“الموناليزا السورية “..من مكتشفات تل حلف السوري
اكتشفها الدبلوماسي الألماني ماكس فون اوبنهايم 1911 في تل حلف شمال شرق سوريا، وكانت أحب قطعة لديه من بين مئات القطع المكتشفة، كما يذكر موقع التراث السوري.
أطلق عليها بعض العمال الذين أخرجوها من تحت الأتربة اسم “أم الجدايل” والبعض الآخر “عروس اوبنهايم”، نقلت مع بقية المكتشفات إلى متحف في برلين، والذي قُصف أثناء الحرب العالمية الثانية فتحولت التماثيل المكتشفة من قصر الملك الارامي كابارا وعمرها 3000 عام إلى حطام.
بعد مرور قرابة 70عاما، أعاد الألمان تجميع القطع ولصقها بعمل شاق استغرق 8 سنوات، فعادت التماثيل إلى الحياة وهي تعرض الآن في متحف البرغمان في برلين وتتنقل بين متاحف العالم لتشارك في معارض مؤقتة بين الحين والآخر مثل باريس ولندن وأمريكا.
ويجسد التمثال سيدة جميلة ذات شعر أنيق، تجلس بخشوع على كرسي أو ربما عرش وتحمل في يدها كأس، ويشير الموقع إلى أن هذا التمثال لا يجسد آلهة معينة، لأن كل التفاصيل من قمة الرأس وحتى القدمين هي ليست تفاصيل آلهة، وإنما ملكة.
ويعزز هذه الفرضية أن طريقة الجلوس على كرسي مرتفع، ومنع الأرجل الحافية من ملامسة الأرض قد خصصت للملوك، إلى جانب أن حمل الكاس في اليد يشير إلى أن التمثال هو لأنثى في مركز قد تكون كاهنة أو ملكة أو سيدة مهمة تقدم قربان إلى الآلهة .
ويذكر المنقب والأكاديمي “ميركو نوفاك”، أن الملك الآرامي “كابارا” اختار أن يبني قصره في تلك البقعة واختار أن يضع في محيطه مقبرة جديدة، حيث تخلى عن المقبرة القديمة في الجهة الأخرى من التل.
واكتشف اوبنهايم في محيط القصر مدفنيين وجد في أحدهما تمثال هذه الملكة وإلى جانبها في زاوية المدفن وجد جره فخارية تحوي رماداً، يشير الكاتب نوفاك إلى أن الآراميين في تلك الفترة استمروا يمارسون عبادة الأجداد أو الاسلاف، ولكن في الوقت نفسه تحولت طقوس الموت عندهم من دفن للجثه إلى حرقها وحفظ الرماد والبقايا في وعاء فخاري.
لم يجد الكاتب تفسير لهذا التغيير في طقوس الدفن عند الاراميين في تلك الفترة ( اي 900 ق.م) ويقول “ربما المكتشفات القادمة تعطينا معلومات وتوضيحا افضل”.
وتخمن الباحثة ابتسام بدر نصرة، بأن” ام الجدايل، فينوس، عروس اوبنهايم، الموناليزا السورية”، هي ملكة آرامية من سلالة بيت بحياني، قد تكون والدة الملك كابارا أو جدته أو ملكة اخرى من سلالته ذات مقام عالي واحترام كبير يصل إلى مكانة التقديس أو العبادة.
ويقع تل حلف في المنطقة الحدودية “السورية – التركية”،إلى الجنوب الغربي من مدينة رأس العين بمسافة ثلاث كيلومترات، وذلك في منطقة ينابيع نهر الخابور، وتل حلف هو الاسم المعاصر للموقع الذي كان يُدعى باسم “جوزانا” في الألف الأول قبل الميلاد.
وتعرض الموقع لعمليات تخريب من قبل جيش الاحتلال التركي في عدوانه الحالي على الشمال السوري، كما ذكرت مصادر محلية، كما تعرضت منازل وممتلكات أهالي قرية تل حلف للسرقة والتخريب من قبل المجموعات الإرهابية التابعة لقوات النظام التركي.
رنا سليمان- تلفزيون الخبر