أحدهم أصبح “كاهناً” .. فنانون اعتزلوا “عالم الأضواء” وسلكوا “درب الله”
من المسارح الملأى بـ”الفانز”، وعالم يذخر بالترف والثراء والنجومية، إلى عبادة الله وخدمته، هي نقطة التحول المشتركة في حياة عدة فنانين خلال العقود الثلاثة الأخيرة، آخرهم الفنانة اللبنانية، باسمة.
أعلنت باسمة، الاثنين الماضي، خبر اعتزالها عبر صفحتها الشخصية على “فيسبوك” وعودتها إلى اسمها الحقيقي، بولا كيروز الترك، قائلة : “أعلن اعتزالي الفن أحبائي، لأخدم الرب من كل فكري وعقلي ونفسي وبحسب مشيئته”.
وبدأت باسمة حياتها الفنية قبل 28 عاماً في برنامج “استديو الفن” دورة 1992، وأطلقت أول ألبوماتها سنة 1999، بالأغنية التي حملت اسمه “دوبني دوب”، كلام وموسيقى الفنان اللبناني، مروان خوري، الذي قدمت معه في نفس الألبوم “الديو الخالد”، “كاسك حبيبي”.
وتتالت نجاحات باسمة (47 عاماً) في ثاني ألبوماتها “عندي سؤال” سنة 2001، و”عيني يامو” عام 2002 مع خوري أيضاُ، لتقع بعد ذلك قطيعة فنية بينهما بسبب أغنية “اطلع فيي” التي منحها لمواطنتها، كارول سماحة، بعدما بقيت عدة سنوات مع باسمة.
وعادت باسمة إلى الساحة الفنية سنة 2004 بألبوم “شو رجَّعك”، لتقدِّم بعده إحدى أقوى أغنياتها وأكثرها انتشاراً خلال مسيرتها الفنية كاملةً “شو عبالي”، وتصدر لاحقاً آخر ألبوماتها “حلم الطيور” سنة 2008.
واشتهرت باسمة خلال مسيرتها الفنية، بإجادتها الغناء بعدة لغات عالمية لاسيما الفرنسية والإنكليزية، وحققت نجاحاً كبيراً خلال مشاركتها في برنامج “شكلك مش غريب”، حيث تقمصت شخصيات كل من : وردة، صباح، أم كلثوم، إيديت بياف وغيرهم.
ولا يعتبر قرار باسمة هو الأول من نوعه خلال السنوات الأخيرة، حيث أعلنت الفنانة اللبنانية، أمل حجازي، عام 2017 عن اعتزالها الفن وارتدائها الحجاب، مطالبة الصحافة باستخدام صورها بالحجاب عند ذكر اسمها وغض النظر عن بقية صورها القديمة.
وأصدرت حجازي (43 عاماً) خلال السنوات الثلاث الأخيرة عدة أغنيات دينية، تناجي فيها الله ورسله.
وكانت حجازي انطلقت فنياً عقب مشاركتها في برنامج “كأس النجوم” سنة 1998، وأصدرت أول ألبوماتها الغنائية “آخر غرام” في 2001.
وبدأت حجازي بتحقيق شهرة واسعة عمَّت الوطن العربي بعد تكثيف نشاطها الفني بطرح ألبومات سنوية تضمنت أغان مازالت تردد حتى الآن، أبرزها : “زمان”، “مستني إيه”، “آخر غرام”، “بتدور ع قلبي”، “بعيونك زعل”، “رومنسية”، “بياع الورد”، “دق المي”، “نفسي تفهمني”، “ويلك من الله”.
وأشارت مصادر إعلامية إلى أن قرار حجازي بالاعتزال وارتداء الحجاب، يعود إلى “نذر” قطعته على نفسها بعد شفائها من مرض لم تكشف عن تفاصيله حتى الآن.
يذكر أن حجازي متزوجة من رجل أعمال لبناني يدعى، محمد البسام، ولديها منه ولدين، هما : كريم ولارين.
وقبل حجازي، كانت الفنانة اللبنانية، كاتيا حرب، أعلنت في “ذروة نجوميتها وشهرتها” عن اعتزالها الفن وحياته عام 2005، وانصرفت لدراسة اللاهوت، وتفرغت لمساعدة العجزة والأيتام “تحقيقاً لدعوة روحية إنسانية راودتها منذ صغرها”.
وأصدرت حرب ألبوماً دينياً سنة 2012 حمل عنوان “نجمة غريبة”، وأقامت في عيد الميلاد الماضي “ريسيتالاً دينياً”، نقلته عدة محطات تلفزيونية لبنانية.
ومن أبرز أغنيات حرب التي مازالت راسخة في الأذهان: “الباب العالي”، “لو بتعدن”، “قد الحب”، “ما فينا”، “ماندلَّه” و”بايعني”.
وعند ذكر أبرز الفنانين الذين تخلوا عن عالم الفن ونجوميته واتجهوا إلى الحياة الدينية، لا يمكن نسيان الفنان اللبناني، ربيع الخولي، الذي اعتزل الفن سنة 2000 بعد وفاة أخيه، وسلك درب الرهبنة وأصبح كاهناً سنة 2009 وعرف من بعد ذلك باسم، الأب طوني الخولي.
وكان الخولي قدّم خلال مسيرته الفنية التي بدأها عام 1980 عدة أغنيات بارزة، مثل :”يا ربت بترضي”، “نوينا عالجازة”، “معك حق” و”يا أهل الهوى”.
ومن الفنانين الذين اتجهوا إلى نفس الطريق، يمكن ذكر : الفنان الإماراتي محمد المازم، والممثلة المصرية، حنان الترك.
تجدر الإشارة إلى أن الفنان اللبناني، فارس كرم، تمنَّى في إحدى الحوارت التي أجراها العام الماضي أن “تكتمل دعوة الرب له، وأن يسلك نفس الطريق التي اختارها قبله الأب طوني الخولي”.
يذكر أن عدداً من الفنانين كانوا ابتعدوا عن عالم الفن أو أعلنوا اعتزاله “لأسباب دينية”، إلا أنهم تراجعوا عن قرارهم بعد مضي فترة من الزمن، أبرزهم : الفنان السعودي، محمد عبده، عارض الأزياء والممثل اللبناني، وسام حنا، والممثلتين المصريتين حلا شيحا وصابرين.
توفيق بيطار – تلفزيون الخبر