بعد ثلاث سنوات على تحريرها .. أهالي الدير: المدينة غارقة بالظلام
ثلاث سنوات مضت على تحرير مدينة ديرالزور من تنظيم “داعش” الإرهابي، الذي أذاق المدينة حصاراً مراً تجرع فيه أبنائها المحاصرين في تلك الآونة لأكثر من ١٠٠٠ يوم، كافة أنواع التجويع والحرمان.
تحرير المدينة وخروج تنظيم “داعش” منها، خلّف دماراً كبيراً في الجسور وبعضها دمّر بشكل كامل، إضافة لتدمير الوسط التجاري وكافة أسواق المدينة القديمة والأسواق المقبية التي لم يتبق منها سوى هياكل وأكوام من الحجر المبعثر.
بعد تحرير المدينة، وخلال السنوات الثلاثة الماضية تم ترحيل الأنقاض والأتربة من العديد من الشوارع الرئيسية والحارات الفرعية.
كما تم تمديد التيار الكهربائي للعديد من الأحياء المحررة وعودة المياه وتجهيز قسم من البنى التحتية في بعض الأحياء المحررة لتشجيع الأهالي للعودة إلى منازلهم.
وفي جولة أجراها تلفزيون الخبر على حي الحميدية، أحد الأحياء المحررة، التقى مع أحد سكانها العائدين العم أبو عبدالله، الذي قال: “قررت العودة إلى منزلي والعيش فيه رغم الدمار الكبير الذي لحق به والدمار الأكبر في الأبنية المحيطة بنا والتي بدت كمدينة أشباح، لأني أحب هذا الحي، ولدت فيه وتعلقت بتفاصيله رغم تغير معظم ملامحه”.
“إضافة لكوننا أنا وعائلتي ليس لدينا القدرة المالية التي تجعلنا نستأجر منزل في الأحياء المأهولة”، يردف العم.
وتابع أبو عبدالله “من كان يعرف مدينة ديرالزور و جسورها ومتحفها وأسواقها العريقة ونهرها يعرف لماذا أطلق عليها عروس الفرات، كانت عروسا بكل معنى الكلمة بجمالها وتألقها لذلك كانت المطمع المميز لتنظيم “داعش” في تلك الآونة”.
وفي حي الموظفين التقى تلفزيون الخبر، العم أبو فادي، الذي شرح “نحن كسكان حي الموظفين نعاني من سوء في كثير من الخدمات في الحي، علماً أن نسبة العودة لهذا الحي تكاد تصل إلى ٩٠% من سكانه الأصليين”.
وأضاف “يعتبر هذا الحي من الأحياء الأقل ضرراً من الأحياء المماثلة التي تحررت منذ ٣سنوات”.
وبين أبو فادي “نعاني من عدة مشاكل في الحي أهمها عدم وجود أجهزة إنارة ليلية كهربائية أو أجهزة تعمل على الطاقة الشمسية في الحي مايجعله مخيفاً جداً للمارة”.
وأكمل “لانستطيع الخروج من المنزل بعد حلول الظلام وخاصة في فصل الشتاء”، لافتاً إلى أن “الطريق الممتد من دوار حمود العبد إلى حي الحميدية لا توجد فيه أي أعمدة إنارة، فتبدو هذه الأحياء وكأنها مدينة أشباح بعد حلول الظلام ومن ضمنها حي الموظفين”.
وتابع العم أبو فادي “حتى الآن نعتبر من الأحياء المنسية بالنسبة لموضوع التزفيت فترى الشوارع مليئة بالحفر والتعرجات والتهبيطات”.
وأوضح أن “المعاناة ستكون مضاعفة في الشتاء وستكون الطرقات والشوارع سالكة بصعوبة كالأعوام السابقة، وبالأخص عند هطول الأمطار”.
وأكد أبو فادي أنه “تم تزفيت عدد من الدورات كدوار السيد الرئيس ودوار حمود العبد عدة مرات ولم تقوم البلدية بتزفيت شارع واحد في الحي”.
ومن جانب آخر، اشتكت أم محمود إحدى السيدات القاطنات في الحي لتلفزيون الخبر “سوء التيار الكهربائي في الحي والتي تشمل الانقطاعات المتكررة أثناء وصل الكهرباء، إضافة لضعف الكهرباء الذي يجعلنا نختصر تشغيل العديد من القطع الكهربائية في المنزل”.
وأوضحت السيدة أن “الكهرباء في الحي ضعيفة وبعد إيصال التيار الكهربائي لحي الحميد ازداد الوضع سوءاً في الحي وأدى أيضاً إلى ازدياد الأعطال والمخالفات التي أدت إلى ضعف بالتيار الكهربائي في منازلنا وانقطاعات متكررة في فترات الوصل”.
يشار إلى أنه يوجد العديد من الأحياء في قلب المدينة تعرضت لدمار كبير وللآن لم يتم فيها سوى فتح شوارعها الرئيسية، وذلك بسبب الدمار الكبيرة الذي لحق في تلك الأحياء في البنى التحتية وخطوط الكهرباء والأبنية المدمرة والآيلة للسقوط.
وتقدر نسبة الدمار فيها لأكثر من ٨٥% (كحي العرضي والكنامات والشيخ ياسين) وغيرها من الأسواق التي لازالت للآن مدمرة ولم يتم تأهيلها لهذه اللحظة.
والجدير بالذكر أن مدينة ديرالزور كان يوجد فيها سبعة أسواق مقبية أثرية قديمة، إضافة لسوق سته إلا ربع وسوق سينما فؤاد وحسن الطه والعديد من الأسواق الأخرى، أما الآن لا تحوي سوى على سوق الهال الذي تم إعادة تأهيله منذ أكثر من عام ولا تضم أي سوق آخر في قلب المدينة.
حلا المشهور – تلفزيون الخبر – ديرالزور