اعتذار عضو مجلس الشعب السوري حسام قاطرجي يثير قضية المسؤول السوري وثقافة الاعتذار
أثار اعتذار العضو في مجلس الشعب حسام قاطرجي ردود أفعال متفاوتة في الشارع السوري “الافتراضي” تمحورت بمعظمها حول افتقار المسؤول السوري لثقافة الاعتراف بالخطأ والاعتذار.
وكان قاطرجي قدم اعتذاره تحت قبة البرلمان بحسب ما تناقلت وسائل إعلام بعد ما وصف بأنه “هجوم عنيف” من أعضاء في المجلس على زميلهم ومطالبتهم له بالاعتذار عن فيديو تم نشره وتداوله عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
وإن كان قلة ممن تفاعلوا مع الاعتذار قد شاهدوا الفيديو مسبب الاعتذار بحسب ما رصد تلفزيون الخبر من تعليقات كثيرة عبر “فيسبوك”، الا ان معظم هؤلاء عبروا عن “ارتياحهم” لمبادرة مسؤول سوري بالاعتذار.
ومن الواضح أن الاعتذار كثقافة لا يتمتع بها معظم المسؤولين السوريين، فهي تغيب عن المجتمع السوري عادة كأولوية للربط بين الخطأ والصفح عنه والاعتراف به بدءً لتصحيحه. جاء اعتذار قاطرجي عما قال أنه “تصرف فردي” ، جاء محركا لتساؤلات الشارع السوري عن امتلاك المسؤول السوري الشجاعة او الرغبة بالاعتراف بالخطأ وتصحيحه.
“كتر خيره” “منيحة منه” “أحسن من غيره بالقليلة اعتذر” “سابقة نأمل أن تتكرر” “شجاعة لم نعتد عليها” هي ملخص ردود الافعال التي جاءت بمعظمها ايجابية، أولا على تساؤل مجلس الشعب الذي ندر ما يترك أثرا ايجابيا لدى الشارع، وعلى اعتذار قاطرجي ثانيا.
وان كان الاعتذار في العرف السوري السائد يأتي كنوع من تبرير الخطأ للخروج من ورطة، جاءت ردود الأفعال عبر “فيسبوك بمعظمها لتصنف اعتذار قاطرجي بأنه قناعة مطلقة بالخطأ الواجب تصحيحه.
وأعطت ردود الفعل نقاطاً اضافية لاعتذار القاطرجي بكونه جاء بلغة بسيطة بعيدا عن اللف والدوران والتلاعب المعتاد بالالفاظ التي يعمد الى استخدامها المسؤول السوري الذي يصنف نفسه بانعكاس تعامله مع الشارع ك”معصوم عن الخطأ” لحظة تصنيفه ب”المسؤول”.
عدد من التعليقات والمنشورات اعتبرت الاعتذار “عاديا” في سياق ربطها بشخص المعتذر حسام قاطرجي وانتمائه لعائلة عرفت بالبساطة والعفوية والقرب من الشارع بلغته وطبيعته، بحسب احد المنشورات على “فيسبوك”، فيما ربطتها منشورات وتعليقات اخرى ب”الانتماء الوطني” المعروف لحسام قاطرجي وعائلته والمتبلور من خلال أعمال ونشاطات مجموعة قاطرجي المعلنة وغير المعلنة.
ويذكر تاريخ الحرب على سوريا (وما قبلها أحيانا) عشرات المفاصل التي أثبت فيها الشارع السوري مرونة وقدرة استثنائية على التأقلم مع معظم المعطيات والضغوطات المحيطة ليبقى مطلبه الابرز شفافية التعاطي من قبل المسؤول الرسمي واعتذارا صريحا بسيطا في بعض المفاصل التي يتجلى فيها الخطأ واضحا حتى وإن لم يكن مقصودا.
وبعيدا عن تصنيفات متعارف عليها للاعتراف بالخطأ والاعتذار (كالاعتذار الشكلي، المجاملة، المجادلة، المكره، الصريح، السريع، والاعتذار العام) يأتي اعتذار رجل الاعمال الشاب وعضو مجلس الشعب السوري ليضيف تصنيفا جديدا يأمل الشارع السوري تكراره مع أمله بانخفاض نسبة الخطأ ليغدو تصنيف (اعتذار مسؤول سوري) أمرا متعارفا عليه كجزء من ثقافة التعاطي الرسمي مع الشارع!
تلفزيون الخبر