يقول: “لم نكن نعلم أننا ذاهبون للقتال” .. مرتزق سوري يقاتل في أذربيجان يروى حكاية إرسالهم
نشرت هيئة الإذاعة البريطانية “BBC” حديثاً مع أحد المسلحين السوريين، (باسم مستعار)، الذين أرسلوا للقتال في أذربيجان، عبر أحد تطبيقات الدردشة، حيث روى تفاصيل إرسالهم وطريقهم.
وزعم “عبدالله”، على عجلة وخوف من أمره، وهو يقيم في تجمع عسكري تابع لجيش أذربيجان: “لم أكن أعلم أننا ذاهبون للقتال”، وكان “عبد الله” من مئات المسلحين السوريين الذين أرسلهم جيش الاحتلال التركي وحليفه المسمّى “الجيش الوطني السوري”، إلى القتال بجانب القوات الآذرية.
ويقع ذلك التجمع على الحدود مع أرمينيا، وفُرضت فيه رقابة صارمة على المقاتلين المقيمين فيه، ولا سيما في ظل الحرب التي تجري حاليا بمنطقة “ناغورنو كاراباخ” المتنازع عليها بين أذربيجان وأرمينيا منذ قرون مضت.
الطريق إلى أذربيجان
يقول “عبد الله” إنه: “قبل بوظيفة في أذربيجان مقابل 2000 دولار شهرياً لتحسين ظروف معيشته وأسرته، لكنه لم يعرف ما الذي كان ينتظره هناك”.
ويضيف: “في الأسبوع الماضي اقترح علينا “سيف أبو بكر”، قائد ماتسمى “فرقة الحمزة بالجيش الوطني السوري”، أن نذهب إلى أذربيجان لحراسة نقاط عسكرية على الحدود بأجر شهري يصل إلى 2000 دولار”.
وتابع “لم تكن هناك حرب حينها، و نُقلنا من شمال سوريا إلى قرية “حور كلس” وهناك جرَّدنا عناصر من “الجيش الوطني السوري” من كل ما نملك من مال وهواتف وملابس، حتى لا يتم التعرف على هويتنا”.
“بينما تمكن عبدالله من استعادة هاتفه مرة أخرى من أجل التواصل مع أسرته الصغيرة، لكنه لا يعلم الآن إن كان سيراهم مرة أخرى”، بحسب ما قال.
يضيف عبدالله: “بعدها نُقِلنا إلى مطار “عنتاب” جنوبي تركيا حيث أخذنا رحلة جوية مدتها ساعة وأربعون دقيقة إلى مطار “اسطنبول”، ثم نُقلنا بعدها عبر الخطوط الآذرية إلى أذربيجان، ووجدنا أنفسنا في نقطة عسكرية على الحدود، ولم تكن هناك حرب وقتها، ولم نتلقَ تدريباً على القتال حتى”.
“قتال مفاجئ”
“عندما حل يوم الأحد 27 أيلول”، يقول “عبد الله” إن: “أحلامه بكسب المال وتحسين المعيشة تبددت عندما وصل أخبار اندلاع الحرب بين الآذريين والأرمن”.
“شحنونا في ناقلات جند، كنا نرتدي زياً آذرياً، وكل شخص منا كان مسلحاً بسلاح فردي (كلاشينكوف).. أغلب الناس هنا مدنيون فقراء كانوا يرغبون في المال وليسوا عسكريين”، يضيف المرتزق السوري.
ويكمل “توقفت السيارة وفوجئنا أننا على خط النار، لم نعلم حتى بمكان العدو، عندما بدؤوا قصفنا، بدأ الشباب يبكون خوفاً ويريدون العودة إلى مقر إقامتهم، ثم سقطت بجانبنا قذيفة فقتل أربعة سوريين وجرح ثلاثة آخرون”.
ويضيف “عبدالله” أنه في “التجمع العسكري الذي يقيم فيه، رأى جثامين عشرة أشخاص سوريين، في حين أصيب سبعون آخرون لا تتوفر لهم الرعاية الصحية اللازمة”.
إما القتال أو السجن
أضاف المرتزق السوري: “بعد بدء الحرب حاولنا إبلاغ القادة هنا أننا نريد العودة إلى سوريا ولكن منعونا، وهُددنا بالسجن لمدة طويلة إن لم نذهب للقتال على الجبهات، نحن شبه منفيين” .
وكانت كل من أذربيجان وأرمينيا أعلنتا الحرب، منذ الأحد، بعد تصاعد وتيرة القتال بين الطرفين، وأكدت الحكومة الأرمينية أن “تركيا قامت بنشر 4000 مقاتل سوري في أذربيجان”.
لكن السلطات الآذرية “نفت ذلك”، فيما نشرت وكالة الأنباء التركية “الأناضول” تقريراً زعمت فيه أن “تركيا لم ترسل مسلحين إلى هناك”، وقال رئيس أذربيجان، إلهام علييف، إن: “تركيا ليست طرفاً في صراعها مع أرمينيا إنما تقدم لها دعماً معنوياً فقط”، بحسب تعبيره.
يذكر أن هذه ليست المرة الأولى التي يُبعث فيها مسلحون سوريون للقتال، إذ كشف تقرير أعدته الأمم المتحدة في شهر أيار الماضي عن سفر سوريين من شمال البلاد عبر تركيا إلى غرب ليبيا للقتال في صفوف قوات “حكومة الوفاق”.
تلفزيون الخبر