هل يرتدون قبعات الإخفاء .. من هم المجهولون الذين يسرقون أسلاك الكهرباء في سوريا؟
على مدار العام تواردت أخبار سرقات كابلات وأسلاك الشبكة الكهربائية من مختلف المحافظات السورية، مسببة أعطالاً مختلفة في الشبكة، ومشكلة سبباً رديفاً لانقطاع التيار عن كثير من المناطق خاصة الريفية منها.
وكان من اللافت خلال متابعة حوادث السرقات، تكرارها في نفس الأماكن تقريباً، وتركزها في مناطق معينة، مع عدم معرفة الفاعلين في أغلب الأوقات، وكأنهم يرتدون “طاقيات إخفاء” تجعلهم غير مرئيين بالنسبة للناس والمجتمع المحلي، الذي ورغم مناشدات الوزارة له بالتعاون والإبلاغ، بقي دوره محصوراً في التبليغ عن انقطاع التيار ولو تكرر الحادث في نفس المنطقة.
وعانى قطاع الكهرباء أضراراً بالغة خلال الحرب على سوريا، وآخر فصول هذه المعاناة كان سرقة الكابلات والأسلاك بشكل متكرر، والتي تحصل بهدف الاستفادة من النحاس مرتفع الثمن، الأمر الذي دفع وزراة الكهرباء إلى اللجوء لخيار استبدال النحاس بالألمنيوم في محاولة للحد من أطماع السارقين “المجهولين”.
وبيّن معاون مدير توزيع الكهرباء في الوزارة المهندس وسيم المحمد لتلفزيون الخبر أنه “بلغ طول الشبكات المسروقة هذا العام ما يقارب 110كم، أي ما يعادل 28,510كغ من النحاس بقيمة إجمالية 145 مليون ليرة سورية”.
ويصف المحمد الفاعلين بأنهم “من أصحاب النفوس الضعيفة، وهم مجهولون في أغلب الأحيان، ولم تسجل أي مشاهدات للأهالي تفيد في المساعدة على الكشف عن الفاعلين”.
وكان مدير عام شركة كهرباء حماه، محمد رعيدي، أفاد لتلفزيون الخبر أن “اعتداءات متكررة على الشبكة الكهربائية شهدتها مختلف مناطق محافظة حماه، حيث بلغت السرقات منذ بداية العام الحالي حوالي ١١ طن من الكابلات توزعت بين مناطق المحافظة، حيث بلغت المسروقات في قسم مصياف ٧٣٠٠ كغ وفي مدينة حماة ٢٢٠٠ كغ وفي محردة ٨٧٠ كغ وفي سلمية ٦٣٥ كغ”.
فيما أشار مصدر في مديرية كهرباء طرطوس لتلفزيون الخبر إلى أن “قيمة المسروقات بلغت في المحافظة ما يقارب ال85 مليون، وبلغ طول الشبكة المسروقة 41,9 كم ، ووزن النحاس المسروق 15782كغ، وعدد الضبوط بلغ 102 ضبط في مختلف مناطق المحافظة حتى تاريخه، منها 60 ضبطاً في منطقة الدريكيش وحدها، و22 ضبط في صافيتا”.
وفي حلب تركزت السرقات خاصة في فترة الحرب حيث سرقت كافة الشبكة الكهربائية من أعمدة وكابلات ومحولات من الأحياء الواقعة بالجهة الشرقية من المدينة، التي كانت محتلة من قبل المسلحين المتشددين، علماً أن عدد مراكز التحويل التي تضررت نتيجة الحرب في كامل المدينة هو 2000 مركز، بالإضافة لـ 600 مركز في مناطق الريف، بحسب مصدر في شركة كهباء حلب.
وطالبت الشركة عدة مرات من الأهالي التبليغ عمن يقوم بهذه السرقات، دون أن يجرؤ أحد على الإدلاء بمعلومات.
وتكررت السرقات في المحافظة حتى استقرار الوضع بداية العام الحالي، فبدأت الشركة بتركيب الكابلات وإعادة الشبكة إلى المناطق المحررة.
كما شهدت محافظة حمص عدة سرقات ومحاولات للسرقة، وتساعد الطبيعة الجغرافية في محافظتي حماه وحمص وتباعد القرى والتجمعات السكنية عن بعضها البعض، يوفر البيئة المناسبة والمناخ الملائم للإعتداء على الشبكة الكهربائي.
وأشار المهندس وسيم المحمد إلى أن “يتم بعد إبلاغ الجهات المختصة تنظيم محضر الضبط اللازم، والمباشرة بإعادة التغذية”، منوهاً إلى “أن الشركة تلجأ حالياً إلى إعادة التغذية الكهربائية باستخدام أمراس ألمنيوم ذات مقاطع تعادل بناقليتها الشبكات المسروقة، وتؤدي الجودة المطلوبة، ولا يتم إعادة تركيب شبكات نحاسية لكي لا تتعرض للسرقة مرة أخرى”.
ويتم تحديد عقوبة هذه السرقات لدى القضاء المختص، وقد تختلف من جنحة لتصل الى جناية (سرقة موصوفة) وتتعلق بأثر الضرر الذي أحدث.
رنا سليمان – تلفزيون الخبر