“لعلهم يقرأون” .. الفنانة فيلدا سمور تتبرع بمكتبتها ذات الـ 4000 كتاب
يُجمع كثير من الأدباء والقراء على مقولة تفيد بأن “القراءة والكتب تغير الآخرين وتوسع مداركهم بل وتنقذهم أيضاً”، انطلاقاً من ذلك قررت الفنانة السورية فيلدا سمور أن تهدي مكتبتها الخاصة إلى مكتبة دمشق التربوية الوطنية.
حيث خصّت الفنانة السورية تلفزيون الخبر بحديث عن خطوتها الأخيرة التي نالت استحسانا كبيرا بين السوريين والأوساط الثقافية، تقول سمور في حديث هاتفي مع تلفزيون الخبر “لدي مكتبة قديمة عمرها عشرات السنين، يصل عدد كتبها إلى أكثر من 4000 كتاب، كبرت معي وكبرت معها على اعتبار أننا كنّا نقتني الكتب وكانت شغلنا الشاغل منذ مراحلنا الأولى”.
“لاحقاً شعرت أن الشباب يميلون إلى الإنترنت ومواقعه التواصلية أكثر وأن شغف القراءة تراجع جداً والاهتمام بالأولويات بالكتاب لم يعد من أولويتهم” تضيف سمور وتردف “شعرت بضرورة القيام بخطوة فقررت أن انطلق من مكتبتي”، تتابع “سمور”.
وتضيف “بعد أن علمت أن مكتبة دمشق التربوية تتلقى الكتب كهدايا لرفد مجموعاتها الكتبية، وجدت أنها الخيار الأنسب كي أدعو الشباب للقراءة من خلال إهدائهم كتبي لتعود علاقتهم مع الورق”.
وأشارت “سمور” إلى أن “مواضيع كتبها القديمة توسع مدارك فئة الشباب حيث تعتبر أن مواضيع اليوم تختلف عن الأمس ولغة طرح الأفكار كذلك، كما ترى أنه من الضروري أن تعود الصلة بين الشباب والورق بعيدا عن ما يتم الترويج له حالياً”.
كما تحدثت الفنانة السورية عن مواضيع كتبها، قائلة إنها: “تتناول كل ما يخطر على البال نظراً لأنه قديمة منذ السبعينات حيث كان يوجد حينها تنوع إذا تضم مواضيعها الأبحاث والسياسة والنظريات الفكرية والشعر والمسرح والفنون”.
كما أن عمر الكتب، بحسب سمور، “أكثر من ٤٠ عاماً، أصبحت اليوم عبارة عن وثائق يمكن لجيل الشباب الرجوع إليها والاطلاع وقد تعني الكثير منهم وتلفتهم، وترى أيضاً أن مبادرتها ستساعد كثيرا في ظل ارتفاع أسعار الكتب، على اعتبار أن المكتبة التي قدمت كتبها لها تعتمد مبدأ التبادل والاستعارة بعيداً عن المتاجرة بالكتب لتصل إلى أكبر شريحة من الشباب”.
بدوره، الفنان موفق مخول، المسؤول عن مبادرة مكتبة دمشق التربوية، قال لتلفزيون الخبر إن: “خطوة الفنانة فيلدا سمور ستدعم المكتبة كثيرا من ناحية عدد الكتب وتنوع مواضيعها، لافتاً إلى أن هذه المبادرة مهمة بالنسبة للشباب وللمكتبة أيضاً”.
حيث شكر مخول الفنانة فيلدا سمور، ووصفها بالفنانة المثقفة، التي تسعى لدعم المشاريع الثقافية في أيام يبتعد كثير من الفنانين عنها في تفاصيل حياتهم، وهذا ما ظهر في دعمها لمشروعنا التطوعي لتكون جزء منه وهي مبادرة طيبة ووطنية منها.
وكانت الفنانة فيلدا سمور نشرت، الأحد، على صفحتها في “فيسبوك” منشوراً قالت فيه “مكتبتي بكل مافيها من تنوع في أيدي أمينة أهديها لجيل الشباب لعلهم يقرأون”.
يذكر أن الفنانة فيلدا سمور خريجة أدب إنكليزي من جامعة دمشق، وهي عضو نقابة الفنانين وموظفة بالمسرح القومي ومديرة المسارح، بدأت التمثيل عام 1976 شاركت في العديد من الأعمال التلفزيونية والمسرحية.
روان السيد – تلفزيون الخبر