مديرة مرسم شغف لتلفزيون الخبر: هدفنا ليس التلقين وإنما تسخير أفكار الأطفال وفطرتهم لبناء لوحة
وتقوم المبادرة على الدمج من خلال تقنية “رسم الآخر”، وتسخير خيال الأطفال لإكمال صور بعضهم البعض، بتقنيات مختلفة كالتركيب، ومزج الألوان، والكولاج، والشغل بالمعجون، وتحرير الفنان الذي بداخلهم، وتعزيز الفطرة الجميلة التي يمتلكونها.
“ريم الحايك” مديرة مرسم شغف قالت في تصريح لتلفزيون الخبر: “بعد أن عملنا مع جميع الأطفال بعدة مواضيع وبمختلف شرائحهم العمرية صغاراً ويافعين، توجهنا في هذا المعرض إلى ذوي الإعاقة لدمجهم مع الأطفال الأصحاء”.
وأضافت: “لكن الدمج مبدئياً لم يكن خلال الورشات وإنما فقط في صالة العرض، حتى نرى ردات الفعل لنبني على أساسها خطواتنا المستقبلية”.
وأوضحت الحايك أنه “في هذا المعرض كان ثمة صور فوتوغرافية، أعطينا كل طفل صورة رفيقه ليكملها، ولنعرف كيف يعالج الخلفية وجسم الإنسان، مع أننا لم نعلمهم ذلك، فهدفنا ليس التلقين، وإنما من خلال أفكار الطفل وفطرته أن يبني لوحة فنية”.
وبينت مديرة مرسم شغف أنه “دائماً ثمة تقنيات جديدة نعمل عليها مع الأطفال، ونحن محكومون بالتطوير، فإن لم نطور فهذا يعني موت عملنا منذ بدايته”.
وأردفت: “لذا في كل مرة نحاول أن نبتكر فكرة جديدة وأسلوباً جديداً من أجل ألا يشعر الأطفال بالملل، وثانياً كي يكتشفوا ذواتهم والعالم من حولهم”.
أما عن الشراكة مع “المركز الوطني للفنون البصرية”، فشرحت الحايك أن “المركز قدم قاعات الورشات الفنية وصالة العرض، مع الدعم المستمر سواءً على صعيد تقديم صورة جميلة لمرسم شغف، أو عبر توجيه النصائح السديدة من قبل الأستاذ غياث الأخرس، وفعاليته في تقويم كل فكرة نريد العمل عليها، وتبيان سلبياتها وإيجابياتها، وإيضاح ما ينبغي أن نعمل عليه مستقبلاً”.
من جهته رئيس مجلس إدارة المركز الوطني للفنون البصرية غياث الأخرس أثنى على مقدرة الأساتذة المشرفين في مرسم “شغف” في التعامل مع الأطفال ذوي الإعاقة كأفراد يتمتعون بالذكاء والمهارة، إضافة إلى امتلاكهم مشروعاً مدروساً موجهاً للأطفال.
وقال الأخرس: “التعامل مع شريحة الأطفال مهم للغاية، لاسيما أن أطفال سوريا عاشوا أياماً قاسية خلال الحرب، ومن واجبنا إعادة تركيز نظرهم إلى الجَمال بعدما استمروا لفترة برسم الدماء واللون الأحمر وغير ذلك من مفرزات الحرب”.
يشار إلى أن مرسم “شغف” هو مبادرة شبابية تستقبل الأطفال بأعمار مختلفة، وتعلمهم مهارات الرسم والنحت وفق أسس ومناهج تعليمية، ومركزه الرئيسي ضمن مجمع “الآب تاون” في مشروع دمر.
أما “المركز الوطني للفنون البصرية” الواقع بجانب كلية الفنون الجميلة، فيضم صالة عرض للفنون التشكيلية بمساحة نحو 1300 متر مربع، نفذت بمواصفات عالمية، مع صالة أخرى بالمساحة نفسها خاصة بإقامة ورشات عمل لفنون التصوير والنحت والحفر المطبوع، إضافة إلى مسرح يتسع لنحو ألف زائر.
بديع صنيج- تلفزيون الخبر