“يابيتا المضوي عالبحر” ما عاد مضوي.. الظلام يُغرِق طرطوس ليلاً ومدير الكهرباء يوّضح
غنّى الفنان نصري شمس الدين أغنية “وقفلي خليني بوس شبابيك الحلوة بطرطوس” من ألحان الأخوين الرحباني، تغزُلاً بإحدى الفتيات كما تقول الروايات، ولكن “بيتا المضوي عالبحر” كما غنّى شمس الدين لم يعد كذلك، غَرِقَ البيت والشُباك والشوارع والسكان في الظلام ليلاً.
وعانى سكان مدينة طرطوس خلال السنوات الماضية، ومازالوا، من انعدام الإنارة في شوارع مدينتهم ليلاً خلال فترة التقنين، ما حوّل هذه الشوارع لتصبح أشبه بالمهجورة والمُخيفة لكل من يسير بها.
وطالب السُكّان سابقاً بضرورة إنارة شوارع المدينة ليلاً أثناء فترة التقنين الكهربائي، على الأقل بتركيب أعمدة إنارة أو وصل الأعمدة نفسها على الطاقة الشمسية في حال تعذَر على مديرية الكهرباء الفصل بين كهرباء المنازل والشوارع.
وقال حازم حسن وهو فنان تشكيلي لتلفزيون الخبر ،”وقت التقنين المسائي فعلياً عم نلاقي حالنا بواقع رديء جدا فوق رداءة واقع المدينة العام، للأسف صار في استهتار كبير من قبل القائمين على سلامة المدينة وأمانا ونظافتا، بالاضافة لاستهتار الجزء الاكبر من سكان المدينة من كافة النواحي المجتمعية”.
وأضاف حازم “غياب الرادع الاخلاقي تجسد بمواقف ظهرت مراراً وتكراراً بحوادث ما سبق وعشناها ضمن المدينة اللي كانت تعتبر نقطة أمان بظل خراب البلد فترة الحرب، وحتى قبل كانت تعتبر مدينة هادئة ونعسانة وطيبة”.
وتابع حازم “اليوم الوضع مختلف، صار في سرقات جرائم مدبرة سرقات حوادث اغتصاب وقتل.. الخ، وبمقارنة بسيطة طرطوس من ١٥ سنة بتمشي بأي وقت بالليل لتروح تجيب خبز مثلاً، رح تحس انو في عاطفة، والسلام قائم بين تنين التقو بالشارع أو على دور الفرن أو حتى لو مافي معرفة، بينما اليوم معك للساعة ١٠ – ١١ أقصى حد وممكن يكون الخوف والخطر سبقك ع بيتك”.
وتحدثت براءة، لتلفزيون الخبر، عن حالة الشوارع في أوقات التقنين “المشكلة مانا بالوقت المتأخر من الليل، حتى بوقت المسا الساعة ٩ وربع مثلاً، وهاد يعتبر وقت مانو متأخر، الشوارع اللي بتوصلني على بيتي بتكون كلها عتم”.
وتابعت براءة “حالة الخوف والرعب اللي بعيشا بشكل يومي مو طبيعية، بكون ماشية وأيدي على قلبي وممكن بأي لحظة أتعرض لأي موقف تحرش، اختطاف، سلب، من أي شخص بيكون بهالشارع”.
وعادت براءة بالذاكرة “كان في شخص سابقاً يتعرض للبنات بالشارع ويكون راكب على بسكليت (دراجة هوائية) ومايفرق معو إذا الشارع عتم أو لا، وحالياً صار الوضع بيسبب خوف أكتر مع زيادة الجرائم وحالات التحرش، لهيك من الطبيعي نلاقي شوارع مضوية لحتى نحس بشوية أمان خاصة أنه في كتير شوارع فرعية وقريبة من حدائق بيجتمع فيها بالليل شباب أشكال وألوان”.
من جانبه، بين مدير كهرباء طرطوس عبد الحميد منصور لتلفزيون الخبر أن”إمكانية فصل الإنارة المنزلية عن الإنارة الشارعية أمر صعب لأن توزيع الكهرباء لمنطقة معينة يكون من محولة واحدة”.
وأضاف منصور “وإذا أردنا وصل خط كهربائي من حي موصول فيه التيار الكهربائي إلى حي آخر يخضع للتقنين فهذا سيكلف الكثير بالإضافة إلى إمكانية حصول سرقات الكهرباء من خلال الكبل الخارجي”.
وأكد منصور “موضوع الإنارة في الشوارع أثناء التقنين هو مطلب حق ومشروع للمواطنين وسأقوم بوضع دراسة لإيجاد حل يضمن لتشغيل إنارة الشوارع أثناء فترة التقنين”.
يُذكر أن مدينة طرطوس يُطبق عليها قانون التقنين الليلي على كافة منازلها وشوارعها ما يجعل حركة التجوّل ليلاً مُخيفة حتى لو كان الشخص خارجاً لحالة اضطرارية.
فراس معلا – تلفزيون الخبر – طرطوس