اقتصاد

رغم الانخفاض المتوقع في الإنتاج.. حمضيات الساحل تنتعش والعين على “أبو صرة”

توقعت مديرية زراعة اللاذقية انخفاض إنتاج الحمضيات للموسم الحالي مقارنة بإنتاج الأعوام السابقة، في الوقت الذي كثر فيه الطلب على المادة وانتعش سوقها، خاصة في ظل الإقبال المتزايد للمواطنين على الحمضيات لدورها في مجابهة كورونا.

وقال مدير زراعة اللاذقية المهندس منذر خير بك لتلفزيون الخبر: “من المتوقع أن يبلغ إنتاج المحافظة من الحمضيات للموسم القادم نحو 592 ألف طناً، مقارنة بإنتاج موسم العام الماضي الذي بلغ 790 ألف طناً”.

وعزا خيربك “أسباب تراجع الانتاج إلى العوامل الجوية والتساقط الجزئي الطبيعي الذي يحدث في حزيران”.

ما توقعته زراعة اللاذقية يأتي متناغماً مع توقعات المزارعين، إذ قال المزارع حسن حسن لتلفزيون الخبر: “الارتفاع الكبير في درجات الحرارة خلال أيار الماضي أدى إلى تضرر صنف أبو صرة الذي كان ببداية عقده، بالاضافة الى بعض أصناف الليمون الحامض”.

وأضاف حسن: “بسبب الظروف الجوية وتأثيرها على عقد الأزهار، جعل الشجرة تحمل نصف معدل ثمارها السنوي، ما يعني انخفاض إنتاج بعض الأنواع وخاصة أبو صرة”.

فيما أشار نادر الى “انتعاش أسعار الحمضيات خلال العام الماضي ما جعل المزارعين يستبشرون كثيراً بأرباح الموسم الحالي، إلا أن انخفاض الإنتاج سيجعل حسبة هذا الموسم كحسبة المواسم السابقة”.

بعض المزارعين كانت نظرتهم أكثر تفاؤلاً للموسم الحالي، مستندين إلى تحسن الأسعار وكثرة الطلب على المادة، من خلال بحث (الضمّانة) عن بساتين حمضيات لضمان المحصول على اختلاف أنواعه وهو على الشجر”.

المزارع أبو علي قال لتلفزيون الخبر: “الموسم جيد من بدايته، فمنذ أسبوع جاء إلي أحد الضمّانة ودفع لي بكيلو الليمون الحامض على الشجر ١٠٠٠ ليرة، ونحن لا نزال في أول الموسم”.

وأضاف أبو علي: “رغم أن ثمرة الليمون ليست ناضجة بعد، إلا أن العرض كان مغري، خاصة أنه عندما ينضج المحصول وينزل إلى الأسواق بكثرة سينخفض سعره لكثرة العرض، ناهيك أن ضمان المحصول على الشجر يوفر على المزارع عناء الجني ونقل المحصول للسوق”.

بدوره، توقع المزارع أبو أمجد أن “تشهد جميع أنواع الحمضيات ارتفاعاً في الأسعار بسبب قلة الانتاج وجودة الثمرة، بالاضافة لكثرة الطلب على الحمضيات من قبل المواطنين لدورها في تعزيز مناعة الجسم لاحتواءها على فيتامين سي”.

واللافت بحسب أبو علي أن “أصناف الحمضيات متنوعة ومتتالية على مدار عدة أشهر ما يجعل المزارع يستفاد من حركة ارتفاع الأسعار حتى نهاية الموسم”.

بدوره، أكد المزارع عبد المنعم أنه “لن يضمن أرضه لأحد بل سينتظر حتى نهاية الموسم حيث يبيع محصوله عندما يصبح العرض قليلا وترتفع الاسعار أضعافاً”، مدللاً “بالعام الماضي حيث ارتفعت اسعار الحمضيات في نهاية الموسم ٣ أضعاف سعرها”.

بدوره، أكد مدير مكتب الحمضيات في وزارة الزراعة المهندس سهيل حمدان لتلفزيون الخبر “انخفاض الانتاج المتوقع للحمضيات في الساحل السوري بسبب العوامل الجوية التي مرت في أيار الماضي حيث ارتفعت درجات الحرارة ١٥ درجة عن معدلها السنوي”.

وأضاف حمدان: “ارتفاع درجات الحرارة أدى لتضرر بعض أنواع الحمضيات وخاصة أبو صرة الذي كان ببداية عقده”، متوقعاً “تراجع واضح في إنتاج أبو صرة الذي يشكل ٣٠% من الإنتاج الكلي للحمضيات ومن أكثر الأنواع رواجاً للتصدير”.

ورغم التوقعات بتراجع الإنتاج، إلا أن حمدان أكد أن “ثمرة الحمضيات في الموسم الحالي ستكون ذات جودة عالية”، مستنداً في توقعاته “إلى قيام معظم المزارعين بتسميد أشجارهم رداً على الانتعاش الكبير في أسعار الحمضيات خلال الموسم الماضي”.

وأضاف حمدان: “منذ نحو ٨ سنوات لم يقم مزارعو الحمضيات بتسميد أشجارهم لأنها لم تكن مجدية، ومن المعلوم للجميع أن السماد يعطي الشجرة قوة ومناعة ضد الإجهادات”.

وأشار حمدان إلى أن “الارتفاع الكبير في أسعار الحمضيات وخاصة في نهاية الموسم الماضي حيث ارتفعت ٣٠٠%، أوجد هبة نحو الحمضيات فالمزارع الذي كان قلع اشجار الحمضيات واتجه للزراعات المحمية عاد ليزرعها مجدداً بعد أن أصبحت تكلفة زراعة البيوت البلاستيكية تقدر بالملايين”.

وبحسبة سريعة، دلل حمدان بأن “الزراعات المحمية باتت مكلفة جداً، في حين تعد زراعة الحمضيات غير مكلفة فهي لا تحتاج الى مبيدات حشرية وأدوية، وتكلفة كل كيلو حمضيات ١٠٠ ليرة فقط، فيما تم بيع أقل كيلو حمضيات خلال الموسم الماضي ب٥٠٠ ليرة”.

وعزا حمدان “الهبّة وارتفاع الأسعار إلى فتح أسواق التصدير فخلال الموسم الماضي تم تسويق الحمضيات السورية إلى كل من العراق والأردن ولبنان ودول الخليج”.

كما أشار حمدان إلى أنه في “موسم بيع الغراس العام الماضي لم يباع سوى ٣٠% الا أنه وخلال الاسبوعين الأخيرين من الموسم وعندما ارتفعت اسعار الحمضيات تم بيع جميع الغراس وحتى الموجودة في المشاتل الخاصة”.

ودعا حمدان “المزارعين إلى عدم الاستعجال ببيع محصولهم على الأشجار، خاصة الليمون نوع ماير الذي يباع حالياً ب١٠٠٠ ليرة رغم أن نسبة العصير فيه لا تتحاوز٥%”، وأضاف: “نحن لا نستطيع أن نفرض على المزارعين عدم البيع، ولكننا ندعوهم للتأني خاصة أن الموسم ببدايته والأسعار في ارتفاع”.

حمدان الذي أشار إلى “قيام التجار حالياً بشراء الليمون الحامض بغرض التصدير المبكر”، أكد أن “هذا الأمر يسيء لسمعة الحمضيات السورية”.

وأضاف حمدان: “رغم الانخفاض الحاصل في إنتاج الحمضيات في الساحل السوري، إلا أن هناك رضا تام من قبل المزارعين لأن ارتفاع الأسعار سيعوض قلة الانتاج، خاصة أن الانتاج لهذا الموسم يتميز بثمرة ذات جودة عالية لأن حمل الشجرة خفيف وتم تسميدها”.

وبين حمدان أن “حاجة سوريا من مادة الحمضيات في الظروف المثالية هي ٥٠٠ الف طن، فيما الانتاج المتوقع للساحل هو ٨٠٠ الف طن”.

واضاف حمدان:”في عام ٢٠١٠ كانت خطتنا أن يصل انتاجنا من الحمضيات عام ٢٠٢٠ الى ١،٥ مليون طناً، لكن بسبب الحرب الإرهابية وتوجه عدد كبير من المزارعين لقلع أشجار الحمضيات انخفض الانتاج”.

واستدرك: “لكن مع عودة المزارعين الى زراعة الحمضيات والاهتمام بها من المتوقع أن يصل إنتاج الحمضيات في الساحل خلال الموسم القادم إلى مليون ومئتي ألف طن”.

الجدير بالذكر أن سعر كيلو البرتقال وصل خلال موسمه الماضي الى ٩٠٠ ليرة، وكيلو الليمون ٥ الاف ليرة سورية.

وفي ظل انخفاض الإنتاج المتوقع فإنه من المتوقع أن تشهد أسعار الحمضيات ارتفاعاً خلال الموسم الحالي وخاصة لصنف ابو صرة.

تلفزيون الخبر _ اللاذقية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى