شكوك دولية حول اللقاح الروسي .. ووزارة الصحة ترد
بينما يعيش العالم سباقاً منذ مطلع العام الجاري، لإيجاد لقاح ضد فيروس كورونا المستجد، برز الإعلان الروسي، الثلاثاء، الذي يتحدث عن تطوير لقاح جاهز من شأنه أن يحمي من العدوى، لكن ذلك لم يلقَ ترحيباً وتفاعلاً واسعين.
حيث تعهد المسؤولون الروس بأن “يشمل التلقيح ملايين الأشخاص، لاسيما الأساتذة ومن يعملون في قطاع الصحة وباقي مهن الصفوف الأمامية الأخرى، خلال شهر آب الجاري، أي قبل نهاية التجارب السريرية”.
وجرى تطوير هذا اللقاح من قبل معهد “غاماليا” في العاصمة موسكو، لكن عدداً من مسؤولي الصحة الكبار في العالم أبدوا تحفظاً إزاء الخطوة الروسية.
وجرى إطلاق اسم “سبوتنيك 5” على اللقاح، في إشارة إلى قمر اصطناعي أطلقه الاتحاد السوفيتي سنة 1957، وسط تسابق حول الفضاء.
ونقلت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية، أن “منح هذا الاسم يكشف نظرة الروس إلى اللقاح، وكيف يعتبرونه بمثابة سباق مع الهيئات العلمية المنافسة في أوروبا والولايات المتحدة”.
في حين أن الرئيس بوتين قال إن: “الأمر الأهم بالنسبة لبلاده هو ضمان السلامة الكاملة وغير المشروطة للقاح ونجاعته في المستقبل، وقال: “وأنا آمل أن يتحقق هذا الأمر”.
“مؤاخذات علمية”
حيث أبدى علماء شكوكهم في نجاعة هذا اللقاح، معربين عن تخوفهم من أن يمنح وقاية منقوصة، أو أن يكون مضراً بالصحة، قبل أن تكون ثمة بيانات علمية دقيقة وحاسمة بشأن الجدوى.
حيث رأى نائب رئيس مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، ستيفن موريسون، أن هذا “الإعلان عن اللقاح، مهم جداً”، مضيفاً أن “الرئيس الروسي يحتاج إلى نصر، وأن تصل “آلة الدعاية” الروسية إلى ذروتها، “وهذا الأمر قد تكون له نتائج عكسية”.
وتحاول كل دولة أن تكون أول من يتوصل إلى لقاح لفيروس كورونا لأن هذا الأمر يصورها بمثابة إنجاز عظيم لصالح البشرية، لكن العلماء يخشون من أن تؤدي هذه الخطوة الروسية إلى مسارعة بعض الدول الأخرى إلى طرح لقاحات لم تخضع للتدقيق الكافي بشأن النجاعة والسلامة.
“تجارب محدودة”
وكشف كبير خبراء الأمراض المعدية في الولايات المتحدة، أنتوني فاوتشي، خلال جلسة سابقة في الكونغرس، إنه ستكون ثمة مشكلة في حال قامت بعض الدول بطرح لقاح ضد كورونا قبل استكمال التجارب المطلوبة.
وأعرب عن أمله في أن يجري الروس والصينيون، ما يكفي من التجارب للقاحات، قبل أن يعطوا الناس جرعة منها لأجل التغلب على المرض الذي أودى بحياة مئات الآلاف من الأشخاص وألحق ضررا بالغا بالاقتصاد العالمي.
وتلقت شركات الدواء المرموقة في العالم طلبات ضخمة، لأجل التزويد باللقاح، في حال نجحت التجارب، كما تم إنفاق مليارات الدولارات لأجل مساعدة تلك المؤسسات على تسريع تطوير لقاح آمن.
وأوردت صحيفة “واشنطن بوست” أن “اللقاح الروسي المعلن عنه خضع للتجربة على نطاق محدود، وبشكل سريع، كما أنه أُعطي للعلماء حتى يجربوه بشكل شخصي، وهذا أمر لا يبدد المخاوف من منظور العلوم الحديثة”.
وتم تجريب اللقاح على العلماء أنفسهم، إلى جانب خمسين عنصرا من الجيش الروسي، وعدد قليل من المتطوعين، وهذا المسار غير كاف بحسب باحثين مختصين.
“تحفظ الصحة العالمية”
بالاستناد إلى معايير منظمة الصحة العالمية، فإن اللقاح الروسي ما يزال في المرحلة الأولى من التجارب السريرية، وفي وقت سابق، أشار المتحدث باسم المنظمة، طارق ياساريفيتش، إلى وجود مباحثات مع الجانب الروسي بشأن اللقاح.
وشدد على أن تقييم المنظمة لأي لقاح ضد فيروس كورونا سيجري، وفق تقييم وتقدير صارمين لكافة الجوانب المتعلقة بالسلامة وبيانات النجاعة.
بدوره، قال وزير الصحة الروسي ميخائيل موراشكو، خلال مؤتمر صحفي مع مدير مركز “جامالي” نقلته “روسيا اليوم”، الأربعاء، للحديث عن أول لقاح ضد فيروس كورونا.
وأوضح وزير الصحة الروسي: “سنبدأ بإنتاج لقاح كورونا في غضون الأسبوعين القادمين”.
وأضاف أن “لقاح كورونا يعتمد على أرضية علمية ملموسة وأثبت فعاليته في الاختبارات السريرية”.
مشيراً إلى أن “الشعور بالمنافسة، هو من كان وراء المواقف الأجنبية التي شككت بلقاح كورونا الروسي”.
يذكر أن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أعلن الثلاثاء، تسجيل أول لقاح ضد الفيروس، قائلاً إن: “ابنته أخذت جرعة منه، في مسعى إلى طمأنة الرأي العام بشأن نجاعته وسلامته”.
تلفزيون الخبر