مبادرات تجارية في حمص لحمل “كتف” عن المواطن في العيد
يجول أبو محمد في الأسواق القديمة، محاولاً إيجاد ضالته بما يناسب قدرته الشرائية، على حد وصفه لتلفزيون الخبر ويقول: “أعمل موظفاً وبعد الدوام “عم دبر حالي” و لدي خمسة أولاد، والأسعار فوق طاقتي وقدرتي”.
ويقبل عيد الأضحى المبارك هذا العام، مع وطأة غلاء المعيشة، مضيفاً هموماً أخرى على المواطن، الذي تشخص عيناه صوب العام الدراسي وموسم المونة.
و في مواجهة هذه الوطأة خرجت مبادرات من فعاليات تجارية، بافتتاح أسواق يقال إنها تبيع المواد والسلع المختلفة بأسعار مخفضة.
حيث افتتح في حمص مهرجان “سوريا بتجمعنا” بمشاركة عدد كبير من تجار السوق، و في حي الوعر افتتح سوق البيع المباشر للمستهلك، ناهيك عن عروض التنزيلات، بسبب الإقبال الضعيف من المواطنين على الشراء.
ويتابع أبو محمد “أحاول أن اشتري “بالمبلغ الذي أملكه كي يفرح أولادي بالعيد وهنا يقولون إن الألبسة عليها تخفيضات ولكن كل الأسعار “كوا” إما أن تشتري بضاعة “ستوك للكب”، أو تشتري بضاعة جيدة وسعرها غالي”.
ويضيف أبو محمد “اليوم اشتريت كيلو معجنات فقط كرمال الضيوف، وبالعادة كل عيد أشتري أكثر من خمسة كيلو، وغير الفواكه”، يسكت لبرهة، ثم يكمل “هذه حالنا واقعنا وبدنا نعيش على قدنا حتى الله يفرجها”.
حال أبو محمد كحال الكثيرين في مدينة حمص، ترى الأسواق لساعات مزدحمة، إلا أنه ازدحام “وهمي” ومعظمهم ليس لديهم قدرة على شراء حاجيات العيد، وعزف البعض عن الشراء واكتفى “بالفرجة و المشوار”.
بعض محال بيع الألبسة تجد فيها “زحمة” غالباً عند المساء لكون أصحابها قدموا عروضاً على بضاعتهم، وإن دخلت إحدى تلك المحال، سوف تستمتع بمفاوضات البائع والزبون المطالب بتخفيض السعر أكثر.
مع الإشارة إلى أن “معظم الزبائن لا يتقيدون بالإجراءات الوقائية “وما حدا لابس كمامة و كلو لازق ببعض””.
قبل أعوام وعندما تمر في شوارع المدينة مساءً، كان لا بد للعابر أن يشتم رائحة “قراص العيد والمعمول” تفوح من المنازل، بينما في هذا العيد عليك أن تتحول إلى “أبو كلبشة” حتى تسترجع ذكريات ليست ببعيدة.
أو عليك أن تقف قرب فرن حلويات ومعجنات التي “نط” سعرها كغيرها من كل المواد الخاصة بالعيد، و هنا فقط سوف تشتم رائحة منتجات الفرن، التي لا يمكن أن تشبه رائحة “قراص البيت، أو بيت الجيران، أو الحارة الثانية “.
بعض بائعي الخضار والفواكه، وصفوا هذا الموسم بالخاسر، حيث يقول أبو حيدر أحد باعة الفواكه لتلفزيون الخبر: “الناس عم تمد رجلها على قد بساطها” أغلبهم يشترون من الصنف كيلو وقلة من يشتري، أكثر بسبب ارتفاع الأسعار”.
وأضاف أبو حيدر “في كل موسم كنا نتبضع من سوق الهال كميات كبيرة من الفواكه و تباع كلها، ولكن في هذا العيد الإقبال ضعيف مكتفياً بالقول: “كل عام و انتو بخير و ما فينا نقول غير الله يجبر و يفرجها على العباد”.
الجدير بالإشارة أنه في عيد الأضحى ضحى المواطن بكثير من متطلبات العيد، و حتى أضحية العيد لم يستطع إليها سبيلاً لارتفاع أسعارها، محاولاً الاستعاضة “بالفروج” الذي لا يطير أكثر من مترين، إلا أن سعره “طار” و حلق و ما يزال يحلق.
تلفزيون الخبر _ حمص