الزميل عمران .. عام على الشهادة
ككل أسرة سورية طالتها يد الحرب، وبارودها الممزوج بالحقد، نزفت أسرتنا قبل عام ، في مثل هذا اليوم ، أحد أهم أعمدتها، الصديق، الأخ والزميل صاحب الضحكة، صانع الفرح، محمد عمران فاضل زبري، مدير التسويق والعلاقات العامة في تلفزيون الخبر
.
عمران ابن مدينة حلب، رفض الخروج من مدينته وقاوم بهدوئه وطيبته الموت المحيط بها بانتظار عودتها للحياة، أبت يد الغدر إلا أن تسرقه منا شهيداً بعد إصابته بشظايا قذيفة غادرة طالت حياً سكنياً وسط المدينة.
الزميل عمران من مواليد مدينة حلب، كان في الرابعة والثلاثين من عمره، زففناه عريساً قبل عدة أشهر من شهادته وها نحن نبكيه بعد عام على الوداع
درس عمران في كلية الاقتصاد في جامعة حلب وتخرج منها، وكان يعمل على إعداد رسالة الماجستير. يدرك كل من يعرفه حجم ألمنا به، ليس لأنه أحد أعمدة مجموعة الخبر الإعلامية فقط، وإنما لكونه عمران، الشاب الذي تركت ابتسامته وأخلاقه وطيبته أثراً محفوراً في ذاكرة الجميع.
ببالغ الأسى والرضى والتسليم زففناك شهيداً، سنروي لطفلك القادم قريباً، كم كنت رجلاً يا عمران في زمن اختبرت فيه الرجولة فسقط كثيرون… سنقول له أنك كنت حارساً لحلب، لم تغادرها، رويت بدمائك ترابها المقدس.
وإن كنا نعاهد أنفسنا على شيء، فإننا نعاهدك وأنفسنا على متابعة الطريق الذي مشيناه سوياً حاملين رسالة الكلمة والقلم حتى النصر، الذي لم يكن ليأت لولا تضحيات أبناء شعب قاوم الموت فانتصر عليه بالحياة.