“مؤجل حتى إشعار آخر”.. نشاطات ومشاريع للسوريين عطّلها “كورونا”
مع بدء الحجر الصحي الطوعي، حتى الآن، في سوريا توقفت العديد من المشاريع والمخططات الاعتيادية التي وضعها السوريون، فترة 15 يوماً على الأقل، البعض منها مهم صَعُب تأجيله، وأخرى تحتمل الانتظار مهما طال.
ومهما بلغت درجة أهمية المخطط أو العمل الذي عُقدت النية على القيام به، يبقى تعطيله سبباً في تغير نمط حياة كثيرين، لكنه تغيير تفرضه ظروف يتوجب الالتزام بمقتضياتها للحفاظ على السلامة الشخصية والعامة.
حفلات الخطوبة والأعراس وأعياد الميلاد
خلال سنوات الحرب التسع الماضية، وفي مناطق عدة اقتصرت هذه المناسبات على الأقارب والأصدقاء بفعل ظروف أمنية سيئة، أو اقتصادية في أحيان كثيرة، في حين كانت تستمر في بعض الأحيان كنوع من تحدي الحرب باستمرار الحياة، لكن الحال اليوم مختلف.
فهذه الحفلات هي المجال الأول لتجمع الناس، وهو ما يحاول الجميع تجنبه في ظل انتشار الفيروس في معظم بلدان العالم، وهذا ما يفسر إغلاق صالات الأفراح والمناسبات كإجراء احترازي أول اتخذته الحكومة السورية، ما أجلّ “فرح” الكثيرين إلى أجل غير مسمى.
ليليان، إحدى الفتيات التي كانت خططت لإحياء زفافها خلال شهر نيسان، بعد خطوبة عامين، قالت لتلفزيون الخبر:” كنا نحضر لإقامة عرس كبير يجمع الأقارب والأصدقاء، مع الظروف الحالية فكرنا بإلغاء الحفلة والاقتصار على الأهالي، ليأتي قرار إغلاق المحال التجارية سبباً دفعنا لتأجيل الزواج شهران آخران، فلم نعد نستطيع إكمال شراء المفروشات للمنزل”.
الولادات والعمليات الجراحية
أو المستطاع منها، حسب ما عبرت نساء سوريات عدة، على مواقع التواصل الاجتماعي، فإحداهن ” أجلت العملية القيصيرية التي كانت مقررة آواخر شهر آذار، تاركة الأمر لله، خاصة مع التحذيرات من دخول المستشفيات والمراكز الصحية هذه الفترة”.
وعبرت إحدى السيدات عن “عدم تمكنها من تحضير ألبسة الطفل المنتظر قدومه بين لحظة وأخرى، نتيجة إغلاق الأسواق، ما دفعها لاستعارة بعض الأشياء الضرورية من إحدى قريباتها”.
ومثلها من كان بحاجة لعملية جراحية، غير مستعجلة ويمكن تأجيلها، في حين ألغت أخريات تحضيرات المباركة واستقبالات ما بعد الولادة، أو تأجيلها حتى تصبح الأحوال مؤاتية”.
زيارة الأقارب والسفر
قسم آخر أجلّ زيارة الأقارب والأصدقاء في مدن أو محافظات أخرى، ملتزمين منازلهم وتعليمات تجنب الملامسة والمصافحة قدر الإمكان، وآخرون أبدوا حسرتهم على تأجيل أو إلغاء سفرهم من وإلى سوريا، خلال فترة قد يطول أمدها.
من جانب آخر، فقد الكثيرون القدرة على إرسال الأمتعة والهدايا وماشابه من وإلى سوريا، وأبدى عدد من السوريين حزنهم لعدم تمكنهم من أداء مناسك الحج والعمرة، لهذا العام أيضاً.
فرضت عطلة الحجر كذلك، تأجيل امتحانات التعليم المفتوح، وعدد من المسابقات، فتأجل بذلك تخرج البعض، وتخوف آخرون من تأجيل قد يطال الامتحانات النظامية كذلك، إذا ما استمر الوضع الحالي فترة أطول.
وإلى جانب هذه المشاريع، عبر كثيرون عن تعطلّ أنشطة حياتهم اليومية مثل ارتياد النوادي الرياضية، التي تم إغلاقها أيضاً وارتياد الأسواق والحدائق العامة، وغيرها مشابه.
تغيير كبير طرأ على نمط حياة السوريين، يحاولون التأقلم معه، على أمل مرور هذا الوباء بأقل الأضرار الممكنة، ورغم حزمة اجراءات مشددة اتخذتها الحكومة للمساعدة في منع انتشار المرض، كان آخرها فرض حظر تجول جزئي، يمتد من السادسة مساء حتى السادسة صباحاً.
يسجل السوريون ملاحظات عديدة على جدوى هذه الاجراءات في ظل وضع الكهرباء السيء في كثير من المناطق، رغم تعطيل منشآت كثيرة، وعدم جودة خدمات الانترنت وضعفها العام في مختلف أنحاء سوريا، وهما من أكثر العوامل التي تساعد الناس والأطفال خاصة التزام البيوت في هذه المرحلة.
تلفزيون الخبر