صحيفة “الغارديان” البريطانية تتحدث عن نمو “سياحة الحرب” في سوريا

وتشكل هذه الخطوة، مصدر قلق لحكومات الغرب، التي لطالما حاولت أن تنقل ما يجري في سوريا من وجهة نظر واحدة.

عدا أن فكرة اللجوء، واستغلال اللاجئين، قائمة على وجود بلد غير امن يصعب التواجد والتنقل فيه، والحقيقة أن أكثر من ٨٠ بالمائة من أراضي سوريا عادت امنة تحت حراسة الجيش العربي السوري .

وبحسب الصحيفة “تتزايد عروض السفر والدعايات المروجة لسياحة الحروب في سوريا، والتي تقوم على السفر للوجهات الخطرة وأماكن الحرب والدمار”.

وبينت الصحيفة، بحسب ما ترجم تلفزيون الخبر، أن العديد من شركات السياحة والسفر، تستخدم الدمار كوسيلة للترويج، بعبارات مثل ”اختلط بالسكان المحليين مع المرور بالقرى المدمرة”، وزيارة المواقع الأثرية “المغطاة بطبقة من الدمار”، واختبار “الحياة الليلية الغنية التي عادت لمركز دمشق”.

وأكدت على أن الجولات السياحية تجري على مدار الأسبوع في مدينة دمشق القديمة وقلعة الحصن في حمص وتدمر، وتعرض بعض الشركات رحلات تصل إلى حلب، مثل شركة “Young Pioneer Tours” الصينية.

وتصل تكلفة الرحلة فيها إلى 1695 دولارًا للشخص، دون إذن الدخول وتأمين السفر، و”ينضم لجولاتها مرافقون حكوميون” بحسب الصحيفة.

ووفقا لموقعها الإلكتروني، تمنح الشركة الفرصة لرؤية سوريا في نقطة مميزة من تاريخها، وتنطلق رحلاتها من بيروت إلى دمشق “نتابع إلى المدينة القديمة المدمرة في حلب، ونقف في الطريق عند استراحات القهوة الساحرة والقرى المدمرة”.

وتجوّل مدون الرحلات الإيرلندي “جوني وارد”، في سوريا من 16 حتى 22 من تشرين الثاني الحالي، وكتب عبر حسابه على “إنستغرام” إنه “زار مع والدته وعشرة أشخاص آخرين سوريا”.

وأعلنت وكالة السفر الفرنسية “Clio”، عن تنظيمها رحلات بتكلفة 3000 يورو للشخص، لزيارة كل من جنوب دمشق، واللاذقية، وتدمر، وقلعة الحصن، في شباط الماضي.

واشتهرت مقاطع فيديو لمدونين عرب وأجانب، قاموا بعرض عودة الحياة والاستقرار إلى مناطق في سوريا، سعيا منهم لتغيير الصورة النمطية المأخوذة عن سوريا في الأوساط الغربية.

وهناك الكثير من الدول التي تعتمد على سياحة الحروب أو السياحة السوداء (كما يطلقون عليها) لتحقيق إيرادات بملايين الدولارات، حيث بات هذا النوع يحظى بشعبية متزايدة في أوساط السياح والباحثين عن أماكن لزيارتها.

ومن أشهر هذه الأماكن، المفاعل النووي في “تشيرنوبل” الذي أغرق المدينة في إشعاع يزيد 400 مرة عن الذي أطلقته قنبلة هيروشيما، حيث تستقبل أوكرانيا سنويا الآلاف من السائحين الراغبين بزيارة أقسام المفاعل على الرغم من أنها مازالت خطيرة.

وتجذب بولندا مليون زائر سنويا إلى معسكرات “أوشفيتز”، أكبر معسكرات الاعتقال النازية وأسوأها سمعة، حيث يقف المعسكر اليوم كنصب تذكاري للضحايا والأعمال الوحشية التي ارتكبت بحقهم.

ويشاهد الزوار شاحنات نقل المواشي التي كانت تستخدم لنقل الضحايا، والمهاجع البائسة التي كانوا يقيمون فيها، وغرف الغاز التي كانوا يقتلون فيها، وأكواما من المقتنيات الفردية للأشخاص والعوائل المعتقلة هناك، كاللعب والأحذية.

الجدير بالذكر أن القيمة الكبرى لسياحة الحروب، هي القدرة على القيام بمعالجة تاريخية للتعرف على بشاعة وخطورة انحطاط القيم الإنسانية.