“سمك لبن تمرهندي” .. بوستر سينما الشباب يثير انتقادات للهوية البصرية للمهرجان
لاقى البوستر الخاص بـ”مهرجان سينما الشباب والأفلام القصيرة” السابع استهجاناً من قبل عدد من المصممين و جمهور المهرجان والمتابعين على مواقع التواصل الاجتماعي، مع تسليط انتقادات واسعة له.
واستطلع تلفزيون الخبر آراء عدد من المصممين السوريين حول البوستر، وقال ميشيل سلوم، طالب ماجستير اتصالات بصرية ومحاضر سابق بكل من كلية الفنون الجميلة بجامعة دمشق وقسم الغرافيك بالجامعة الدولية للعلوم والتكنولوجيا، إن ” البوستر يشابه معظم النتاج الفني الصادر عن الهيئات الحكومية في الغالب، وهو ضعيف على أقل تقدير”.
وحدد سلوم، مواطن الضعف في تصميم البوستر، مبيناً أن “البوستر يحتاج لوضوح وهو أمر يتم تحقيقه عن طريق خلق تضاد بالقيم اللونية بين العناصر، ويمكن تمثيل هذا الأمر بصرياً بإنقاص الإشباع في التصميم لتبقى القيم التي تحمل التضاد واضحة، وتحقيق ضياع للقيم ذات التضاد الضعيف”.
وأشار سلوم إلى أنه “بمقارنة بوستر المهرجان مع عدد من بوسترات الأفلام المشاركة، والتي صممها عدد من الطلاب، نلاحظ وجود فرق واضح بين التصاميم وبوستر المهرجان”.
وأردف سلوم أن “بوستر مهرجان سينما الشباب يضم الكثير من الضجيج البصري، بحيث عدم وجود عنصر رئيسي فيه، بل عدد كبير من العناصر تحارب بعضها البعض لتلقى الاهتمام، لاسيما عبارة “سينما الشباب” وكتلة شرائط الأفلام التي تضم تفاصيل بصرية عديدة، ناهيك عن الخلفية المستخدمة والتي تزيد من سوء كل ماسبق”.
وذكر سلوم أنه “من المؤلم وجود أستاذ وفنان الخط العربي الأول في العالم العربي “منير الشعراني”، على بعد شوارع من دار الأسد للثقافة والفنون، حيث يقام المهرجان، دون الاستعانة بأعماله، والتي تنهال على طلبها الفعاليات والمطبوعات الصادرة عن أوروبا ولبنان ومصر”.
وحول توضيح مصمم البوستر، قال سلوم إنها “ليست المرة الأولى التي يخرج فيها مصمم لإحدى الفعاليات الحكومية، ويشرح عن أهمية تصميمه، كما جرى في المرات السابقة، عند تصميم الهوية البصرية للتلفزيون السوري، وبوستر معرض دمشق الدولي في دورته الأخيرة”.
وطرحت مصممة الغرافيك روان وليد لتلفزيون الخبر، رأيها في التصميم، قائلة إنه “من المؤسف جداً أننا لازلنا نرى هكذا نوع من التلوث البصري في الوقت الحالي، بالرغم من وجود كم هائل من الشباب السوري المبدع، والذي بات يصدر فنه وأعماله للخارج”.
وتابعت روان “يعد بوستر المهرجان واحداً من أسباب عدم استثمار هذه الطاقات والمواهب الشبابية، حين تقدم هكذا فرص لأشخاص غير احترافيين، يقدموا أعمالأً لا تليق بمهرجان شبابي سينمائي بهذا الشكل”.
وأضافت أن التصميم “عبارة عن كتلة من الأغلاط اجتمعت بمكان واحد وسميت “بوستر”, والشرح المرفق لها كان ماهو إلا تبرير غير منطقي للعمل، حيث تشمل أخطاءه “اللون، وهو أحد الأمور التي يدرسها الطالب كمنهج كامل في كلية الفنون الجميلة، كذلك التوازن بالتصميم والخط المستخدم والمساحات وغيرها من عناصر التصميم التي تدخل في أي عمل فني”.
وأوضح مصمم الغرافيك وصانع محتوى بصري، أحمد أسعد لتلفزيون الخبر، أنه “لا يوجد ترابط ولا تناسق بين الألوان و خاصة لون الخلفية (البني) مع لون كلمة شباب الملون بألوان الطيف، حتى أنه في مجال التصميم بشكل عام استخدام تدرجات ألوان الطيف غير مستحب وهو “موضة” باتت قديمة جداً ولم تعد مستخدمة في الغالب، كما أنها تعطي التصميم نوع من عدم الرقي والأناقة”.
وأضاف أن “لا يوجد انسجام ما بين الكلمة الملونة واللون الأساسي “البني”، كما لم تظهر الدلالة من استخدام هذا اللون تحديداً”.
وشرح أسعد أن “تكرار عنصر شريط الفيلم مرتين، مرة كعنصر رئيسي ومرة أخرى كعنصر شفاف في الخلفية أيضاً لا يتم استخدامه في وقتنا الحالي، ويعطي ازعاج للناظر، والإحساس بوجود خطأ تصميمي لدى تحليله من قبل مصمم، لاسيما وأنها مماثلة للون الخلفية”.
وتعقيباً على شرح المصمم، ذكر الأسعد أن “فكرة إعادة الإعمار غير واضحة في التصميم إن كانت هي المعيار الأساسي للبوستر، ثم إن الإعمار ليس للسينما دور أساسي فيه، أما عن استخدام خطوط الحاسوب، فهو أمر غير معيب طالما كان الخط متناسب مع عناصر التصميم وفكرته”.
وأشار إلى أنه “بشكل عام التصميم سيء وغير مستوفي للكثير من شروط التصميم الناجح و أهمها الألوان ولم يستخدم المصمم طرق التصميم العصرية، حتى أن طرق التصميم الكلاسيكية لم تكن هكذا”.
ووجه أسعد اللوم على “الزبون، أي الجهة المنظمة للمهرجان، والتي وافقت على هذا التصميم غير الملائم للمناسبة المعني فيها”.
ومن جهته، صرح مصمم البوستر نصر الشيخ علي لمجلة “آفاق سينمائية” التابعة للمؤسسة العامة للسينما، حول تصميمه قائلاً إن “إعادة إعمار ما دمرته الحرب الكونية على بلدنا الحبيب سوريا شكّل الفكرة الأساسية للهوية البصرية لبوستر المهرجان”.
وأضاف “ركزت الهوية البصرية الفنية لبوستر لمهرجان هذ العام على فكرة إعادة إعمار ما دمرته الحرب الكونية التي شُنت على بلدنا الحبيب سوريا، فالسينما بكل كوادرها وعناصرها (إخراج ، إضاءة ، صوت ، كاميرا .. ) لها دور هام بإعادة الإعمار”.
وأشار، بحسب المجلة إلى أن “البوستر تضمّن سبعة أفلام (عدد دورات المهرجان) على شكل بناء، أربعة منها موضوعة بشكل أفقي تقوم هذه الكوادر بدورها كل حسب اختصاصه وكأنها تبني هذا البناء من جديد، والأفلام الثلاثة الأخرى تأخذ شكلاً مائلاً يدل على تهدمها وأن مرحلة إعادة بنائها قادمة”.
ويوضح الشيخ على أنه اعتمد بالشكل الفني لاسم هذه الدورة عدة أمور ، منها “لم يتم استخدام خط من خطوط الكمبيوتر المعروفة والمألوفة بل تم رسم كلمات اسم الدورة رسماً خاصاً يعطي طابع التفرد والخصوصية، واعتمد تلوين كلمة “الشباب” بكامل ألوان الطيف للدلالة على تعدد اهتماماتهم السينمائية وعلى اختلاف الفنون السينمائية كافة”.
وتابع “تم التركيز بشكل أكبر ومختلف هذا العام على كلمة “السابع” لأن رقم هذه الدورة يحمل رقم هذا الفن الكبير “الفن السابع” نفسه، وتم وضعها ضمن دوائر متعددة الألوان تعطي دلالة على استمرارية هذا الفن رغم منافسات كبيرة يتعرض لها من فنون الميديا المختلفة لاسيما الحديثة منها، واعتمدنا اللون البني ودرجاته في ألوان خلفية البوستر، متضمناً تكرار فكرة البوستر على شكل دمج لوني لتكريس الفكرة”.
يذكر أن مهرجان سينما الشباب للأفلام القصيرة بنسخته السابعة، انطلقت فعالياته في 25 حزيران الجاري، وأعلنت جوائر المهرجان مساء الاثنين، حيث ذهبت الجائزة الذهبية لفيلم “يوم عادي جداً” إخراج انس زواهري، والجائزة الفضية لفيلم “الرجل الصغير”إخراج تاتيانا ابو عسلي، الجائزة البرونزية لفيلم “توه” إخراج عبير حسين.
وفاز بجائرة أفضل إخراج فيلم “بداية أكثر ثبات .. ممكن” للمخرجة سندس سليمان، وجائزة أفضل سيناريو لفيلم “برسم البيع” إخراج جميل جبران، فيما ذهبت جائزة لجنة التحكيم الخاصة مع فرصة فيلم احترافي لفيلم “فل آيس” إخراج سليم الصباغ، وأخيراً جائزة التنويه نالها فيلم “مذكرات اول رصاصة” إخراج يوسف حيدر .
لين السعدي – تلفزيون الخبر