.
فنشأت حركات تحرر عربية ومنها حركة “الفتاة” في دمشق والتي انضم لها عبد الله ابن “الشريف” حسين.
وحمل أخاه فيصل أسماء بعض المنتمين للجمعية ضمن ورقة، وأثناء نقلها الى مكة خاف من وقوعها بيد جنود السلطان العثماني الذين كانوا يفتشون القطار، فخبأها داخل حذاء خادمه.
في نفس الفترة قاد والي دمشق الحاكم باسم السلطان “جمال باشا السفاح” حملة ضد القوات البريطانية في مصر، وشهدت هذه الحملة فشلاً ذريعاً، فاستشاط السفاح غضباً وحمّل مسؤولية الفشل للعرب الذين لم يساندوه وخذلوه.
فعاد الى دمشق وأمر بالتقصي عن أصحاب الفكر من العرب الذين يعملون بالخفاء ضد السلطنة العثمانية، ليجد الجنود العثمانيين أسماء المثقفين العرب في مخبأ سري داخل القنصلية الفرنسية في بيروت بعد أن وشى بمكانها مترجم القُنصل.
ليتم إلقاء القبض على نخبة من المثقفين العرب ويطلق جمال باشا أمراً بإعدامهم، الأمر الذي أدى الى إشعال الشارع العربي وتأجيجه.
وعندما حاول فيصل بن الحسين التوسّط لهم، جاء رد جمال باشا فظاً، مما أغضب فيصل وأزعجه ورغم ذلك كتم غيظه، وأمره جمال باشا بالإقامة الجبرية في دمشق.
ليتحجج لاحقاً بأن الجنود العرب في مكّة يطالبون به لقيادتهم في حرب جمال باشا ضد البريطانيين، فسمح له بالمغادرة، وعندما وصل اتفق مع أخيه على كلمة سر “أرسلوا الفرس الشقرا” لانطلاقة الثورة العربية الكبرى.
لتنطلق بعدها أول رصاصة في الثورة يوم العاشر من حزيران 1916 والتي امتدت لتشمل عدة دول في الحجاز وصولاً الى بلاد الشام والعراق، الثورة التي انتصرت بالنهاية وكان هدفها إقامة دولة عربية كبيرة وتعترف بها بريطانيا.
وصل فيصل الى دمشق في بداية تشرين الثاني من عام 1918 على رأس الجيش الشمالي الذي كان يقوده بنفسه، واستقبل استقبال الفاتحين من قبل أهل الشام.
لتقام أول حكومة في سوريا بقيادة ” علي رضا الركابي” ويُعلن استقلال سوريا رسمياً عن الحكم العثماني يوم 8 اذار 1920.
ولتقام بعدها المملكة العربية السورية تحت قيادة الملك فيصل، الذي تبوأ الحكم لأربعة أشهر تقريباً، قبل أن يصله إنذار الجنرال غورو.
وهو جنرال فرنسي أرسل رسالة تطالب الحكومة العربية بدمشق بالاعتراف بالانتداب الفرنسي وحل الجيش الوطني السوري والموافقة على سيطرة القوات الفرنسية على خط السكك الحديدية.
بعد تلقي الملك فيصل للإنذار تردد بين الموافقة والرفض وبعد اجتماعه مع وزرائه جاء رأي الأغلبية للقبول، وأرسلوا برقية للجنرال غورو بالموافقة، وأمر الملك قائد جيشه بحل الجيش، الأمر الذي عارضه وزير الحربية- الدفاع- يوسف العظمة.
ورغم إرسال الملك فيصل للبرقية فإن القوات الفرنسية استمرت بالتقدم باتجاه العاصمة دمشق وكانت حجتهم أن برقية الملك فيصل تأخرت نصف ساعة عن المهلة التي أعطوها، ليُستَفز الملك فيصل ويعود ويأمر بإلغاء قرار حل الجيش وتأليف جيش أهلي للدفاع عن دمشق.
فسارع الشبان والشيوخ والرجال للتطوع ولتكن خان ميسلون هي أرضاً للمعركة التي قادها وزير الحربية بنفسه مع 3 آلاف من المتطوعين ضد جيش فرنسي منظم ومزود بالطائرات والدبابات.
المعركة التي لم تدم طويلاً واستشهد على إثرها يوسف العظمة ودخلت الجيوش الفرنسية دمشق يوم 24 تموز 1920.
وبعد المعركة هرب الملك فيصل إلى حوران ومنه إلى حيفا ثم الى مدينة كومو في إيطاليا ومنها إلى لندن، ومع مغادرته انتهت حقبة الملكية في سوريا.
تلفزيون الخبر