الشاعر السوري “أمارجي” يرصد تحولات الخطاب الصوفي خلال 14 قرناً
يرصد الشاعر السوري “رامي يونس” المعروف باسم “أمارجي” تحولات الخطاب الصوفي خلال أربعة عشر قرناً وذلك من خلال كتاب “ديوان العشق الصُّوفيِّ” الصادر حديثاً عن دار خطوط وظلال للنَّشر والتَّوزيع.
الكتاب عبارة عن مختاراتٌ ضخمةٌ من النُّصوص الشِّعريَّة والنَّثريَّة انتخبها “أمارجي” في مقولة العشق، وفي تصريح لتلفزيون الخبر أوضح أن تلك النصوص جاءت ثمرةً لما يقارب خمس سنواتٍ من البحث والقراءة في التُّراث الصُّوفيِّ والأدبيَّات الصُّوفيَّة بمختلف دياناتها ومذاهبها، لدرجة بلغ عدد المراجع والمصادر ما يربو على 175 كتاباً.
وقال “أمارجي”: “زمنيَّاً يمتدُّ الكتاب من القرن الثَّاني للهجرة إلى وقتنا الحاضر، وتم تقسيم الكتاب وفقاً للقرون الهجريَّة، كما رتبت ذِكْرَ المتصوِّفة في كلِّ قرنٍ وفقاً لتاريخ وفاتهم من الأقدم إلى الأحدث، ما يضع القارئ، دونما مشقَّةٍ أو تكلُّفٍ، أمام التَّحوُّلات التي شهدتها اللغة الصُّوفيَّة والخطاب الصُّوفي على امتداد أربعة عشر قرناً”.
تتضمَّن المختارات نصوصاً لأسماءٍ كبيرةٍ وأخرى غير معروفةٍ في التَّصوُّف، مثل الحسن البصري وبشر الحافي وسعدون المجنون وسمنون المحب وابن مسروق وشيبان المصاب وابن الملح وحاتم الأهدل والحرَّاق، وما يربو عن 180 متصوِّفاً ومتصوِّفةً غيرهم.
كما يبدو الحضور النِّسائيُّ واضحاً في الكتاب، فمن شعوانة وريحانة الوالهة ورابعة العدويَّة في القرن الثَّاني للهجرة، إلى رابعة بنت إسماعيل وعافية المشتاقة في القرن الثَّالث للهجرة، إلى أمُّ اليمن بنت علي والوهيطة بنت الفضل في القرن الرَّابع للهجرة، إلى حمدة بنت زياد وميرا بي وتريزا الأفيليَّة في القرون اللاحقة.
يذكر أن “أمارجي” شاعرٌ سوريٌّ ومترجمٌ مهم عن الإيطاليَّة، من مواليد اللاذقيَّة 1980. صدرَ له شعراً “مِلاحاتٌ إيروسيَّة” 2011، “وردة الحيوان” 2014، “بفمٍ مليءٍ بالبرق” 2019، و”فيلولوجيا الأزهار” 2020؛ وصدرَت مجموعتاه “وردة الحيوان” و”شكل الصَّمت” بالإيطاليَّة في إيطاليا.
حاز شهادتَي ماجستير من جامعتَى كاتانيا وبيرودْجا ودرس اللغة الإيطاليَّة في جامعة بيرودْجا في إيطاليا، ونقل إلى العربيَّة العديد من الأعمال لكبار الكتَّاب والشُّعراء. نذكر من ترجماته: “الأعمال الأدبيَّة” لليوناردو دافنشي، و”الآثار الشِّعريَّة الكاملة” لدينو كامبانا، و”البحر المحيط” لألسَّاندرو باريكُّو، و”واحدٌ ولا أحد ومِائة ألف” للويجي بيراندللو، و”زهرة القيامة” لإمليو سالغاري.
تُوِّج “أمارجي” بعدَّة جوائز أدبيَّة، منها: الجائزة الأولى في الشِّعر، جائزة M.A.R.I.C الدَّوليَّة للشِّعر والنَّثر التي تنظِّمها “الحركة الفنِّيَّة لاستعادة الهويَّات الثَّقافيَّة” بمدينة سالِرنو في إيطاليا 2018؛ وجائزة مانيا غريتشا (اليونان الكبرى) الدَّوليَّة للشِّعر في مدينة جنوة الإيطاليَّة في فرعها المخصَّص للشَّذرات 2018؛ وجائزة ابن بطُّوطة للتَّرجمة عن ترجمته لكتاب “نحوَ مهد العالم” للشَّاعر الإيطالي غويدو غوتسانو 2020.
بديع صنيج- تلفزيون الخبر
