ثقافة وفن

ساحة السيوف في جرمانا.. نصب مميز وسط الزحام

على مساحة تزيد عن 520 هكتاراً، تتربع مدينة جرمانا في ريف دمشق، على الطرف الجنوبي الغربي لمدينة دمشق، تفصلها عنها مسافة تقارب ال5 كم، وكانت في الماضي تتوسط منطقة الغوطة.

المدينة ورغم حلتها الجديدة، تعود إلى عصور قديمة، ويعني الاسم “جرمانا” :الرجال الأشداء وهي آرامية الأصل، حسب ما يذكر ياقوت الحموي في معجم البلدان، وتضم العديد من الأماكن الدينية القديمة.

وتشتهر المدينة بوجود ساحات متعددة متتالية تصل بين شوراعها المتفرعة، سميّ البعض منها نسبة إلى مكان محدد قريب، أو مقام ديني كساحة “الخضر” نسبة إلى مقام الخضر الموجود فيها، وأشهر هذه الساحات ساحة السيوف، وتأتي شهرتها من نصب السيوف الموجود وسطها، والذي أضفى عليها ميزة خاصة.

وعن حكاية هذا النصب، فقد شيدت السيوف الخمسة ما بين عامي 1992_1995، على مرحلتين، في الساحة التي كانت تحمل اسم ساحة الشهداء، ولازالت تحتفظ بهذا الاسم في السجلات الرسمية.

العمل الفني الذي صممه الفنان “مجيد جمول” الأستاذ في كلية الفنون الجميلة سابقاً، نٌفذ على شكل مصاطب مختلفة الارتفاعات، وقد اعتلت المصطبة الأعلى المغطاة بالرخام الرحيباني السيوف الخمسة التي تتلاقى فيما بينها كما قبضة اليد.

ويظهر بين كل سيفين لوحة فنية تمثل شخصيات مختلفة لها علاقة بالثورة السورية الكبرى عام 1925، وقد زٌينت السيوف التي صنعت من الحديد ومعادن أخرى مقاومة للعوامل الطبيعية، بالرسوم، والنقوش، والكتابات.

وكتب على كل سيف بيتين من الشعر نذكر من هذه الأبيات: السيف ليس حديداً زان صاحبه لكنه الأشجعان القلب والعضد..أصابع كف اليد في العد خمسة ولكنها في مقبض السيف واحد

إنا لقوم أبت أخلاقنا شرفاً أن نبتدي بالأذى من ليس يؤذينا.. بيض صنائعنا سود وقائعنا خضر مرابعنا حمر مواضينا

شهدت مدينة جرمانا تزايداً سكانياً كبيراً، منذ عام 1959، حيث كان يقطنها حوالي 4 آلاف نسمة، لتصل عام 2020 إلى 1,2مليون، حيث شكلت ملجأ للعراقيين بعد الغزو الأمريكي عام 2003، كما نزح إليها عدد كبير من أهالي المناطق المجاورة خلال سنوات الحرب في سوريا.

وشكلت هدفاً لصورايخ وقذائف المسلحين في منطقة الغوطة، كما شهدت عدة انفجارات بسيارات مفخخة راح ضحيتها الكثير من الشهداء والمصابين، طيلة سنوات الحرب، وقبل تحرير منطقة الغوطة.

للمدينة االمكتظة التي تعاني واقعاً خدمياً سيئاً، خصوصية لدى أبنائها وقاطنيها رغم الظروف الصعبة، فهي تضم السوريين من مختلف المحافظات والمناطق، ما أكسبها جمال التنوع وغناه.

رنا سليمان _ تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى