الأبحاث التاريخية تخالف ادعاءات “إسرائيل” بأن “الشيكل” عملتها الأصيلة
في عام 1980 اعتمدت “إسرائيل” الشيكل عملة رسمية لها، بزعم أنها كانت عملة اليهود قديماً، لتأتي الأبحاث التاريخية مخالفة للادعاء اليهودي، مثبتة أن ليس اليهود وحدهم من استخدمها في ذلك الزمن.
وتقول الباحثة السورية المغتربة “ابتسام بدر نصرة ” أن “كلمة شيكل جذرها آرامي “شقل”، وهي تعني “وزن” وتلفظ أحياناً “سقل”، وتدل الاكتشافات أن أول من استعملها كان بلاد ما بين النهرين حيث كانت تمثل وزن للشعير والحنطة وللمقايضة”.
واستخدمت الكلمة لأول مرة في عام 2150 قبل الميلاد، في عهد الامبراطورية الاكادية، تحت حكم “نرام سين” ، ثم في عام 1700 قبل الميلاد في شريعة حمورابي ، واستخدم الأكاديين والآراميين والاشوريين والفينيقيين وغيرهم الشيكل كمعيار للوزن.
ثم استخدمت نفس الكلمة فيما بعد للدلالة على العملة، وبالنسبة لليهود بدأ استعمال الشيكل في عام 132 ميلادي، وهذا طبيعي لأن المتعارف عليه في تلك الحقبة والمستخدم كان هو عملة تسمى الشيكل، حيث أن القرطاجيين فينيقيي الأصل كانت عملتهم شيكل حوالي 290 قبل الميلاد.
و حسب المكتشفات الحالية للعملة القديمة نجد أن الفينيقيين في قرطاجة استخدموا شيكل 500 سنة قبل اليهود، هذه العملة التي كانت بالأصل وحدة وزن كان استخدامها قبل الميلاد بآلاف السنيين وليس اليهود أو “الإسرائيليين” من أوجدها.
وماتزال كلمة “شقل” التي كان يستخدمها الفينيقيين كوزن للشعير والحنطة، إلى يومنا هذا تستعمل عند العامة من السوريين وخاصة عند أهل الساحل حيث يطلقونها على كيس مملوء بالحبوب (حنطه أو شعير أو برغل ..الخ).
وإلى الآن في بعض القرى مازال الأولاد يلعبون لعبة (شقل حنطة شقل شعير) حيث يحمل الولد وولدآخر على ظهره ويردد : “شقل حنطه شقل شعير شقل محمل بِالحَرير”، وحول البعض الأغنية إلى كيس حنطة كيس شعير كيس محمل بِالحَرير .
ويقول أهل حلب “طلع على الزلمة واتشقشلو من راسو لاجريه”، ويقول التاجر الحلبي لمحاسبه أو كاتبه “انزيل على المستودع وشقشلي البضاعة شوف شقد في عنا بضايع واشفي عنا شي ناقص مشان نجيب منو”.
يشار إلى أن أول من اخترع الميزان هم سكان سوريا الكبرى، أي سوريا الطبيعية أو سوريا التاريخية، وهناك لوحة حجرية تعود إلى قبل 850 قبل الميلاد، تمثل ميزان تجاري استعمل في شمال شرق سوريا لوزن المنتجات الزراعية والبضائع، وهي معروض حاليا في المتحف البريطاني في لندن.
تلفزيون الخبر