في اليوم العالمي للمسرح .. “إننا محكومون بالأمل”
“إننا محكومون بالأمل ومايحدث اليوم لايمكن أن يكون نهاية التاريخ..” (سعد الله ونوس)، المسرحي السوري الذي وصل إلى العالمية من خلال كتاباته المسرحية ومساهماته الأدبية، يتجلى اسمه اليوم ومقولته الأشهر بينما يمر العالم بأزمات متتابعة كان آخرها الوباء الشهير.
حيث يحتفل العالم باليوم العالمي للمسرح في 27 آذار من كل عام، وهي مناسبة لإعادة التذكير بواقع “أب الفنون” وتاريخه ودوره، وكان احتُفل بهذا للمرة الأولى في27 آذار 1962، وهو تاريخ افتتاح موسم “مسرح الأمم” في باريس.
وتبنى هذا اليوم المعهد الدولي للمسرح، وهو أكبر منظمة للفنون المسرحية في العالم، وكان الهدف منه تعزيز هذا الشكل الفني في العالم، وزيادة الوعي بأهميته وقيمته كفن، ودفع قادة الرأي إلى إدراك قيمة مجتمعات الرقص والمسرح.
الذي أبدعت سوريا على خشبته ومن خلال رواده عبر تاريخها الثقافي والفني، إذ كانت البداية على يد أحمد أبوخليل القباني، حيث يعتبر أول مؤسس لمسرح عربي، أسسه في دمشق وقدم عروض مسرحية وغنائية كثيرة منها “ناكر الجميل” – “انس الجليس” – “هارون الرشيد” – “عايده” – “الشاه محمود” – وغيرها.
وكان له الفضل في قيام حركة مسرحية في سوريا وفي الوطن العربي بعد ذلك، وواجه القباني من اجل نشر فنه العديد من الصعاب والعقبات إلى أن نجح في استقطاب الجماهير لمتابعة عروضه ومسرحياته ولاقى نجاحاً كبيراً بالعروض التي قدمها في بداياته في دمشق.
حيث ألف القباني فرقته المسرحية وقدم في السنوات الأولى حوالى 40 عملاً مسرحياً ووضع الأسس الأولى للمسرح العربي وخاصة المسرح الغنائي وسافر إلى مصر حاملاً معه عصر الازدهار وبداية المسرح العربي.
وكان مع أبوخليل القباني مجموعة من الفنانين والفنانات السوريين منهم (جورج ميرزا، وتوفيق شمس، وموسى ابوالهيبة، وراغب سمسمية، خليل مرشاق، ومحمد توفيق، وريم سماط، واسكندر فرح) وغيرهم وعاد إلى دمشق متابعاً عروضه المسرحية إلى ان توفي عام 1903 ودفن في مقبرة “الباب الصغير” بدمشق .
وبعد فرقة القباني والرواد الأوائل للمسرح السوري، ظهرت في بداية القرن العشرين فرق مسرحية سورية كثيرة أخذت بالتزايد مثل “فرقة نادى الاتحاد” و”فرقة جورج دخول” وكانت تقدم عروضها على “مسرح القوتلي” في “السنجقدار”، وفرقة “عبداللطيف فتحي” التي كانت تضم عددا كبيرا من الفنانين.
وقدمت هذه الفرق الكثير من المسرحيات العالمية والعروض المسرحية والكوميدية ووالاستعراضية والغنائية والسياسية والاجتماعية والدرامية والتاريخية، لمؤلفين سوريين وعرب ومسرحيات مترجمة لروايات عالمية.
وكانت المسارح في سوريا في كل عام تحتفي بهذا اليوم عبر تقديم مسرحيات وفعاليات للتذكير بدور المسرح وأساساته كنوع فني عايشه السوريون عبر التاريخ، أما اليوم، وتزامناً مع غزو فايرورس “كورونا” يأتي يوم المسرح العالمي في ظل إيقاف جميع النشاطات الفنية وإغلاق المسارح ودور السينما.
ليحتفى الفنانون والمسرحيون السوريون إثر ذلك بالحديث عن هذا اليوم عبر وسائل التواصل الاجتماعي ممن ذكروا تجاربهم المسرحية الخاصة، معبرين عن تأصل المسرح ضمن الحالة الفنية السورية وأثرها.
كان منهم الفنانة شكران مرتجي، والفنان أيمن زيدان، وجفرا يونس، حيث نشرت مرتجى “كقصة الحب الأولى، حين تخطر في البال نغمض عيوننا ونبتسم”.
” تحية لكل المسرحيين، شكرا لمن بقي على عهد المسرح ذلك العرش، الذي يجعلنا ملوكا في لحظة وقد نكون فقراء في الحياة.. تحية لنضال سيجري مجنون مسرح وحياة لروحه السلام”.
تلفزيون الخبر