قرر مواجهة المال بالواجب .. جريح حرب يترشح للانتخابات عن مدينة حلب
المرشّح عن مدينة حلب محمد الجحجاح.. جريح الوطن يروي لتلفزيون الخبر حكاية صموده
“عند إصابتي منذ أربع سنوات كان أمامي طريقين، أحدهما أن أمشي وأنا ضعيف وحزين وغير متقبل لإصابتي، والآخر أن أمشي متفائلاً ومتأقلماً مع إصابتي وحياتي الجديدة وأعمل على تطوير نفسي دون أن أدع شيئاً يعيقني”.
حيث لم يكن يوم 29 / 10/ 2016 على صاحب هذه الكلمات كما قبله، كما لم يكن ذلك اليوم كما بعده أيضاً، معادلة صعبة حققها الجريح والشهيد الحي الشاب السوري ابن مدينة حلب محمد الجحجاح.
فهناك، في ذلك اليوم، كان الجريح المرشح الجحجاح في حلقة مفرغة حاول الإرهاب ملأها بالضعف والموت لكن الشاب أبى وأوصله طموحه لأن يطفئ نار الإرهاب بدفء الشمس.
المرشح المستقل عن مدينة حلب وجريح الوطن محمد الجحجاح، بعمر (٢٩) عاماً وصمود، يتحدث لتلفزيون الخبر عن ترشحه للانتخابات القائمة وعن أعوامه الماضية التي قضاها في العمل والمثابرة.
يقول المرشح: “قررت الترشح للانتخابات عن مدينتي حلب لأحاول إيصال رسالة مهمة إلى الجميع، رسالة تقول أن جريح الوطن قادر ومتمكن من كل شيء رغم الإصابة ونحن نقاوم الحياة ونفتخر بجراحنا”.
ويتابع الجريح “وسوف نستمر بإيصال صوت الحق صوت الجرحى وأهالي الشهداء والفقراء وصوت الناس أصحاب الحق”.
كما لم تثنِ الإصابة وحالة العجز بنسبة ١٠٠% المرشح محمد الجحجاح عن العمل الدؤوب ومواصلة مسيرة العلم والعمل، حيث يتابع حديثه “بعد إصابتي في حلب وتحسّن وضعي الصحي حصلت على شهادة الثانوية العامة والآن أنا طالب حقوق في جامعة حلب”.
ويردف المرشح “أتواصل مع الناس مباشرة في عملي على سيارة تاكسي تم تعديلها ميكانيكياً لأتمكن من قيادتها من خلال اليد بعد تطويعها لأتمكن من ذلك”، “أحاول زرع الأمل والثقة والتفاؤل في حياة كل إنسان ألتقيه خلال عملي”، يردف الشاب المرشح.
ويشير الجحجاح إلى أنه “يشعر أحياناً بصعوبة بسبب إصابته بالشلل وتعرضه لتشنج قوي يعيقه كثيراً، لكنه يتجاوزها بالعزيمة والإصرار”.
ويشرح الجحجاح برنامجه الانتخابي وهو مرشح مستقل عن مدينة حلب فئة” ب”، وغايته التي تتمثل “بالعمل بكل ما يستطيع لمساعدة زملائه الجرحى من الجيش العربي السوري والقوات الرديفة”.
ومنه أيضاً “إيصال صوت الجرحى للمعنيين وطلباتهم ومساعدة ذوي الشهداء والجرحى في الحصول على حقوقهم وهذا أقل شيء يحصل عليه أهالي الشهداء”.
إضافة إلى “الاستمرار بالنضال حتى تحرير الوطن من رجس الإرهاب والإرهابيين، والوقوف معاً يداً بيد خلف القيادة الحكيمة لبناء سوريا الحديثة، وتحفيز الدعم لليرة السورية”.
كما يتضمن برنامج المرشح الانتخابي “العمل على مساعدة المواطنين وإيصال شكاويهم والمشاركة في رفع مستوى المعيشة، ودعم جيل الشباب الصاعد في إثبات وجوده وقدراته على أرض الواقع”.
وعن تمويل حملته، يقول جحجاح أنه يمول حملته الانتخابية من مايملك وهو قليل مقارنة بحجم الاموال التي يضخها المرشحون.
ورغم ذلك يؤكد المرشح أنه يملك الكثير من الآمال ويعقدها على الفوز بالانتخابات معولاً في ذلك على برنامجه الانتخابي الذي ينادي بنصرة جرحى الجيش العربي السوري والوقوف إلى جانب تطلعاتهم.
ويختم الجريح حديثه بالقول: “الطريق الثاني الذي سلكته، يمكّني من بث القوة بين جميع من أصادفهم، ويدفعني لنشر الإيجابية والعمل ومواصلة الطرق فالإصابة لاتعني العجز، العجز هناك في العقول والأفكار”.
يذكر أنه تجري حالياً الحملات الانتخابية لانتخابات أعضاء مجلس الشعب للدور التشريعي الثالث في البلاد، والمقررة في 19 تموز الحالي.
روان السيد – تلفزيون الخبر