من حضاراتنا .. ماذا تعرف عن “تل شاغربازار” في الحسكة ؟
يقول العالم الايطالي “باولو ايميليو بيكوريلا” إن: “الآثار الموجودة في الجزيرة السورية أغنى من بترولها وأكثر مردوداً وهي أكثر منطقة واعدة في العالم فتحت كل تلة من تلال الحسكة التي يتجاوز عددها الألف، قصة تتحدث عن إرث حضاري وأثري زاخر باللقى يدل على أهمية المنطقة على مر الزمان”.
فالكشوفات واللقى الأثرية التي اكتشفتها البعثات الأثرية الوطنية والأجنبية العاملة في الجزيرة السورية منذ منتصف القرن التاسع عشر دلت على أن الاستقرار الأول للإنسان فيها يعود للألف الثامن قبل الميلاد.
ومن تلك المواقع الأثرية “تل شاغربازار” وهو تل وموقع أثري يبعد مسافة 35 كم شمال مدينة الحسكة في شمال شرق سوريا في منطقة عامودة، وتبلغ مساحته 200X300م أمكن التعرف فيه على سويات حضارية تعود إلى الألفين الرابع والخامس ق.م.
كما عثر فيه على مجموعة من الرقم المسمارية تعود إلى الفترة البابليةالقديمة (القرن 18 ق.م.) وآثار أخرى.
وكانت تنقيبات البعثة الأثرية السورية ـ البلجيكية ـالبريطانية المشتركة في موقع “تل شاغر بازار” عن الكشف على الطبقات الحضارية للتل، المؤرخة بين الألف الخامس ق.م والألف الثاني ق.م.
حيث أمكن الكشف عن أجزاء لمبنى حكومي بني من اللبن يعود للألف الثاني ق.م. ومجموعة من الأبنية السكنية عثر بداخلها على مجموعة من المدافن تفصل بينها شوارع إضافة لقنوات لتصريف المياه.
ويبلغ طول أحد الشوارع 35 م وعرضه متر واحد مرصوف بالحجارة والكسر الفخارية وتتوضع على طرفيه مجموعة من الأبنية تعود للألف الثاني ق.م وأخرى تعود للألف الثالث ق.م.
وأمكن التعرف على سويات حضارية تعود إلى الألفين الرابع والخامس ق.م. من ناحية ثانية عثر على مجموعة من الرقم المسمارية تعود إلى الفترة البابلية القديمة (القرن 18 ق.م).
كما تتحدث المكتشفات في “شاغر بازار” عن العلاقات الاقتصادية وأسماء الولادات والوفيات في تلك الفترة وعن العلاقات بين حضارة “تل شاغر بازار” والحضارات السورية وفي المناطق المجاورة.
وذكر فيها اسم الملك الآشوري شمشي حدد الأول الذي حكم في القرن الثامن عشر ق.م، وتشير القراءة الأولية للعديد من تلك الرقم إلى أنها أفياش للشرب في حانة ويعود ذلك إلى صغر حجمها (3 ـ 5 سم).
وعثر أيضاً على مجموعة من طبعات الأختام عند مدخل المبنى الحكومي الذي اكتشف جزء منه ويعود للفترة البابلية، كذلك عثرت البعثة المشتركة على مجموعة من الأواني الفخارية والبرونزية التي تعود إلى فترة نينوى بأشكالها الثلاثية (المحزز. والمحفور. والملون).
وعثر أيضاً على مجموعة من الخرز والدمى الإنسانية والحيوانية وأدوات بازلتية تعود إلى فترة من فترات ازدهار الحضارات السورية في الألفين الثاني والثالث ق.م.
ومن أهم هذه اللقى، مجموعة من الرقم المسمارية وأختام تعود إلى الفترة البابلية وتمثال دمية طينية للربة عشتار تعود للألف الثاني قبل الميلاد وتمثال للإلهة الأم (الإلهة السورية القديمة) تعود إلى فترة حلف تل حلف أي إلى الألف الخامس قبل الميلاد.
حيث يوجد في محافظة الحسكة أكثر من 1000 تل أثري منها يوجد 750 تل أثري مسجل لدى المديرية العامة للآثار والمتاحف في دمشق، وإن عدد المواقع التي تم التنقيب فيها يعادل تقريباً (50) موقع أثري حتى عام 2010 و نقّبت في هذه المواقع عشرات البعثات الأثرية.
تلفزيون الخبر