من روائعه “عشرين عام انقضن”.. وفاة الشاعر السوري عبد الناصر حمد
توفي السبت ٢٢ آب الشاعر السوري من مدينة دير الزور عبد الناصر الحمد الذي كتب أهم أغاني المطرب سعدون جابر “عشرين عام” و”بيتنا المهجور”، وكتب أهم أغاني الفنان فؤاد سالم، إضافة إلى كثير من الأغاني التي غناها له مطربون عرب من ليبيا وفلسطين.
حاز الشاعر على جوائز عربية كثيرة من خلال شعره الفصيح والمحكي، وله كثير من الاكتشافات التي بيّن خلالها أنّ الشعر المحكي حفظ كثيراً من ثقافة العرب والسوريين نظراً لعمره الممتد إلى قرون طويلة.
واعتبر الشاعر دائماً وبموقف لا رجعة فيه أنّ الشعر الفصيح هو أبو الأدب والثقافة والفن وأنّ الشعر المحكي هو عبارة عن نوع من أنواع الفنون ولا يعتبره شعراً لأسباب كثيرة أهمها أنّه لا يمكن أن يكون ديوان العرب بالشكل المطلوب الذي يعبر عنه الشعر الفصيح.
ومن أهم مواقف الحمد الأدبية أنّه لم يتخلَ عن طفولته وعن شبابه عندما كان في أيام الشقاء والتعب فانعكست على وجدانه وعلى كتاباته معبراً عن ذلك في الأغاني التي كتبها والقصائد التي أنشدها.
وأظهر الحمد في كثير من كتاباته أنّ الأغنية الشعبية الممثلة بالقصيدة المحكية برغم قصورها عن مرتبة الشعر الأصيل والموزون والفصيح إلا أنّها حافظت على ثقافتنا منذ أيام العهد العثماني لأنّها تعرضت للسطو والتخريب.
الشاعر عبد الناصر الحمد الذي كرّمته إيران في مهرجاناتها الأدبية وكرمته الجالية السورية في الأردن رفض كثيراً أن يبقى أدب الأطفال على واقعه الحالي، حيث يريد للأطفال أن يتمسكوا بالكتاب ليتمسكوا بجذورهم وتاريخهم.
وكان الحمد عضواً في اتحاد الكتاب العرب في جمعية أدب الأطفال وهو الذي أعد كثيراً من البرامج للتربوية الفضائية وترأس تحرير كثير من المجلات وشارك في كثير من المنتديات السورية والعربية.
وكان مديراً لتحرير مجلة بريق ومذهلة ولؤلؤة ومن دواوينه دفتر الموليا، وتراتيل لغيلان الدمشقي، وهو من الشخصيات الأدبية التي لم تأخذ حقها ولم يكتب لها أن تنشر كغيرها برغم الكم الهائل الموجود والذي يستحق تسليط الضوء عليه.
ومما قاله الشاعر الحمد في أحد لقاءاته السابقة “لقد كتبت الشعر الفصيح منذ كنت طفلاً وانا في مرحلة الإعدادية فاعتبرني الآخرون شاعراً في الوقت الذي كنت أبعد عن نفسي هذه التسمية”.
“وعندما وصلت إلى المرحلة الثانوية وتجاوزتها كنت معلماً في إحدى القرى حيث قرأت على زملائي قصيدة أشكو فيها الأحوال الاجتماعية والإنسانية آنذاك فشجعني أغلبهم ومنذ ذلك الحين بدأت تتوالى القصائد وتواكب أحلامي وآلامي وطموحاتي وما ينعكس في داخلي خلال ما يدور في المجتمع”.
يذكر أن عبد الناصر الحمد، أديب وشاعر وباحث من مدينة دير الزور، كان التراث السوري هاجسه، وأنجز مؤخراً رسالة ماجستير عن أغنية (الموليا) وجذورها التاريخية وأنواعها، ونال عليها تقديراً مميزاً.
روان السيد _ تلفزيون الخبر