بعد فشله في إدلب ..أردوغان يستغل اللاجئين السوريين ويمارس هوايته بالابتزاز
استغل رئيس العدو التركي رجب طيب أردوغان، ورقة اللاجئين السوريين، ودفع بها في وجه دول الاتحاد الأوروبي لابتزازهم مالياً وسياسياً، وذلك بعد فشله في إدلب.
وكان يهدد عند كل تغيّر في خارطة الأحداث بفتح الحدود أمام اللاجئين السوريين، مخالفاً نص اتفاقية اللاجئين التي أبرمت عام 2016.
ولطالما استعمل أردوغان اللاجئين كأداة “للشحادة”، ما دفع رئيس الوزراء اليوناني للتصريح خلال مؤتمر صحفي في شهر أيلول المنصرم، “يجب أن يفهم السيد أردوغان أنه لا يجوز له تهديد اليونان وأوروبا من أجل الحصول على مزيد من الموارد للتعامل مع اللاجئين”.
ونقل مسؤول تركي كبير عن أردوغان يوم الخميس، بعد اجتماع أمني مع أركان الدولة التركية، قراره عدم منع اللاجئين السوريين من الوصول إلى أوروبا سواء براً أو بحراً، كقشة أخيرة يحاول بها جر أوروبا إلى دعمه في سوريا بعد فشل أحلامه الاستعمارية بإمبراطورية عثمانية.
وجاء قرار أردوغان بعد تلقي تركيا صفعة مؤلمة على خلفية قتل 33 جندياً تركياً في قصف على منطقة بليون قرب مدينة إحسم في ريف إدلب، أثناء تواجدهم بين صفوف الإرهابيين الذين يقاتلون ضد الجيش العربي السوري في إدلب.
وبدأ عشرات المهاجرين يوم الجمعة بالتوافد على ولاية أدرنة التركية الحدودية مع اليونان وبلغاريا بالحافلات وسيارات الأجرة من مناطق مختلفة في البلاد، عقب الأنباء التي قالت أن تركيا لن تعيق عبور المهاجرين نحو أوروبا.
كما أن مجموعة من المهاجرين غير النظاميين، بدأت الوصول لسواحل بحر إيجه بولاية جناق قلعة شمال غربي تركيا، بهدف الوصول إلى الجزر اليونانية، ومنها إلى دول غرب أوروبا.
ومع تنفيذ تركيا لتهديدها وسماحها بتدفق اللاجئين باتجاه أوروبا، أعلن الاتحاد الأوروبي على لسان منسق السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيف بوريل الذي نشر تغريدة قال فيها: إن “الاتحاد سيبحث في جميع التدابير اللازمة لحماية مصالحه الأمنية”.
وصرح رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس أن “بلاده لن تتسامح مع أي دخول غير قانوني للمهاجرين عبر حدودها، في تغريدة “أريد أن أكون واضحاً: لن يتم التساهل مع أي دخول غير شرعي إلى اليونان، نحن بصدد تعزيز أمن حدودنا”.
وقالت اليونان وبلغاريا الدولتان العضوان في الاتحاد الأوروبي إنهما: “تشددان القيود على الحدود لمنع مرور المهاجرين بطريق غير قانوني، حيث صرحت بلغاريا إنها ستقوم بإرسال ألف جندي إضافي إلى الحدود مع تركيا”.
وأظهرت لقطات لتلفزيون “رويترز” مهاجرين يسيرون صوب الحدود اليونانية ويحمل بعضهم حقائب من البلاستيك وأطفالاً صغاراً بينما نظمت الشرطة وقوات حرس الحدود اليونانية دوريات على الجانب الآخر من الحدود، ومثلها على الحدود البلغارية.
ونقل التلفزيون الرسمي اليوناني “إي آر تي” (ERT) أن “قوات الأمن اليونانية استخدمت رذاذ الفلفل والغاز المسيل للدموع عند محاولة بعض المهاجرين عبور الحدود، كما أرسلت 50 سفينة حربية إلى الجزر اليونانية و10 طائرات هيلوكبتر لمنع أي اختراق للمعابر في اتجاه اليونان”.
واستخدم الجيش اليوناني المتواجد على الحدود مع تركيا القوة فيمنع المهاجرين القادمين من العبور وطلب اللجوء بالقوة مستخدمين قنابل الغاز السامة المسيلة للدموع من أجل تفريقهم وإجبارهم للعودة إلى تركيا.
يذكر أن اتفاقية اللاجئين تنص على استقبال تركيا المهاجرين الواصلين إلى جزر يونانية ممن تأكد انطلاقهم من الأراضي التركية، ويتم اتخاذ الإجراءات اللازمة من أجل إعادة غير السوريين إلى بلدانهم، في حين يجري إيواء السوريين المعادين في مخيمات داخل تركيا، وإرسال لاجئ سوري مسجل لديها إلى بلدان الاتحاد الأوروبي مقابل كل سوري معاد.