في اليوم العالمي للتعليم .. مدارس أثرية في دمشق تحكي عنها حجارتها
قررت الجمعية العامة للأمم المتحدة إعلان يوم 24 كانون الثاني يوماً دولياً للتعليم احتفاءً بالدور الذي يضطلع به التعليم في تحقيق السلام والتنمية.
واعتبرت الجمعية أنه من دون ضمان التعليم الجيد المنصف والشامل للجميع وتعزيز فرص التعلُّم مدى الحياة للجميع، لن تنجح البلدان في تحقيق المساواة بين الجنسين وكسر دائرة الفقر التي من شأنها تخلّف ملايين الأطفال والشباب والكبار عن الركْب.
واليوم، ما زال 258 مليون طفل وشاب غير ملتحقين بالمدارس؛ وهناك 617 مليون طفل ومراهق لا يستطيعون القراءة والكتابة والقيام بعمليات الحساب الأساسية، بحسب إحصائيات الأمم المتحدة.
وبالعودة إلى سوريا، فإن التاريخ يزخر بوجود المدارس التعليمية، وتتميز مدينة دمشق بتنوع مدارسها القديمة التي يعود بناء أغلبها إلى العهدين الأيوبي والمملوكي، وتتميز بطابع معماري فريد، إضافة لكونها متحفا لأنواع الخطوط والكتابة التي كانت سائدة في تلك المرحلة، ومنها:
المدرسة العادلية :
تقع المدرسة العادلية في دمشق القديمة، بين بابي الفرج والفراديس، مقابل المكتبة الظاهرية. وتنسب للملك العادل سيف الدين أبي بكر بن أيوب، في العهد الأيوبي .
وتتألف من واجهة شرقية يؤدي بابها إلى دهليز واسع مسقوف بقبوة، ويأتي بعده باب آخر ينفتح على إيوان مطل على صحن المدرسة. وثمة باب في الجنوب يؤدي إلى مدفن الملك العادل، وباب من الشمال يؤدي بسلّم إلى الطابق العلوي.
المدرسة الجقمقية :
تقع المدرسة الجقمقية في مدينة دمشق القديمة منطقة باب البريد، شمال الجامع الأموي، بناها الأمير سيف الدين جقمق في العهد المملوكي.
وتتألف المدرسة من قاعة مستطيلة الشكل تبلغ مساحتها نحو 300 متر ويصل ارتفاعها إلى عشرة أمتار، أما مخططها فيتألف من مدخل مسقوف مؤلف من باب ودهليز منكسر يفضي إلى صحن المدرسة وهو مسقوف تحيط به أربعة أواوين وتربة تحتل الزاوية الشرقية الشمالية.
المدرسة النورية :
انشأها نور الدين محمود الزنكي في العهد الايوبي وتقع في منطقة سوق الخياطين بدمشق القديمة ، وتضم المدرسة قبر نور الدين زنكي.
ومنه أيضاً، المدرسة السنانية التي تقع خارج اسوار المدينة مقابل باب الجابية، والمدرسة السيبائية الواقعة في منطقة “باب الجابية” في حي “الخراطين، أنشأها الأمير “سيباي بن بختجا” في العهد المملوكي .
والمدرسة الحافظية التي تقع في منطقة المزرعة في حديقة الميسات انشأتها الخاتون آرغون الحافظية، والمدرسة الشامية البرانية وتقع خارج أسوار دمشق في سوق ساروجا، انشأتها الخاتون فاطمة بنت نجم الدين أيوب في العهد الايوبي .
والمدرسة الشاذبكية تقع في حي القنوات قرب الطرف الشمالي لشارع فخري البارودي، انشأها الامير سيف الدين شاذي بك في العهد المملوكي، لمدرسة الاتابكية وتقع خارج اسوار المدينة في حي المدارس بمنطق الصالحية أنِشأتها تركان خاتون في العهد الايوبي.
المدرسة الجهاركسية تقع في نهاية حي المدارس بحي الشيخ محي الدين بن عربي، انشأها الامير فخر الدين أياس جهاركس الصلاحي في العهد الايوبي، إضافة إلى دار الحديث الاشرفية الحنبلية التي تقع بحي المدارس بمنطقة الصالحية، بناها الملك الأشرف الأيوبي موسى في القرن الثالث عشر الميلادي في العهد الأيوبي.
ومن المدارس أيضاً، المدرسة العزيزية، تقع في الزاوية الشمالية الغربية من الجامع الأموي، إلى الجنوب من المدرسة الظاهرية وغربي المدرسة الجقمقية في شارع الكلاسة بمحلة باب البريد، بناها الملك العزيز بن صلاح الدين الأيوبي، سنة 1196 م / 592 هجري ,وهي نموذج للطراز المعماري الأيوبي.
والمدرسة الفتحية التي تقع داخل الأسوار في محلة القيمرية شرق الجامع الأموي، بناها فتحي بن محمد القلاقنسي في العهد العثماني، والمدرسة المجاهدية البرانية (السادات المجاهدين ) وتقع على عتبة باب الفراديس ضمن اسوار مدينة دمشق , بناها الامير مجاهد الدين بن مامين الكردي أبو الفوارس في العهد السلجوقي .
إضافة إلى مدارس أخرى منها (المدرسة المسمارية الحنبلية، المدرسة الشبلية، المدرسة القليجية، المدرسة الكاملية ( دار القران والحديث التنكزية )، المدرسة الركنية، والمدرسة الفارسية).
يذكر أنه سيركز احتفال اليوم العالمي للتعليم عام 2020 على التعليم والتعلّم الناتج عنه، كأهم مورد متجدد، وسيؤكد مرة أخرى الدور الذي يضطلع به التعليم بوصفه حقاً أساسياً ومنفعة عامة. وسيحتفي بالسبل العديدة التي يمكِّن فيها التعلّم السكان ويحافظ على كوكب الأرض ويؤسس لرفاهية مشتركة ويعزز السلام.
تلفزيون الخبر