ثقافة وفن

في اليوم العالمي للكتاب.. سفير الرحلات التي لا تتوقف

على مر العصور امتاز الكتاب بقدرته على خلق عوالم وحيوات لدى القرّاء في مزج عميق بين الأفكار والخيال الإنساني، ورغم كل التطور التكنولوجي، لازال للكتاب رونقه الخاص، ويستحق الاحتفاء به كأحد أعظم إنجازات البشر وأجملها.

يحتفل العالم اليوم الخميس الموافق للثالث والعشرين من نيسان باليوم العالمي للكتاب وحقوق المؤلف، وذلك بهدف إعلاء شأن الكتاب، وبذر حب الأدب بالنفوس وجعله جزءاً لا يتجزأ من ثقافة الحياة والعمل.

واختارت منظمة اليونسكو خلال مؤتمرها العام بباريس عام 1995، هذا اليوم كيوم عالمي للكتاب وحقوق المؤلف، وذلك تقديرا لجهود الكتاب والأدباء في إثراء المحتوى المعرفي البشري عبر العصور.

وتم اختيار هذا التاريخ لأنه يحمل دلالات واعتبارات لها قيمتها وأهميتها الأدبية، منها أنه يصادف عبر سنوات مختلفة ولادة أو وفاة عدد من كبار المؤلفين والكتاب والشعراء والأدباء المرموقين، مثل: ويليام شكسبير والكاتب الإسباني سيرفانتس، والكاتب البيروفي ألاينكا غارسيلاسو دي لافيغا.

وأرادت اليونسكو بهذه الخطوة التعبير عن تقدير العالم أجمع للكتّاب والمؤلفين، وذلك عن طريق تشجيع القراءة بين الكبار والصغار لاستكشاف متعتها وفوائدها بوصفها غذاء للروح ومحفزا للعطاء والإبداع.

وأتاحت هذه المناسبة الفرصة لاكتشاف عالم الكتاب بجوانبه المتعددة وتقديره حق قدره والتعمق فيه، بوصفه وسيلة للتعبير عن القيم وواسطة لنقل المعارف، ومستودعاً للتراث غير المادي، ونافذة على التنوع الثقافي ووسيلة للحوار، وثمرة لجهود مبدعين يكفل قانون حقوق المؤلف حمايتهم.

وفي ظل ظروف العزل والحجر وإغلاق المدارس والجامعات والمكتبات وقيود السفر المفروض على أكثر من نصف سكان الأرض بسبب فيروس كورونا، يشكلّ هذا اليوم نافذة للإبحار عبر ما أبدعته العقول والثقافات لتجديد العلاقة والصداقة مع الكتاب.

والتغلب على ظروف العزل الاجتماعي، وتقوية الروابط الإنسانية، وتخفيف الشعور بالوحدة وتوسيع الآفاق، وتحفيز قدراتنا الذهنية والإبداعية.

ومنذ ظهور أول كتاب ورقي في روما القديمة خلال القرن الأول الميلادي، وحتى اكتشاف الطباعة بالعصر الحديث مر الكتاب وحركة التأليف بالعديد من الطفرات والمحطات، من أهمها وأقواها تأثيراً ظهور الطباعة والكتب الإلكترونية التي يمكن تحميلها وتخزينها بالمئات، على قارئ إلكتروني بسيط بضغطة زر تختصر الزمن والجهد والمسافات والتكاليف.

ولاتزال المعركة مستعرة بين الكتاب الورقي والكتاب الإلكتروني، وتجري مراقبتها باهتمام بالغ من قبل عشاق وناشري وبائعي الكتب.

كما يبرز الاحتفال بهذه المناسبة أهمية حماية حقوق المؤلف خاصة في ظل الثورة الرقمية، والعالم الافتراضي وشبكة الإنترنت التي اصطحبت معها الكثير من التعقيدات والتحديات، التي تهدد حقوق المؤلف الأدبية والمالية.

الجدير بالذكر أنه وفي كل عام يقع الاختيار على مدينة تأخذ على عاتقها، عبر مجموعة من المبادرات والأنشطة، إدامة زخم الاحتفال باليوم العالمي حتى حلول ذكراه مجددا في السنة التالية.

ووقع الاختيار هذا العام على مدينة “كوالالمبور” الماليزية، عاصمة عالمية للكتاب لعام 2020، نظرا للتركيز الكبير الذي توليه لمسألة التعليم الشامل للجميع.

 

تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى