80 عاماً من المكائد “الدافئة” والمطاردات .. توم وجيري الكارتون الأكثر شهرة عالمياً
كم من الأطفال والشبان والبالغين قضوا أوقاتهم أمام الشاشة الصغيرة منذ الثمانينات والتسعينيات لتتبع خطى القط والفأر الأكثر شهرة عالمياً.. وكم من الألقاب التي أطلقت على هذا وتلك وهم في حالة مطاردات دائمة بأنهم ك”توم وجيري”.
“توم وجيري” الكرتون الأشهر اتمّ عامه الثمانين على التوالي، من المطاردات المتواصلة، منذ عام إطلاقه عام 1940، حيث باتت قصة ثنائي القط والفأر معروفة للجميع، في المطاردات والحيل التي يمارسانها، إلا أن الحكاية الحقيقية لكواليس إنتاجها ليست كذلك.
وبدأت سلسلة المطاردات تلك عندما عانى فنانا الرسوم المتحركة الشريكان بيل هانا، وجوزيف باربيرا، من حالة إحباط في قسم الرسوم المتحركة في ستوديو “ميترو غولدن ماير”، وشعرا بحاجة ملحة لابتكار شخصيات قادرة على منافسة الشخصيات الكرتونية الناجحة مثل ميكي ماوس، وبوركي بيغ التي أنتجها ستوديو “ديزني”.
وحاول الشابان، اللذان لم يكونا حينها بلغا الثلاثين من العمر، تطوير أفكارهما، بدءا من تطوير فكرة بسيطة لعمل كارتون عن قط وفأر تجري بينهما صراعات ومطاردات مستمرة، برغم كون الفكرة معروفة وسبق استخدامها.
وعرض فيلم لهما يحمل اسم “Puss Gets the Boot” (قط يحصل على فردة حذاء) عام 1940، وحقق نجاحا كبيرا، بفوزه بجائزة أوسكار لأفضل فيلم رسوم متحركة قصير، ولكن بالرغم من جهدهما في صنعه، فإن هانا وباربيرا لم يذكر اسميهما عند إعلان الفوز، وجدير بالذكر أن هذا الفيلم كان بمثابة النواة التي تطورت منها فكرة مسلسل “توم وجيري”.
وأسس باربيرا وهانا شركتها الخاصة عام 1957، عقب إغلاق قسم الرسوم المتحركة في شركة “ميترو غولدن ماير”، وذلك بعد صعود شعبية التلفزيون، وإدراك مدراء الشركة أن بيع الحلقات القديمة يمكنه أن يحقق لهم مكاسب مماثلة للحلقات الجديد، إلا أن ميترو غولدن ماير قررت عقب ذلك بعدة سنوات إحياء توم وجيري، ولكن من دون التعاون مع مبدعيّ الشخصيات الأصليين.
وأنتج باربيرا وهانا أكثر من 100 حلقة من هذه المغامرات، خلال عقدين من الزمن، وكان العمل على كل منها يستغرق عدة أسابيع، وبكلفة تصل إلى 50 ألف دولار أميركي، ما يعني أن سنة كاملة لا يمكن أن ينتج فيها سوى بضع حلقات فقط.
ونال “توم وجيري” سبع جوائز أوسكار، ويقول الخبير بتاريخ الكرتون، جيري بيك، “أراهن أنك حين شاهدت حلقات ‘توم وجيري‘ سواء عندما كنت طفلاً، أو الآن، فستشعر برغبة كبيرة بمعرفة تاريخ صنعها”.
مضيفًا أنه “هناك شيء خاص يميز الرسوم المتحركة، إنها مزدهرة دائما، لا تتلاشى أبداً، الرسم هو رسم. الأمر يشبه شعورك عندما تشاهد لوحة في متحف. نعم، نحن نعرف أنها تعود إلى القرن التاسع عشر، أو القرن الثامن عشر. لكن لا يهم، إنها لا تزال موجودة، وتؤثر بك حتى اليوم”.
وعاد الثنائي في السبعينيات إلى توم وجيري، وفي ذلك الوقت، كان العديد من الحلقات الأولى تعتبر “عنيفة للغاية” بموجب توجيهات جديدة خاصة بالبث التلفزيوني، إلا أن الحلقات الجديدة التي أنتجت حينها عن الثنائي اللدود توم وجيري، وصورتهما كصديقين، لم ترقى إلى مستوى نجاح الحلقات الأصلية الأولى.
وتعرضت حلقات “توم وجيري”، لكثير من الانتقادات، واتهمت بالعنصرية، خصوصا بوجود شخصية “مامي تو شوز”، مدبرة المنزل السوداء السمينة التي لا يظهر منها سوى القسم السفلي وساقيها الغليظتين وحذائها الأسود الكبير. إضافة إلى تضمنها نكاتاً تسخر أحيانا من آسيويين أو من سكان أميركا الأصليين.
وتوفي هانا عام 2001، وتبعه جوزيف باربيرا عام 2006، وقبل عام من وفاته، وظهر اسم باربيرا على آخر حلقة له من “توم وجيري”، وكانت المرة الأولى من دون ذكر شريكه السابق، الذي قال عن شراكتهما إنه “فهمنا بعض بشكل رائع، وكان كل منا يكن احتراما عميقا لعمل الآخر”.
يذكر أنه مع نهاية عام 2020 ستصدر ستوديوهات “وورنر براذرز”، التي تمتلك حقوق توم وجيري الآن، فيلماً جديداً، منفذا بتقنية التصوير الحي، ولا يعرف الكثير عن المشروع حتى الآن، باستثناء أنه سيضم ممثلين معروفين منهم كلويه غراس مورتيز وكين جيون.
تلفزيون الخبر