“البديل الأرخص”.. فسحة افتراضية لتبادل وبيع البضائع والألبسة والأدوية بأسعار مقبولة
بعد أن غدت البضائع في الأسواق تحتاج إلى “ثروة” مالية لا تستحقها، ولا يملكها المواطن السوري، قاطع العديد من الناس شراء ما لا يشكل حاجة ملحة لحياتهم، وفي طريق الهروب من الواقع، وجد آخرون طرقاً على المجال الافتراضي للتخفيف من حدة الأسعار عبر مشاركة اجتماعية لتبادل أوبيع البضائع بأسعار مقبولة، ترضي غاية الطرفين.
وبدأت واحدة من المجموعات عبر موقع “فيسبوك” باسم “البديل الأرخص”، ليحقق بفقراته المختلفة، انتشاراً وصل لأكثر من 31 ألف متابع بأقل من شهر.
وحول النشاط التبادلي المجاني تحدثت مؤسسة المجموعة جويل الحلاق، لتلفزيون الخبر، أن الفكرة بدأت مؤخراً حين أصبح الوضع الاقتصادي متأزم جداً لأغلبية الناس، واختلاف الأسعار بشكل كبير بين مكان وآخر، جاءت فكرة تأسيس مجموعة كمبادرة صغيرة يستفيد منها الجميع من خلال إيجاد بدائل أرخص وفقاً لحاجة كل شخص”.
وتتابع الحلاق بأن “المجموعة ومثلها من المحاولات على مواقع التواصل الاجتماعي، تشكل دعم في هذه الظروف الصعبة التي نمر فيها، وفرصة تتيح لأي شخص بتقديم المساعدة من خلال تجربته أو ممتلكاته التي ممكن تقديمها عبر فقرات المجموعة المختلفة، والتي تخرج عن نطاق الملابس ومساحيق التجميل”.
وتضم المجموعة فقرات محددة بأوقات وأيام معينة، أولها “أقل من 5000″، حيث تكون كل البضائع بسعر أقل من المبلغ المذكور”، ثانيها “تبرع” حيث يتم التنسيق لتقديم ملابس أو أي أمر آخر لمن بحاجة له بشكل سري، ثالثها “فرص عمل” لعرض وتأمين فرص عمل مختلفة للباحثين عنها، وفقرة “فساتين” لتبادل الفساتين بأسعار مخفضة عن السوق، كذلك فقرة “تبادل”، لتتمكن كل فتاة من تبديل ما ترغب بأمر آخر معروض في الفقرة”.
وتشمل المجموعة على فقرات مخصصة لتبادل الكتب إما مجاناً أو بأسعار رمزية، وفقرات أخرى منها مخصص لدعم مشاريع “الأعمال اليدوية”، وعرض البيوت بدون وسيط، وغيرها لأغراض المنزل، والتسويق للمشاريع الفردية، كما يقدم أسبوعياً فقرة طبية مع صيدلانية وأخرى مع طبيبة نفسية لمن يرغب بطرح مشكلته والحصول على الاستشارة المجانية.
وواكبت المجموعة كذلك، وفقاً للحلاق، “أزمة الأدوية الأخيرة، حيث فتح الباب أمام الأعضاء لتبادل الأدوية لمن بحاجة لها، أو انقطع منها ولم يجدها في الصيدليات، فيبادلها أو يقدمها آخرين بغير حاجة لها”.
وترى الحلاق بأن “مجموعات مواقع التواصل الاجتماعي في الوقت الحالي، كما مجموعة “البديل الأرخص”، حين تطبق بطريقة فعالة وبعيداً عن الغايات التجارية، من خلال مخاطبة حال واقع الناس وحاجاتهم وتحقيق الإفادة وتلبيها بشكل سريع ويفسح المجال أمام مختلف الاحتياجات إيجاد بدائل آخرى بشكل أنسب”.
وباتت مواقع التواصل الاجتماعي مع كل أزمة تضرب السوق السوري، يطرح المجموعات والأفكار الجديدة الفردية المتناسبة معها، في محاولة للتخفيف من المعاناة على الجميع، آخرها مجموعات لتأمين الأدوية المفقودة، وسابقها تأمين الاحتياجات بشكل مجاني خلال مواجهة أزمة وباء “كورونا”.
لين السعدي _ تلفزيون الخبر