سوق العقارات في سوريا: حركة عمرانية في الحسكة ومجموعة مرتبطة بقوات “قسد” تتحكم بالأسعار
تشهد مدن محافظة الحسكة حركة عمرانية كبيرة، رغم ارتفاع تكاليف و مستلزمات البناء، إلا أنها تعاني من أزمة سكن وارتفاع أسعار العقارات، وآجارات المنازل التي أصبحت نادرة وقليلة ووصلت إلى أسعار “خيالية”.
حيث وصلت أسعار العقارات و المنازل و المحال التجارية إلى أرقام تجاوزت مئات الملايين من الليرات السورية، وبعض الاحيان بالعملات الأجنبية الصعبة.
وأفادت مصادر محلية لتلفزيون الخبر بأنه “رغم وصول سعر كيس الأسمنت إلى ٨٥٠٠ ل.س، وسعر طن الحديد الواحد إلى مليون و ٦٣٥ ألف ل.س و متر البحص بسعر ١٥ ألف ل.س، والبلوكة الواحدة ٤٧٥ ل.س، إلا أن من نادر أن تجد شارع لا يوجد فيه بناء قيد الانشاء”.
وأشارت المصادر إلى أن “جميع مواد البناء و مستلزماتها تدخل بشكل غير شرعي عبر معبر التونسية (سيمالكا) النهري غير الشرعي مع إقليم شمال العراق”.
وتشهد مدينة الحسكة في الآونة الأخيرة انتعاشاً كبيراً في حركة البناء، بعد توفر الأمن والاستقرار نتيجة القضاء على خطر “داعش”، ولكن رغم ذلك يعصف بالمدينة أزمة سكنية وغلاء في العقارات.
ويعود سبب ارتفاع أسعار العقارات حتى في الأحياء الشعبية و الضواحي، في الأعوام الأخيرة، بحسب المصادر إلى”نزوح عدد كبير من المدنيين إلى المدينة، ما أدى لارتفاع أسعار العقارات، ونتجت عنها أزمة سكنية في المدينة، وأصبح كل شخص يضع سعراً لآجار منزله”.
وتابعت المصادر “عدم وجود رقابة على المكاتب العقارية، له دور أساسي وكبير في رفع أسعار العقارات بمزايداتهم واستغلالهم لظروف الأهالي وعدم التقيد بقرارات الصادرة عن الجهات المختصة حول أسعار آجار المنازل خصوصاً في المناطق الواقعة تحت سيطرة قوات “قسد”.
وبينت المصادر أن “من يتحكم بأسعار المواد و العقارات هم مجموعة كبيرة من الأشخاص المرتبطين مباشرة بقوات “قسد”، الذين يركزون على شراء العقارات و الذهب، ما آدى لارتفاع جنوني”.
يقول أبو كرمو هو والد شهيد “أسكن في منزل قديم في غويران تم طردي منه لاني لم أستطع زيادة آجاره إلى أكثر من ٥٠ ألف علما أني ادفع ٢٠ ألف ل.س”.
ومن جانبها أوضحت المواطنة فاطمة حسن بالقول: “الحركة العمرانية متزايدة في المدينة، ولكن الأهالي لا يستفيدون منها أبداً، فعلى العكس هي تقوم بالإضرار بالمدينة من حفر الشوارع وهدمها، ولا تساهم في تخفيف أزمة نتيجة لأسعارها العالية”.
ويقول أحد أصحاب المكاتب العقارية في الحسكة، لتلفزيون الخبر أن”سبب غلاء العقارات وأزمة السكن، هو النازحين” وأضاف “الذين نزحوا ويسكنون في مناطق الحسكة كان نتيجة أنه لا يتوفر الأمن والاستقرار بمناطقهم، لذلك نعاني من أزمة سكن جداً”.
وحمّل “جزءاً من الأزمة على المتعهدين الذين يُقدمون على بيع الشقق على “العظم” دون تجهيزها، لذلك الأهالي لا يستفيدون من الحركة العمرانية، “ونتيجة لأسعارها الغالية فالأهالي لا يستطيعون شراء منزل وتجهيزه”.
عطية العطية- تلفزيون الخبر