العناوين الرئيسيةكاسة شاي
بسطات العصير والناعم والمعروك .. باب رزق رمضاني يخفف من ألم المعترين
بالتزامن مع شهر رمضان المبارك تنتشر عربات وبسطات الباعة التي تقدم العصائر بأنواعها مثل العرقسوس والجلاب والليمون والتمر الهندي، بالإضافة إلى المعروك وخبز الصائم والتمور والناعم والنهش.
باعة موسميون ينتشرون في هذا الشهر يمتهنون صنع هذه المواد التي تزدهر في هذا الشهر، حيث تؤمن هذه البسطات والمحال التي تبيع هذه المواد دخلاً مقبولاً لصاحب المحل أو لمن يعمل بشكل موسمي بهذه المهنة.
ومع بداية الشهر الكريم سرعان ماتتزين شوارع سوريا ببسطات العصير والناعم بشكل كثيف وغيرهم من المواد، حيث لايمكن للعابر في أسواق دمشق إلا أن يشاهد ويشتم روائح هذه الأطايب المحروم منها خلال أشهر السنة.
أبو محمد، سائق تكسي، قال لتلفزيون الخبر: “أعمل حتى منتصف النهار على السيارة، لكن العمل خفيف ومردوده قليل مقارنة مع أيام ما قبل إجراءات كورونا، أعود إلى منزلي منتصف النهار، بينما يكون العصير الذي صنعته ليلا بمختلف أنواعه مجهزا بأكياس فأضع طاولة في الحارة التي أسكن بها وأبيع العصير وأكسب مردودا جيداً”.
ويتابع أبو محمد “اخترت صناعة العصائر كونها تتكون من المساحيق الغذائية وما أقوم به هو شراء عدة “ظروف” من العصير بمختلف الطعمات وأحضرها وأبيعها، ويكون صافي الربح قرابة 250 ليرة من كل كيس عصير والذي يساوي لتر”.
وأردف أبو محمد، الرجل الخمسيني، “لم أتطرق لصناعة عصير التمر الهندي كونها مكلفة، حيث وصل سعر علبة التمر الهندي إلى 1700 ليرة وهي بحاجة نقع لعدة ساعات وغلي على النار وسكر، ولن يتجاوز صافي الربح بها قرابة المئة ليرة، وفي هذه الأيام يوجد شح في مادة الغاز وغلاء في السكر و”خليها لربك”.
وبالانتقال إلى بسطات الناعم، فما إن تبعد عنك البسطة يمكنك سماع نداءات البائع ” وقعت ولا رماك الهوى يا ناعم، قرب عالناعم، الحلو مابيتغير والله محي الثابت” هكذا يصيح أبو سمير 45 عاماً.
يقول أبو سمير صاحب بسطة ناعم في حي الميدان لتلفزيون الخبر: “أكلة الناعم شامية الأصل ومخصصة لشهر رمضان فقط حيث لايمكن أن تشاهدها في الأسواق سوى في هذا الشهر الكريم”.
يتابع “وتتألف من العجين المكون من ماء وطحين فقط توضع في زيت القلي لتأخذ شكل الرغيف وتكون رقاقة دائرية مقرمشة وليست طرية أو ناعمة وتزين بالدبس، وبعدها نقوم بتغليفها كل رقاقتين أو ثلاثة بكيس ونبيعها”.
وأردف أبو سمير “يكثر الطلب على الناعم بالتزامن مع ارتفاع أسعار الحلويات، إضافة إلى طيب مذاقها، ورخص ثمنها، فهي الأكلة الوحيد، بنظره، التي نجت من تبعات الحرب مقارنة مع المعمول والمعروك الذي باتت القطعة الصغيرة منه والتي لاتكفي شخص 500 ليرة، والوسط 1500 وهي لاتكفي لأسرة “أكيلة”.
وبين أبو سمير أنه “لايوجد توقيت دقيق للسنة التي بدأت بها أكلة الناعم، مضيفاً أنه يأكلها من عشرات السنين، ويبيع في النهار قرابة 100 قرص”.
ولاتكتمل المائدة الرمضانية بدون وجود أكلة الناعم أو المعروك وخبز الصايم والعصائر، بحسب مواطنين في حي الميدان بدمشق.
وقال المواطنون الذين التقاهم تلفزيون الخبر: “بمقارنة أسعار الحلويات مع والمردود المادي الذي نعيش منه تقتصر “تحلاية رمضان” على الناعم والذي أصبح سعره يتراوح مابين 1000 إلى 1500 ليرة، حسب مايريد بائع البسطة، فلا يوجد تسعيرة رسمية لهذه المادة، والعصائر أيضاً الكيس الواحد 500 ليرة أما التمر الهندي 600ليرة، والمعروك القطعة الصغيرة 400 ليرة والوسط 1500 ليرة”.
ويجد أصحاب البسطات، في الشهر الكريم متنفساً لحالة الضنك التي تخيم عليهم من الناحية الاقتصادية، وخاصة مع فقدان الكثير منهم لأعمالهم في ظل القيود المفروضة لمواجهة انتشار وباء كورونا.
علي رياض خزنه_ تلفزيون الخبر