وفاة الرئيس المصري الأسبق محمد حسني مبارك عن عمر ٩٢ عاماً
توفي الرئيس المصري الأسبق، محمد حسني مبارك، ظهر الثلاثاء، عن عمر 92 عاماً وذلك بعد تدهور حالته الصحية ودخوله العناية المركزة.
وُلد حسني مبارك في 4 أيار عام 1928، وهو الرئيس الرابع لجمهورية مصر، حيث تقلَّد الحكم عام 1981 إبان اغتيال الرئيس السابق، أنور السادات.
التحق مبارك بالكلية العسكرية في مصر، وحصل على شهادة البكالوريوس في العلوم العسكرية عام 1948، ثم نال درجة البكالوريوس في العلوم الجوية عام 1950 من كلية سلاح الطيران.
يعتبر مبارك أصغر طيار يقود قاعدة جوية في غرب القاهرة سنة 1964، وتدرج في المناصب العسكرية بعد ذلك حتى عين مديراً للكلية الحربية عام 1967 ثم رئيساً لأركان حرب القوات الجوية المصرية.
أصبح مبارك عام 1972 قائداً للقوات الجويَّة ونائباً لوزير الدفاع، واشترك عام 1973 في التخطيط لحرب تشرين، حيث بدأ بقيادة الطيران الحربي المصري على القوات “الإسرائيلية” التي كانت تحتل شبه جزيرة سيناء.
رقي مبارك في العام التالي للحرب إلى رتبة فريق، ثم اختاره الرئيس المصري السابق، أنور السادات، نائبا له في عام 1975.
لعب مبارك دوراً أساسياً في التفاوض مع الكيان الإسرائيلي حتى تم التوصل إلى اتفاقية “كامب ديفيد” عام 1978 ومعاهدة السلام التي وقعت عام “1979”، والتي انقسمت حولها الآراء في الشارع المصري حيث اعتبرت نوعاً من التنازل لصالح “إسرائيل”.
ونجا مبارك من الموت أثناء اغتيال السادات خلال عرض عسكري في 6 تشرين الأول 1981.
وأدى مبارك اليمين الدستورية كرئيساً لمصر في 14 تشرين الأول 1981.
رغم حفاظه على العلاقات مع “إسرائيل” إلا أن مبارك نجح باستعادة منطقة طابا منها بقرار دولي عام 1988، كما أنه أعاد علاقات بلاده مع الدول العربية التي قطعت معها بعد “كامب ديفيد”، وأعاد مقر الجامعة العربية وأمانتها العامة إلى مصر.
أعيد انتخاب مبارك لأول مرة سنة 1987، ثم في عامي 1993 و1999 وكان فيها جميعها مرشحاً أوحداً، حتى عام 2005 عندما عدَّل الدستور المصري وفتح باب الترشيح لقيادات الأحزاب، حيث أعيد انتخابه للمرة الخامسة بتفوق كاسح على منافسيه.
نجا مبارك من الموت مرة ثانية عندما تعرض لمحاولة اغتيال سنة 1995 في، أديس أبابا، عندما كان في زيارة لأثيوبيا لحضور القمة الأفريقية.
تعرض مبارك في ولايته الرئاسية الخامسة لضغوط داخلية متزايدة لإجراء إصلاحات سياسية واقتصادية، وتصاعد مد المعارضة ضده بعد انتخابات مجلس الشعب في تشرين الثاني عام 2010.
وشهدت مصر في كانون الثاني 2011 تظاهرات حاشدة عرفت باسم “ثورة يناير”، بلغت ذروتها في 28 من الشهر نفسه والتي انتهت بفرض حظر التجول ونزول الجيش إلى شوارع القاهرة وعدة مدن أخرى.
أعلن مبارك في 11 شباط 2011 عن تنحيه، وتكليف المجلس العسكري بإدارة شؤون البلاد.
اتهم مبارك في نيسان من العام نفسه بـ”قتل متظاهرين، واستغلال النفوذ ونهب المال العام” وأحيل للمحكمة مع نجليه ووزير داخليته، حبيب العادلي، وستة من معاونيه.
ظهر مبارك راقداَ على سرير طبي أثناء حضوره جلسات المحاكمات التي أداين في نهايتها خلال شهر آذار 2012 بتهمة القتل العمد للمتظاهرين وقضت بسجنه المؤبد.
ونقل مبارك إلى مستشفى سجن طره لقضاء عقوبته فيها خاصة أن حالته الصحية شهدت تدهوراً كبيراً.
في 2017 ، قضت محكمة النقض المصرية ببراءة مبارك بشكل نهائي من تهمة الاشتراك في قتل المتظاهرين.
وأطل مبارك لأول مرة منذ عام 2011 في حديث مصور على “يوتيوب” في تشرين الأول الماضي، حيث تحدث عن ذكرياته في “حرب أكتوبر” ضد “إسرائيل”.
ودخل مبارك المتزوج من، سوزان مبارك، ولديه ولدين منها، هما : جمال وعلاء، مستشفى الجلاء العسكري، صباح 21 كانون الثاني الماضي، وأجرى عملية اسئتصال ورم في المعدة وتوفي ظهيرة الثلاثاء داخل غرفة العناية المركزة.
يذكر أن رئاسة الجمهورية في مصر نعت الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، مبينة “حزنها على رحيله لما قدمه لوطنه كأحد قادة وأبطال حرب أكتوبر المجيدة”.