“عيرون”.. حكاية صخرة من حكايا الريف الجبلي السوري
تحتفظ معظم قرى الساحل السوري الجبلية بصخرة ترتكز على قمة ما، يحولها الزمن إلى أثر تاريخي ويربطها بأقرب القرى إليها، تنسج عنها الحكايات والأساطير، وغالباً ما تُربط بتمجيد القوة، وإلا فما الذي يوصل صخرة عملاقة إلى أعلى جبل؟
من هذه الصخور ذات الحكاية، صخرة تتوضع في قرية “المرانة” ناحية العنازة في بانياس، يعرفها سكان المنطقة بصخرة “عيرون”، ويقال في الأحاديث الشعبية أن رجلاً من أهالي القرية يلقب بـ “عيرون” نقلها من مكانها جنوب الطريق الواصل ما بين قرية المران، وقرية “الدردارة” إلى شرق الطريق، وذلك من خلال دحرجتها بهدوء.
ويؤكد أهل القرية أنه لايمكن زحزحة الصخرة من مكانها، وتقول الأسطورة عن عيرون بأنه كان شخصاً قوي البنية وضخم الجسد، وحمل أبناؤه وأحفاده الكثير من ميزاته الجسدية وقوته غير الطبيعية.
كان عيرون دائم الجلوس فوق صخرته، التي وضعها في مكان مطل على وادٍ سحيق مكشوف على جميع الاتجاهات يسمى “وادي القلع”، والذي كان يسمى في زمن الاحتلال العثماني “وادي السرامطة”.
أي وادي ” أصحاب الفصاحة”، وأصبحت الصخرة الضخمة من بعدها مقصداً للنزهة للتمتع بهواء الجبل العليل، ونالها، كما كل جدار أو معلم مكشوف، نصيبها من الذكريات المحفورة بأيدي العشاق والعابرين.
يبعد موقع القرية عن مدينة بانياس حوالي 25 كيلومتراً، ويروى أنه خلال عملية توسيع الطريق بجوارها، حاول بعض العمال بآلياتهم الثقيلة إبعادها عن موقعها المميز وإخفاء معالمها.
إلا أنّ أهالي القرية عارضوا ذلك وطلبوا من القائمين على مشروع التوسيع المحافظةَ على موقعها للمكانة التي حظيت بها في إرثهم الاجتماعي.
ويقدر طول الصخرة بحوالي ثلاثة أمتار ويزيد عرضها على المتر، ولا يمكن إدراك وزنها الحقيقي إلا أنّه من المؤكد أنه يزيد على 1000 كيلوغرام، وسطحها مستوٍ جداً ولونها أبيض ناصع مختلف عن بقية ألوان الحجارة المتوفرة في المنطقة.
تلفزيون الخبر