شكاوٍ من أزمة خبز في الحسكة.. ومعاون مدير التموين يشرح الأسباب
اشتكى مجموعة من سكان مدينة الحسكة عبر تلفزيون الخبر، وبشكل خاص أهالي أحياء الناصرة والكلاسة وغويران وأحياء وسط المدينة، “من فقدان مادة الخبز في الأفران، مع وصول سعر ربطة الخبز (14 رغيف) في السوق المحلية إلى 200 ليرة سورية”.
وأوضح المشتكون أن “فقدان مادة الخبز التمويني أدى لارتفاع إقبال المواطنين على شراء الخبز السياحي وخبز التنور والصاج ، حيث وصل سعر رغيف خبز التنور إلى 50 ل.س ومثله الصاج، على حين وصل سعر كيس الخبز السياحي (8 أرغفة) إلى 200 ل.س ” .
وبين المشتكون أن ” المخابز العامة في مدينة الحسكة، خصوصاَ مخابز آذار وغويران والصالحية الواقعة تحت سيطرة “الوحدات الكردية”، تعاني من ازدحام كبير نتيجة تحكم “الوحدات” بعمليات البيع والتوزيع”.
وأوضح المشتكون أن “معتمدي مادة الخبز في الأحياء الذين يحصلون على مخصصاتهم من مخبز الحسكة الأول ( المساكن ) الآلي تصلهم الكميات قليلة وكل يومين، مع انخفاض عددهم من 36 معتمد الى 22 معتمد”.
وأردف المشتكون: “أمام هذا الواقع، فإن الأفران الخاصة، وعددها 31 فرناً، لم يتم تزويدها بالطحين منذ عدة أيام، ما جعل الأزمة تتفاقم بشكل أكبر في الأحياء الشعبية والقرى الريفية القريبة من مدينة الحسكة”.
بدوره أكد معاون مدير التجارة الداخلية وحماية المستهلك في الحسكة علي خليف لتلفزيون الخبر “تخفيض مخصصات الطحين للأفران الخاصة وتوقف تزويدها لعدة أيام”.
وشرح خليف سبب ذلك “لقلة كمية الطحين نتيجة انتهاء العقد مع مطحنة الهدى الخاصة والوحيدة بمدينة الحسكة، وهي حالياً ضمن عمليات الجرد السنوي”.
وأضاف خليف: “يتم حالياً توزيع 370 طن من الطحين بشكل يومي على جميع المخابز العامة والأفران الخاصة، علماً أن كافة تلك الأفران زودت بالطحين يوم الأحد”.
وأشار خليف إلى أن “هناك احتمال بعدم تزويد الأفران الخاصة يوم الاثنين بالطحين، وذلك يتوقف على كمية الطحين التي تتوفر من المطحنة الخاصة ومطحنة الحسكة العامة التي تنتج من 50 إلى 60 طن يومياً فقط “.
وتابع معاون المدير أن “تخفيض أعداد المعتمدين سببه المعتمدين أنفسهم، حيث التزم حالياً 22 معتمد من اصل 36 فقط ضمن مناطق وسط المدينة، كما تم تشغيل المخبز المتنقل ضمن حي المريديان الذي ينتج 1 طن يومياً يوزع عبر 3 معتمدين ضمن الحي”.
وأشار خليف إلى أنه” تمت المباشرة ببيع مادة الخبز عبر منافذ صالات المؤسسة السورية للتجارة ( الثورة – البراد – الملعب البلدي)، بمقدار 500 كيس وذلك لتخفيف الازدحام”.
بالمقابل، اوضح مصدر في المؤسسة السورية للحبوب لتلفزيون الخبر أن” وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك تعاقدت بشكل مبدئي مع ثلاثة مطاحن خاصة بمحافظة الحسكة تضاف الى المطاحن العامة”.
وذكر المصدر أن “التعاقد حصل مع مطحنة الأصدقاء بمدينة الحسكة بكمية 100 طن، وفي القامشلي مع مطحنتي السالم بكمية 200 طن، والحسن بكمية 100 طن”.
والأسباب وراء أزمة الخبز القديمة الجديدة في مدينة الحسكة تقسم لثلاث، بحسب ما شرحته مصادر خاصة من داخل عمل المطاحن والمخابز لتلفزيون الخبر.
والقسم الأول الذي يشكل 60% من المشكلة يعود لكميات الأقماح التي يتم تزويدها للمطاحن وطريقة طحنها بحجة تخفيض كميات الاقماح الطحنية منعاً للهدر”.
بالإضافة إلى “الطريقة الخاطئة في إعادة التعاقد مع المطاحن الخاصة من خلال إلغاء عقود جميع المطاحن سابقاً بحجة تحقيق وفر في أجور الطحن وحصر التعاقد مع مطحنة واحدة في مدينة الحسكة”.
وتنضم نقطة أخرى لما سبق وهي بحسب ما شرحته المصادر أنه “بحال توقف المطحنة الخاصة عن العمل بسبب أي عطل، وهذا وارد بشكل طبيعي، سيؤدي إلى توقف إنتاج الخبز في مدينة الحسكة التي يوجد فيها مطحنة عامة واحدة، على عكس القامشلي مثلاً التي يوجد فيها مطحنتين عامتين واثنتين خاصتين”.
وأوضحت المصادر أن “هناك سبب آخر أيضاً هو تدخل ما يسمى “الوحدات الكردية” بالكميات الموزعة على المخابز وإخراج كميات بشكل يومي تصل إلى 30 طن إلى جهات مجهولة غير معروفة”.
وأكدت المصادر أنه “يجب إيجاد صيغة تفاهم مع الطرف الأخر حول هذه المشكلة لمنعهم من التدخل في العمل” .
وتابعت المصادر: “أما القسم الثاني من المشكلة هو قديم ويشكل حوالي 10% من الأزمة، وهو سوء تصنيع الرغيف الذي يؤدي إلى هدر في الاستهلاك”.
ونوهت المصادر بأن “هناك عوائل تأخذ أكثر من حاجتها لأنها ستقوم بإتلاف 25 – 50 % من الكمية بسبب سوء التصنيع، وهذه المشكلة حلها فقط بتشديد الرقابة والاعتماد على أشخاص من أصحاب الضمير و ذوي السمعة الحسنة”.
أما القسم الثالث الذي يشكل 30% من المشكلة، فهو “سوء التوزيع وإعطاء استثناءات لأشخاص للحصول على كميات كبيرة تصل أحياناً إلى نصف إنتاج المخبز، وهنا نحتاج فقط إلى إعادة توزيع الكميات بحسب الحاجة الفعلية من خلال قرارات حازمة” .
عطية العطية – تلفزيون الخبر – الحسكة