في دمشق .. ماذا تعرف عن “حي العمارة” ؟
“العمارة “حيّ يختصر تاريخ دمشق بطريقة بنائه والمعالم الموجودة فيه، وأهمها باب الفراديس أو باب العمارة أحد أبواب دمشق الذي بناه الرومان ونُسب لكوكب عطارد، فمدينة دمشق التي يمتد تاريخها إلى أكثر من 8000 سنة قبل الميلاد تضمّ عدداً من الأحياء التاريخية منها “حيّ العمارة” في المدينة القديمة والقريب جداً من المسجد الأموي.
يعدّ “حي العمارة” من أبرز أحياء مدينة دمشق القديمة، يقسمه سكان الحي إلى قسمين: “برّاني”، و”جواني”، ما كان داخل السور يسمى “العمارة الجوانية”، وما كان خارج السور يسمّى “العمارة البرانية”، يقع في الجهة الشمالية من المدينة القديمة، وعلى بعد أميال قليلة من المسجد الأموي الكبير.
منطقة “العمارة” واحدة من أقدم أحياء دمشق وتعود إلى زمن تأسيس المدينة وعمارتها، ومن هنا استمدت اسمها، ويمكن رؤية مآذن المسجد الأموي من كل منزل في الحي تقريباً، إضافة الى أن الأسواق القديمة ليست ببعيدة عن الحي أيضاً.
“حي العمارة” بأجزائه الثلاثة ظل يتردّد في الأذهان كما في الوجدان لسنين طويلة، وفيه سرّ لم يعد موجوداً وهو “سرّ الباب” الذي تتفرع منه الأزقة والحارات، فالأبواب لم تعد موجودة منذ أكثر من نصف قرن، إنما ظلت أسماؤها.
على الشارع الرئيس في “حيّ العمارة”، يمتد سوق طويل يكتظ بالدكاكين، تتنوع فيه المحال والمعروضات، من الحلويات إلى المنظفات والأدوات الصحية والخردوات.
يوجد في “حيّ العمارة” عدد من الأوابد والمباني القديمة الأثرية، حيث تقع المكتبة الظاهرية تقابلها المدرسة العادلية الكبرى أو “مجمع اللغة العربية”، حيث يظهر الانسجام الواضح بين البنائين، وكأنما أراد المصمم أن يؤلف منهما وحدة عمرانية يتحديان الزمن بشيء من الروعة.
ومن حارات الحيّ الشهيرة حارة “السبع طوالع” خلف المكتبة، وفيها أقام الأمير عبد القادر الجزائري قصراً في “العمارة الجوانية”، أوائل القرن التاسع عشر، وكان لهذا القصر جسر خشبي على فرع نهر “العقباني”، يصل بين زقاق النقيب حيث القصر، وبين حيّ “الشرف الأعلى”.
وتنتشر في الحيّ البيوت العربية ذات الطابع الشرقي التقليدي مع الزخرفة الإسلامية، وهي أبنية أثرية تمتاز بفناء داخلي واسع يسمى بـ”أرض الديار”، تحيطه الغرف وتتوسطه بركة ماء جميلة، فلا يكاد بيت دمشقي يخلو من شجرة ياسمين أو غاردينيا.
يجدر الذكر أن منطقة “حيّ العمارة” شهدت نشوء شخصيات عدّة ساهمت في صنع تاريخ المنطقة، منهم الأديب عزت محمد خير حصرية، والكاتبة وفاء الكيلاني، والشيخ رمضان ديب، والأمير عبد القادر الجزائري الذي أقام في “حيّ العمارة” قادماً من بورصا، حيث مارس خلال فترة إقامته في الحي نشاطاته العلمية والسياسية.
تلفزيون الخبر