“دار دلمون الجديدة” تحتفي بالمطران “كبوجي”
تحتفي “دار دلمون الجديدة” بالمطران “إيلاريون كبوجي” (2 آذار 1922- 1 كانون الثاني 2017م) يوم الاثنين المقبل في مكتبة الأسد ضمن فعالية تبدأ بعرض فيلم وثائقي عن المُحتفى به، إلى جانب كلمات لكل من الأب الياس زحلاوي، والدكتور حسن حمادة، وعضو مجلس الشعب نبيل صالح، فضلاً عن كلمة لحياة حويك، وسركيس أبو زيد.
وفي تصريح خاص لتلفزيون الخبر قالت عفراء هدبا مديرة الدار: المطران كبوجي شخصية خارج الألقاب، ولا نستطيع إطلاق أي صفة عادية عليه، لأننا منه نأخذ المعاني والأوصاف والقيم الوطنية والأخلاقية ونسقطها على الآخرين.
وأضافت: كبوجي غيَّر لون الثوب الكهنوتي مُعطياً لمذبح الكنيسة تعابير جديدة، إذ انتفض مُعلِّماً الناس بالقدوة قبل أن يعلمهم بالكلمة، حاملاً صليبه لا ليطعم الفقراء والمحتاجين، بل حمله ومضى إلى ميدان الصراع لينصر الحق، ويقاتل المحتل ويحرر الأرض، داعماً المقاومة في فلسطين من أول لحظة إلى آخر لحظة في حياته.
وأوضحت “هدبا” أن ثورة أطفال الحجارة بالنسبة إلى المطران كبوجي كان فعلاً يتخطى تحرير فلسطين إلى تحرير الإنسانية بكاملها من طغيان العدو الصهيوني، مستشهدةً بقول من مذكراته: “إني أرى ذلك يتجسد في أطفال فلسطين الذين يهاجمون الدبابات والمجنزرات الإسرائيلية بأجسادهم العارية، ويقدمون أعظم لوحات الكرامة الإنسانية في وجه الطغيان والطواغيت، فلا مجال لليأس أبداً، إن هؤلاء الأطفال سيحررون الإنسانية بأكملها”.
وأضافت: “من هنا اعتَبِرَ المطران إيلاريون ثورة الحجارة ستحرر الإنسانية بأكملها، فهو يحتقر الدول الراقية، ويقول ما قيمة هذا المسمى “رُقِيّ” لتلك الدول التي لا تتوقف عن تبرير الظلم الإسرائيلي وإدانة المظلوم الفلسطيني، طالما أن الكذب يسود ويتحكم بخطاب الدول الراقية”.
وبيَّنت مديرة دار دلمون الجديدة بأن القضية الفلسطينية كانت بالنسبة إليه قضية إنسانية قومية، قضية شعب اضطهد وامتهنت كرامته ظلماً وعدواناً، فتلك القضية لم تكن سياسيةً من وجهة نظره، بل قضية حق وعدالة”.
وقالت “هدبا”: “المطران كبوجي خرق الشكل المتعارف عليه لرجل الدين الذي رهن نفسه لإعلاء كلمة الله والاستعداد ليكون في أي بقعة تختارها له المراجع الدينية الكنسية، مؤكداً على علاقة رجل الدين بأرضه ووطنه، ولذلك دعم المقاومة وساهم في عملها ضمن فلسطين من أول لحظة.
وأوضحت أنه مثّل ظاهرة جديدة في المسيحية المنتمية للوطن والأمة وللإنسان والمجتمع بأجمل أوجهها، فهو من رجال الدين القلائل الذين انحازوا إلى أوطانهم بعدما رأوا بأعينهم ما يحصل، ووظف قدراته الذاتية وتلك التي اكتسبها من موقعه الكهنوتي ورتبته في سبيل تحرير فلسطين.
“دار دلمون الجديدة تسعى لتكريم هذه الشخصية العظيمة بما مثلته في حياتها وبما تمثله الآن من قدوة لكل عربي مقاوم ولكل إنسان في العالم يعمل للحق والخير والجمال، المطران حالة نتمنى أن تتكرر في بلادنا ويجب علينا إحياء ذكراه بشكل دائم ليكون قدوة للأجيال القادمة، وخصوصاً في هذا الوقت الذي تتعرض فيه سوريا منذ 9 سنوات لحرب تلغي الكرامة والإنسانية والوجود” والكلام لـ”هدبا”.
وأوضحت: كانت دمشق المحطة التي عوضت على المطران عدم عودته إلى القدس، وكان استقباله فيها والاهتمام به من العوامل التي أعادت الثقة إليه، لأنها أتاحت له المجال للتعبير عن مواقفه ومخاوفه فكانت وحدة المناضلين همّه الأكبر، وانتقال نيران الحرب إلى سوريا من أكبر مخاوفه.
يذكر أن إيلاريون كبوجي من مواليد حلب، أصبح مطراناً لكنيسة الروم الكاثوليك في القدس عام 1965، عُرف بمواقفه الوطنية المعارضة للاحتلال الإسرائيلي في فلسطين، عمل على دعم المقاومة، واعتقلته سلطات الاحتلال في آب 1974 أثناء محاولته تهريب أسلحة للمقاومة، وحكمت عليه محكمة عسكرية بالسجن 12 عاماً.
أفرج عنه بعد 4 سنوات بوساطة من الفاتيكان، وأبعد عن فلسطين في تشرين الثاني 1978، ليمضي حياته بعد ذلك في المنفى في روما حتى وفاته.
كرمته السودان ومصر وليبيا والعراق وسوريا والكويت بطابع بريد يحمل صورته. في شباط 2009 كان المطران كابوتشي على متن سفينة الإغاثة أسطول الحرية التي كانت تحمل الأمتعة والغداء لأهالي غزة المحاصرين على يد السلطات الإسرائيلية وتم مصادرة كل ما فيها وطرد كل من تواجد هناك إلى لبنان.
بديع صنيج- تلفزيون الخبر