ما حقيقة “الحلزون سامي” الذي تصدر “الترند السوري” ؟
لم يكن حلزون صغير، في أحد الضواحي البريطانية، يدرك أنه سيتحول، بين ليلة وضحاها، إلى “ترند على الفيسبوك السوري”، يسبق الحديث عنه أخبار كورونا، والغاز، والبطاقة “الذكية.”
إذ حفل “الفيسبوك السوري” بعديد صفحاته، وشبكات أخباره ونهفاته، على مدى ساعات يوم الخميس، بصور الحلزون البريطاني، والذي حَمل أو حُمل “بضم الحاء” اسم سامي، برفقة سطور صغيرة تتحدث عن انجازه اللافت.
ولم تكن البطولة التي حققها الحلزون الصغير، سوى تصدره لسباق الحلزونات المقام في بريطانيا، والذي حمل معه صدارة أخرى “لترند الفيسبوك السوري”، حققها “سامي”، بمعية “الفوتوشوب”.
ورغم كثرة الأخبار الغريبة التي يحفل بها “الفيسبوك” يوميا، والتي تمر مرور الكرام، الا أن “سامي”، “زحف” على صفحات السوريين وشبكات أخبارهم، بعدما انتشرت صورة تتحدث عن انجازه، بدت وكأنها ملتقطة من شاشة الفضائية السورية .
وبدى واضحا أن تداول الخبر ليس لكونه غريبا، بل تم تداوله كنوع من السخرية الفيسبوكية المعتادة من الاعلام الرسمي، خاصة وأن الخبر اقترن بكلمة “عاجل” ما دفع كثيرا من المعلقين للتهكم على “أهمية” هكذا خبر، كي يحل ضيفا على عواجل الفضائية المزدحمة بأخبار كورونا، ومراكزها، ومسحاتها.
تعليقات كثيرة حلت على الموضوع، حيث ربطها كثيرون بقصة “تكاثر انثى الثعلب” الشهيرة التي ارتبطت كثيرا بإعلامنا الرسمي، والمتعلقة بغيابه عن الأحداث الهامة، وانشغاله ببرامج الحيوانات.
وتنوعت التعليقات بين “تاغات” لأشخاص يحملون اسم سامي، وبين من قال “سامي الحلزون نجح وانت لا” او “سامي حقق انجاز، قلي شو مأنجز انت”، وبين “بريطانيا اعطيني وانجاز سامي بعطيك”.
وتغنى كثيرون بما عدوه ” فضاوة بال الفضائية”، وتنوعت تعليقاتهم ما بين “اعلامنا ساب كل شي، وركز بسباق الحلزون، وأظهروا عاجل وكأن انجاز وطني حدث”.
فيما كتب آخر “التلفزيون غار من الحلزون لي فاز بسباق، بينما مسار الفضائية بنقل الأخبار أبطأ من سامي، وعمتو السلحفاة”.
إلا أن صفحة “fakebook” السورية، المعنية بكشف صحة الأخبار التي تتداولها منصات التواصل الاجتماعي، كشفت حقيقة الخبر، “وبراءة إعلامنا الرسمي، من نقل العاجل، براءة الذئب من دم ابن يعقوب.”
ونشرت الصفحة توضيحا قالت فيه أن ” مصمم فوتوشوب، أخذ الخبر من قناة “أون” المصرية، وحذف شعارها، وأضاف عليه شريط الفضائية السورية وشعارها، وكلمة عاجل، ليطلقها في “الفيسبوك”، بحثا عن كثير من “اللايك والشير والكومنتس”.
وما ساهم في انتشار الخبر، هو أن إعلامنا الوطني “مسلف” بهكذا قصص، فمن خبر خلو البرادات اللبنانية من الغذائيات، والذي نشرته قناة سما الفضائية، بالتزامن مع موجة غلاء شديدة اجتاحت الأسواق المحلية السورية.”
” إلى خبر إنقاذ جرذ كبير في ألمانيا، إلى “تكاثر السرخس وانثى الثعلب”، يحفل المتابعون بكثير من تلك الأخبار التي باتت مدعاة لما أسموه “الله يعطيني فضاوة بالن لمحطاتنا”.
ويبقى الأخطر من غياب الأولوية في ترتيب أهمية الأخبار، ما يشهده “الفيسبوك” عموما من انتشار لكثير من الأخبار المغلوطة، والتي تبدو في ظاهرها وبقليل من التدقيق في محتواها أنها مفبركة، إلا أن تداولها على نطاق واسع بات يكسبها مصداقية في عقول الكثير من مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي.
يذكر أن كثيرا من السوريين، ورغم ما نراه بأعيننا من انتشار لجائحة كورونا في البلاد، مازال إما غير مقتنع بقصة المرض، أو بوسائل الوقاية، أو بآلية العلاج، نظرا لانتشار “البوستات” المغلوطة عن المرض، بشكل كبير على “الفيسبوك السوري”، والتي تعزوه لمؤامرة هنا، أو “لبروباغندا” إعلامية هناك.
تلفزيون الخبر