هوس “الترند” يطال السيدة فيروز .. لماذا يوفَّى المشاهير على “السوشال ميديا” ؟
كثيراً ما يتفاجأ المتابعون بخبرٍ هنا وحكايةٍ هناك تطال أحد الفنانين والمشاهير، بحيث يؤلفها ويخطها أحدهم خلف شاشةٍ صغيرة بعيداً عن المصادر الرسمية وأصحاب العلاقات والمعنيين بالأمر.
وتعد أخبار الوفيات أكثر ما يتم تداوله في الأوساط الفنية لتشهد رواجاً أكثر بحضور وسائل التواصل الاجتماعي، حيث تنشر إحدى الصفحات الخبر ليتم بعدها تداوله وتناوله و”تبهيره” أيضاً في بعض الحالات.
من ذلك، ما تناقله رواد مواقع التواصل الاجتماعي مؤخراً عن وفاة السيدة فيروز، إذ لطالما تحفل هذه المواقع بذكر فيروز، الخارجة عن التصنيفات، ولطالما خُصِّصت مجموعات لتبادل أغنياتها وقصص عن حياتها وصورها.
فالإشاعات الفنية ليست بالشيء الجديد لاسيما أنها تتناول جوانب عدة ولا تتوقف على حالات “إعلان وفاة” فنان ما، بل تنقسم لعدة أنواع منها الشائعات التي تتعلق بأدوار معينة للفنانين، ومنها ما تُقرر أن هناك خلافات معينة في الوسط الفني، بحسب ما بنّدها الناقد الفني السوري خلدون عليا خلال حديثٍ مع تلفزيون الخبر.
يكمل “عليا” إن: “أكثر أنواع الشائعات سوءاً هي تلك التي توفّي فنان ما، فإشاعات الوفاة تصدر عن صفحات كبيرة مجهولة المصدر أو عن حسابات صغيرة تنشر هذه الشائعة ويتناقلها الناس حيث تنتشر انتشار النار في الهشيم بينما يحتاج نفيها لوقت أطول”.
“فالهدف من الشائعات غير واضح، لا يمكن تحليله بدقة لأن أحدهم حين أصدر الشائعة لم يبين لماذا قرر فجأة أن يموّت فنان ما أو ينفصل عن زوجته على سبيل المثال، إذ يبقى كل ما يمكن ذكره في معرض الحديث عن هدف مطلقي الشائعات مبني على التصور، بحسب “عليا”.
ويضيف الناقد “ممكن أن يكون مطلق الشائعة باحثاً عن إثارة الرأي العام”، ويردف “هناك حسابات يديرها مراهقون، فسواء على “تويتر” و”انستغرام” لديهم حسابات كبيرة تنشر الشائعات، بالتأكيد إذا راجعنا شخصياتهم سنجد خللاً ما، ومشكلة نفسية وهوس “ترند”.
كما يشير “عليا” إلى أن “هناك شائعات موجهة، وتعني أن هناك من الفنانين من يتقصد إطلاقها سواء عن نفسه بهدف الشهرة ورواج اسمه، أو بسبب خلافات مع فنان آخر، فاليوم لايوجد “فانز” لا يُدار من قبل فنان، قد تكون هناك تصفية حسابات بين الفنانين فيلجأ أحدهم إلى محبيه ليروجوا لما يريد”.
وبالعودة إلى شائعة وفاة السيدة فيروز، يقول الناقد الفني: “من السهل جداً على مطلقي الشائعات في الوقت الراهن إطلاق شائعة كهذه، فالسيدة فيروز تقدمت بالعمر، وهي بعيدة عن الأضواء بحكم ذلك، إضافة إلى أحداث لبنان الأخيرة التي يضع كثيرون في مخيلتهم أنها تأثرت بها حتى لو كانت خارج لبنان لتدهور صحتها ويعتبرون أنفسهم أفلحوا بتصيد الظروف المحيطة لصنع شائعاتهم”.
كما يرى “عليا” أن “وسائل التواصل الاجتماعي باتت اليوم متاحة للجميع ولنقاشاتهم وأفكارهم، هناك أشخاص لا يفقهون بشيء، يناقشون مختصين بسبب السوشال ميديا”، لافتاً إلى أن “الأمر بحاحة لعقل وإدارة”.
ويؤكد الناقد “عليا” أننا “أمام كارثة في هذه الفضاءات الإلكترونية، ويجب انتظار أصحاب الشأن والعلاقات والاختصاص والمصادر الدقيقة المعنية (بالفن، بالطب وبكل ما يتم تداوله..)، كما يجب البحث في الحسابات الموثّقة ومتابعة المصادر المعروفة والصحفيين وأصحاب الصلة”.
من جهة أخرى، يرى مسؤول القسم الفني والصوتي في تلفزيون الخبر محمد ابراهيم أن “من يطلقون الشائعات يضربون بعرض الحائط أدنى القيم الأخلاقية في احترام إنسانية الآخرين وحيواتهم”.
ويردف “كلما كانت الشائعة المتداولة متعلقة باسم فنان ذي شهرة أكبر بين الناس تكون “الفائدة” أكبر والمهتمين بمتابعة الموضوع وزيارة الموقع الذي أصدرها والبحث عنه أكثر”.
ويكمل “إن بعض الفنانين الكبار يموتون عدة مرات في العام الواحد، آخرهم وأكثرهم تأذياً في السنوات الأخيرة كانت السيدة فيروز، التي تقوم صفحة “فيسبوك” أو موقع إخباري من وقت لآخر بنشر خبر وفاتها بعد مرورها بوعكة صحية”.
“تبدأ القصة بكذبة بشعة يكتبها شخص مرتزق يتبعه بعدها اهتمام من الشارع الذي لا يكترث كثيراً للتأكد من صحة الخبر قبل التعاطف معه والمساهمة في نقله وانتشاره، فيتحول الموضوع “لترند” في كل مرة لتخرج ابنة السيدة فيروز لتطمئننا عن صحة أمها في كل مرة”، يختم “ابراهيم”.
روان السيد – تلفزيون الخبر