بكل وعي ومسؤولية.. سوريون يعلنون إصابتهم بفيروس كورونا ويصفون تجاربهم فكيف جرى التفاعل معهم؟
رغم وصمة العار التي رافقت الإصابة بفيروس كورونا، وحالات التنمر والسخرية التي تعرض لها المصابون في أماكن عدة حول العالم، تحلى كثير من الناس ومنهم سوريون بقدر من المسؤولية والوعي الكافي الذي دفعهم لإعلان إصابتهم للناس ومشاركة تفاصيل تجربة المرض المعدي الذي عانوا منه.
قبل ظهور المرض في سوريا، كانت الممثلة السورية هناء نصور أعلنت إصابتها بالفايروس أثناء تواجدها في البرازيل، ونشرت عبر صفحتها في “فيسبوك” طالبة من الأصدقاء الدعوة لها ولصديقتها التي أصيبت معها بالشفاء.
بدوره كان نقيب صيادلة حماه أعلن بعد انتشار خبر إصابته وزوجته ب19 يوماً، خبر تعافه في تصريح لصحيفة “الوطن” شبه الرسمية، وأشار إلى أنه سيعود إلى مزاولة عمله رسمياً بنقابة الصيادلة.
وفي بادرة أخرى تعكس إحساس صاحبها بالمسؤولية المجتمعية، أعلن مدرس اللغة الإنكليزية في مدينة جبلة صفوان نجار، عبر صفحته على “فيسبوك” أيضاً، إصابة والده بفيروس كورونا، داعياً طلابه ومخالطيه لحجر أنفسهم في المنزل 14 يوماً للتأكد من سلامتهم..
واعتذر صفوان لطلابه وذويهم، طالباً من “جميع مخالطيه أن يحجروا أنفسهم 14 يوماً خشية نقل العدوى لهم فيما لو ثبتت إصابته بالفيروس”.
كما أعلنت صحفية في جريدة “تشرين” إصابتها بفيروس كورونا المستجد، وشرحت جميع الأعراض التي تمر بها، والأدوية والعلاج الذي تتبعه، وقدمت مجموعة من النصائح بهذا الخصوص.
وكانت السيدة مها عبد القادر مجبور، من أهالي مدينة جبلة، أعلنت مؤخراً، عن إصابة اثنين من عائلتها بفيروس كورونا بهدف أخذ الحذر عند التعامل مع أي مخالط
وحملت ردود السوريين على حالات الإعلان عن الإصابات، تعاطفاً مع المصابين، وتثميناً لما قاموا به من مشاركة حالاتهم، وحاولة التخفيف من الخوف المنتشر بين الناس عن المرض.
وكتب طلاب الأستاذ صفوان “ياريت الكل يتعلم من الأستاذ صفوان نجار كيف بيكون الوعي والمسؤولية المجتمعية ويعلن عن إصابته أو إصابة حدا من عيلته حتى المخالطين ياخدوا حذرهم”.
بدورها، كتبت إحدى طالبات نجار: “الله يبارك فيك أستاذنا الواعي والمثقف طول عمرك صاحب ضمير ياريت الكل بيتعامل متل شفافيتك الله يشفي والدك ونشالله بتطلع مسحتك سليمة يارب”.
وانهالت الدعوات بالشفاء لجميع المصابين الذين أعلنوا إصابتهم، وأعلن الكثيرون تضامنهم معهم في محنتهم، في إشارة واضحة إلى تغير مفهوم التعاطي مع المرض الذي أصبح أمراص واقعاً في سوريا.
وكانت وسائل إعلام عالمية نقلت حوادث وحالات تنمر تعرض لها عديدون لمجرد الاشتباه بأنهم مرضى، أو انتماءهم إلى الصين أو أحد البلدان الآسيوية التي انتشر فيها المرض بداية.
حيث أنه وفي بعض البلدان وبمجرد الإعلان عن حالة كورونا، يتسارع الجميع إلى تجريد الحالة من إنسانيتها وتحويلها إلى مصدر للخطر المؤكد، فيتم تداول الاسم بالكامل وتفاصيل العائلة وعدد الأولاد وأسماء مدارسهم، وتصبح العائلة على امتدادها من المحظورات.
تلفزيون الخبر