بمناسبة انتخابات نقابة الفنانين السوريين.. فنانون: واقع النقابة رديء جداً وعليها أن تكون بيتنا الثاني لا مكاناً لإذلالنا
بعد أن صدر الشهر الماضي قرار تضمن تعديلات على شروط وآليات الترشح للمجالس التابعة لنقابة الفنانين، ولرئاستها بمنصب النَّقيب، وبسبب الواقع المتردي الذي آلت إليه النقابة، كثرت الأسماء الطامحة لتولي ذاك المنصب علَّها تُحدِث تغييراً ما.
ومن الأسماء المعروفة المرشحة: فادي صبيح، بسام لطفي، جهاد الزغبي، محمد قنوع، سحر فوزي، تولاي هارون، إياس أبو غزالة، مالك محمد، رباب كنعان، أمية ملص، عارف الطويل، رائد مشرف، ومأمون الفرخ.
وضمن ندوة أدارها الزميل باسل محرز في برنامج المختار على هواء المدينة وتلفزيون الخبر قال الفنان جهاد الزعبي: من يترشح عليه فهم آلية عمل النقابة كي لا يعطلها، ينبغي أن يعرف كيف يدافع عن حقوق زملائه، وما القانون الذي بنيت عليه نقابة الفنانين، شارحاً سبب ترشحه بأنه وصل إلى سقف الشهرة وبات قادراً على أن يخدم.
وبيَّن الزعبي أن العلاقة مع النقابة محصورة للأسف بتعويض وفاة وتأمين صحي أو دفع اشتراكات، وغير ذلك العلاقة مقطوعة، عازياً السبب إلى أعضاء النقابة الذين من المفترض أن ينتخبون من يمثلهم ويقتنعون به، ويجاهروا بمطالبهم ضمن المؤتمرات السنوية.
الفنانة تولاي هارون إحدى المرشحات وافقت الزعبي قائلةً: رغم أن على النقابة أن تكون بيتنا الثاني إلا أن علاقتي بها مرة في السنة عند دفع الرسوم، فإن أردنا التقاء أحد في النقابة يجب أخذ موعد، وإن لم يرضوا علينا لا يلتقون بنا، النقيب ليس منصباً وإنما خادم للزملاء، وعلى النقابة أن تكون منبراً وليس مكان إذلال.
وباحت هارون ببعض الخبايا عن أن زملاء لها كانوا بالمشفى ولم يزرهم النقيب وأنه لا يعطي الصلاحية لأحد بأن يوقّع عنه على أي ورقة في حال غيابه، قائلةً: الفنان أكرم تلاوي لم يكن معه ليدفع لمشفى الأسد لذا تساعَدنا مع الزملاء لدفع تكاليف عزائه رغم أنه من مؤسسي الفن، بينما الأستاذ زهير رمضان لم يسهل دفع تعويضه لإجراء معاملة الوفاة، وبقيت هويته موجودة في المشفى ١٥ يوماً.
من جهته المخرج الإذاعي باسل يوسف أوضح أن هناك جهلاً بآلية الترشح رغم وجود نظام داخلي ومرسوم ينظم عمل النقابة، لذا من المهم بغض النظر عن البيانات أن نخلق من فقرات المرسوم منهاج عمل، من مثل إحدى الفقرات التي تقول: خدمة الفنان وتأمين الرعاية المادية والمعنوية واستحقاقات التقاعد.
وأوضح يوسف أن التغيير مطلوب بجميع المؤسسات والنقابات، وفي رده على الفنان أيمن زيدان الذي استصغر المرشحين قال: الكبار هم بخدمتهم، وليس بأسمائهم.
أما المخرج زهير قنوع فأوضح أن العمل النقابي لا يستهويه لكنه مهتم بأن يتم التغيير، قائلاً: وضع النقابة كانت جيداً أيام صباح فخري ودريد لحام وأسعد فضة، فلماذا وصلنا الآن إلى هذا الدرك؟ بحيث أن مجموعة كبيرة من الفنانين وخريجي الفنون المسرحية غير مؤمنين بفكرة الانتخابات وجميعهم غير راضين عن أداء النقابة.
وأضاف: ما وصلنا إليه هو بسبب الإدارات الموجودة، لذلك دعوة الفنانين للانتخابات هدفه وحيد هو التغيير، وكما استبشرنا باستلام فراس معلا رئاسة الاتحاد الرياضي، نحن بحاجة أحد نستبشر به خيراً، ومع احترامي للجميع، الإدارة الحالية لم تنجز شيئاً جوهرياً وتالياً من واجبي دعم زملائي الشباب المرشحين، كما تؤرقني فكرة عودة المجلس نفسه والنقيب نفسه.
من جهته الصحفي وسام كنعان قال: النقابة في وضعها الحالي وصلت إلى ذروة تشييد العداء الجذري مع الفكر ومع جوهر العمل النقابي، ففي زمن الحرب تزداد أهمية العمل النقابي، من أجل الدفاع عن أبنائها الذين يعيشون ظروفاً قاسية ويتعرضون إلى ملمات كبرى.
وأضاف على النقابة أن تُعاند القدر بلحظة من اللحظات وتتحدى كل الظروف لترفع المظلومية عن أبنائها، أما مؤخراً فجل ما فعلته النقابة هي فصل نجوم سوريا، وأهم ما تفكر به هو ماذا تملك في صندوق النقابة من أموال.
وعزا كنعان السبب في الانفصال بين النقابة وأعضائها إلى التعاطي مع هذا المكان على أنه منصب وليس مسؤولية، موضحاً أن هناك ملفات تستحق تحقيقات صحفية استقصائية وأن هناك أعضاء يتعرضون للتهديدات والأذية على المستوى المستوى بسبب دعمهم لمرشح على حساب آخر.
الفنان المرشَّح محمد قنوع الذي أصدر بياناً وخطة عمل تمنى لمن سيكون نقيباً أن يستفيد منهما، قائلاً: الاختلاف بين المرشحين الآن أن هناك من يرشح نفسه ليستفيد وآخر ليُفيد، مبيناً أن نقابة الفنانين هي جزء من الدولة السورية وعليها أن تمتثل بالقيادة.
وبصفته مديراً في شركة ABC للإنتاج الفني أوضح أن لا دور للنقابة أمام أي مشكلة بين الفنان وشركات الإنتاج، رغم أن على نقابة الفنانين أن تمثل سلطة عليا لكل من يعمل بالفن داخل سوريا، موضحاً بالقول: صحيح أن شركات الإنتاج تتبع للجنة صناعة السينما والتلفزيون لكن على أي مشكلة تحصل بين الطرفين عليهم اللجوء إلى النقابة وأن يكون ثمة تعاون كامل
الفنان إياس أبو غزالة وأحد مؤسسي مجموعة “صوتنا فن” التي تعنى بشؤون الدوبلاج أوضح أن واقع النقابة رديء جداً، لذلك أهم المطالب من النقيب الجديد أياً كان هو تحسين حال الفنان على كافة الأصعدة، وإيجاد استثمارات حقيقية، وأن يكون حامل عضوية نقابة الفنانين صاحب امتياز حقيقي.
وطالب أبو غزالة الجميع أن يشاركوا في الانتخابات سواء أكانوا راضين عن واقع النقابة أم داعين للتغيير، قائلاً: تجاوزوا خوفكم من التجاوزات والسرقات وتحدثوا بها ولا تبقوها حبيسة صدوركم.
تلفزيون الخبر