بعد زيارته 91 دولة.. شاب ماليزي يعزف للأمل في سوريا
سوريا هي الدولة الثانية والتسعين التي يزورها الشاب الماليزي “جيشوران فينسينت” (Jeshurun Vincent) ضمن جولته التي بدأت عام 2014، حاملاً معه غيتاره وقصَّته التي أراد من خلالها أن يبث الأمل في نفوس الآخرين.
قصة “جيشوران” بدأت كما قال لتلفزيون الخبر عندما كان عمره أربع عشرة عاماً، حين لم يستطع النهوض من فراشه وبعد أخذه إلى المستشفى تبيَّن أن فيروساً قضى على كامل سَمعِه في أذنه اليسرى ولم يبقى إلا القليل منه في اليمنى، ليبدأ الجميع يسخرون منه كلما رأوه يحمل غيتاره.
البعض كان يقول له: “من يعزف على الآخر أنت أم الغيتار؟”، وآخرون كانوا يحاولون تيئيسه من أن كل سعيه لمتابعة تعلم الموسيقى سيبوء بالفشل، لكن الشاب الماليزي تحدى كل الصعوبات، وواظب على التمرين حتى بات عازف “غيتار بيس” وله مجموعة مقطوعات من تأليفه.
أما عن رحلته فأوضح “جيشوران” أنه من عائلة متوسطة الحال، وكان يعمل مُحاسباً في أحد المحلات، وأراد أن يجعل من تجربته مثالاً يُحتذى به في مواجهة المصاعب، لذا قرر السفر إلى ثلاثة بلدان في البداية، لكن القصة تواصلت منذ الـ2014 والآن دخلت في عامها السادس.
وبعد سوريا، كما صرَّح العازف الماليزي لتلفزيون الخبر، سيتجه إلى بيروت وبعض العواصم الخليجية ثم إلى القاهرة فمجموعة من الدول جنوب البحر المتوسط العربية منها وغير العربية، ليختم جولته بالعودة إلى مسقط رأسه.
لقاء الجمهور به كان في مقهى زرياب ضمن منطقة القشلة في دمشق القديمة، وقدم ستة مقطوعات من تأليفه تفاعل معها الشباب بكل ما تتضمنه من حزن أحياناً وفرح وأمل في أحيان أخرى، وكأن تلك الموسيقى كان تعكس مسيرة “جيشوران” النفسية.
الماليزي ابن الاثنتين والثلاثين عاماً، اختار الموسيقى وليس الغناء لأنها الأقدر على ملامسة القلوب ولا تحتاج إلى ترجمة، وتصل بسلاسة من الروح إلى الروح كما يقول، كما أنها دفعت المستمعين إلى قصته وموسيقاه في بعض البلدان التي زارها يساعدونه مادياً ومعنوياً على الاستمرار في رحلته.
زيَّن “جيشوران” عُلبة غيتاره بأعلام الدول التي زارها، وعندما سألناه وإن لم يتبقى مكان للأعلام ماذا ستفعل؟ أجابنا: لا أعلم ربَّما أبدأ بوضعهم من الداخل، أو أخيط قطعة قماش إضافية.
كما تحدَّث لنا عن جواز سفره الذي امتلأ واضطر لصفحات جديدة يستغرب معها العاملون في المطارات من كثرة أسفار هذا الشاب الماليزي، حتى أن البعض نعته بالمشعوذ أو الساحر لاسيما ببشرته السمراء ونحافته.
وعندما قلنا له: ألم تخشَ من المجيء إلى سوريا بسبب الحرب وما يُشاع عن الحياة فيها؟ ردَّ بأنه على علم بأن البروباغاندا العالمية ضد سوريا كبيرة جداً، ونصف ما يُقال أو أكثر كذب، كما أن أصدقاءه في سوريا شجعوه على المجيء، مُضيفاً: “وأهم من ذلك أنني لست بحاجة إلى فيزا للمجيء إلى سوريا”.
أصدر “جيشوران” قصة حياته في كتابه سمَّاه “نحو الداخل” وفي يركز على أن الإرادة والتصميم قادران على جعلك تحقق أهدافك مهما بدا ذلك صعباً، وهو سعيد جداً بأن يكون مصدر تفاؤل وأمل للآخرين، ويعتبر أن تلك هي رسالته في الحياة.
بديع صنيج- تلفزيون الخبر