الجيش يكسر خطوط العدو الدفاعية لأول مرة .. حلب تعيش أعنف لياليها وأهلها يستبشرون النصر القريب

عاشت سيدة المدن،حلب، أعنف لياليها منذ التحرير، وامتلأت صفحات التواصل الاجتماعي بمنشورات أبنائها، وسوريين من جميع المناطق ،مستبشرين بالنصر القريب .

واندلعت مساء يوم السبت المعارك الأشد من نوعها خلال الأسبوع الأخير في مدينة حلب، وبدأت عبر استهدافات غير مسبوقة من ناحية كثافتها من قبل الجيش العربي السوري لمواقع إرهابيي “جبهة النصرة” المتواجدين غرب المدينة.

وطالت استهدافات الجيش المكثفة عبر الطيران الحربي وسلاحي المدفعية والصواريخ مناطق معامل البليرمون وحي المالية بجمعية الزهراء وحي الراشدين وكفر حمرة والمنصورة وخان العسل.

وسمعت أصوات الانفجارات الشديدة في كافة مناطق مدينة حلب، على حين تزامنت ليلاً مع اشتباكات عنيفة حصلت بين الجيش العربي السوري وارهابيي “النصرة” من جهة حي المالية والراشدين.

وتعد المعارك التي دارت على جبهة المالية في جمعية الزهراء الأشد، حيث استمرت لأكثر من 4 ساعات، وتمكن الجيش العربي السوري من إجبار المسلحين على التراجع من مواقعهم بمسافات عن خطوط دفاعهم الأولى، علماً أن الجيش لم يتقدم باتجاه تلك المناطق أو يسيطر على أي أجزاء منها بعد، كون أنها مازالت خط نار واشتباكات.

ويعد كسر الجيش العربي السوري خطوط الدفاع في حي المالية، وإجباره على التراجع، يعد سابقة منذ تحرير مدينة حلب عام 2016، علماً أن المعارك التي دارت كانت بأشدها من جهة جامع الرسول الأعظم.

وبالتزامن مع معارك حي المالية، استهدف ارهابيو “النصرة” المتواجدين بالراشدين عبر القذائف الصاروخية حي جمعية الزهراء عبر 5 قذائف صاروخية، لتندلع بدورها اشتباكات عنيفة عند مدخل حي الراشدين، مع تكثيف الجيش لنيرانه هناك.

وتمكن الجيش العربي السوري من تدمير منصة إطلاق صواريخ تابعة لارهابيي “جبهة النصرة” موقعاً عدداً كبيراً من القتلى والجرحى في صفوفهم، على حين تزامنت معارك حي الراشدين مع طلعات للطيران الحربي السوري الذي استهدف تحصينات المسلحين في الحي.

واستذكر أهالي حلب طيلة ليل يوم السبت معارك تحرير مدينة حلب عام 2016، لما كان للاشتباكات والاستهدافات من شدة، ناهيك عن الأهمية الكبيرة لمعارك ريف حلب ومالها من أثر ودور في تغيير مشهد الحرب في سوريا.

واستمرت المعارك والاستهدافات المتبادلة حتى فجر يوم الأحد، لتهدأ بعدها المعارك مع استمرار استهدافات الجيش لمواقع المسلحين يوم الأحد.

أما عن القذائف الصاروخية التي سقطت على حي جمعية الزهراء مساء السبت، فلم تسفر عن أي إصابات بشرية، واقتصرت أضرارها على المادية، على حين سقطت فجر الأحد قذيفة صاروخية على أحد الأبنية السكنية في الحي، ما أدى لانهيار جزء منه.

وبحسب قائد فوج إطفاء حلب لتلفزيون الخبر فإن “المبنى كان بداخله 5 أشخاص، تم انقاذ 3 منهم، في حين يوجد شخصين اثنين تحت الأنقاض يتم العمل على إخراجهم”، حتى ساعة تحرير الخبر.

ويرى متابعون أن “معارك ريف حلب يمكن القول بأنها الحدث الأهم والأبرز طيلة سنوات الحرب، ونتائجها ستنعكس بشكل كبير على وضع الحرب السورية، لذات الأهمية والسبب الذي كان أثناء تحرير مدينة حلب وما أدى هذا التحرير لتغيرات كبيرة في مجريات الحرب”.

وتأتي أهمية معارك حلب من موقع المدينة وريفها، حيث يعرف عن حلب أن ريفها المحتل ملاصق لأحياءها وقريب منها جداً، وهذا الريف من جهة الشمال الغربي والجنوب الغربي.

ويعد حي جمعية الزهراء آخر أحياء مدينة حلب السكنية في الجهة الشمالية الغربية، ويليه الريف الشمالي والغربي الذي ينتشر فيه المسلحون المتشددون وصولاً للحدود التركية المفتوحة التي تدخل عبرها المساعدات والدعم للمسلحين.

ويلاصق حي جمعية الزهراء مناطق الريف الشمالي الغربي وهي بلدة كفر حمرة فحيان فحريتان فعندان وهكذا وصولاً للحدود التركية، أما في الجنوب الغربي تعد أحياء حلب الجديدة والحمدانية ملاصقة لمناطق خان العسل والأتارب والمنصورة، وصولاً لريف محافظة إدلب المتداخل مع ريف حلب.

يذكر أن معارك ريف حلب الغربي كانت بدأت مساء السبت بالتزامن مع إعلان وزارة الدفاع السورية أن “اعتداءات التنظيمات الإرهابية على مناطق حلب وأرياف إدلب أمر لا يمكن السماح باستمراره”، مضيفةً أن “أعمال الجيش لن تختزل بالرد على مصادر نيران التنظيمات المسلحة، بل ستشمل عمليات ميدانية لا تتوقف قبل اجتثاث ما تبقى من الإرهاب المسلح بكل مسمياته وأشكاله”.

 

وفا أميري – تلفزيون الخبر