مواطنون يشتكون عدم تجزئة كمية مازوت التدفئة.. ومحروقات: البعض باع دوره بـ 5 آلاف ليرة
اشتكى عدد من أهالي مدينة دمشق عبر تلفزيون الخبر من صعوبات في عمليات تعبئة مازوت التدفئة، حيث يشترط تعبئة كامل الكمية المخصصة للنصف الأول من الشتاء والبالغة 200 لتر مازوت، حتى لو كان المواطن أرسل طلباً لتعبئة 100 لتر فقط عبر البطاقة الذكية.
وأكد أحد المشتكين لتلفزيون الخبر أنه “عند وصول الصهريج إلى المنزل يخبرني الموزع بأني ملزم بتعبئة الـ 200 ليتر كاملة وغير مجزئة وإلا فإني أخسر باقي الكمية”.
وقال مشتكي آخر إن ” بعض الموزعين يعرضون شراء باقي الكمية من المواطن إن لم يكن يريد تعبئتها، وبذلك يحصل الموزع على باقي الكمية بالسعر النظامي ويقوم ببيعها بأسعار السوق السوداء”.
بدوره مدير فرع شركة محروقات في دمشق إبراهيم أسعد صرح لتلفزيون الخبر بأن “السبب في هذه الحالات هو عدم وجود تجزئة للكمية المخصصة من مازوت التدفئة لسكان مدينة دمشق، حيث أن الكمية المخصصة لفصل الشتاء هي 400 ليتر وتوزع على دفعتين بكمية 200 ليتر للدفعة”.
وذكر أسعد أنه “خلال العام 2014 م تم التوزيع عبر بطاقة البدون ولكنها تسببت بالكثير من المشاكل والتلاعب وتم إلغائها، ومن ثم في العام 2015 م جرى التوزيع عبر القسائم ومن ثم البطاقة الذكية وبكمية غير مجزئة”.
وعن أسباب عدم التجزئة بينّ أسعد أن “دمشق مكتظة بالأبنية السكنية وشوارعها ضيقة ولذلك ليس سهلاً أن نرسل صهريج التعبئة ليقف في هذه الشوارع لتعبئة كمية 50 أو 100 ليتر فقط”.
وتابع ” وإنما يتم تجميع كمية كبيرة من المازوت في الصهريج ويرسل إلى منطقة فيها عدد من المسجلين طلباتهم وتتم التعبئة لهم بكمية 200 ليتر”.
وأردف اسعد أنه “عندما يقوم الموزع بتفعيل البطاقة لتعبئة المازوت فيجب أن يعبئ الكمية المخصصة كاملة وإذا قام المواطن بتعبئة 100 ليتر بدلاً من 200 ليتر المخصصة له فهو بذلك يخسر الـ 100 ليتر الثانية كون الكمية التي تدخل ضمن البيانات عبر البطاقة الذكية هي 200 ليتر”.
وأشار أسعد إلى أن “تجزئة الكمية غير متاح حالياً، والحالات التي تطلب التجزئة قليلة وليست منتشرة بكثرة نتيجة وفرة المادة وإقبال الأهالي على تعبئة كامل الكمية المخصصة للنصف الأول، والأغلبية الساحقة في دمشق ترغب بتعبئة 200 ليتر دفعة واحدة، وتوجد حالات لقيام مواطنين بالتعبئة المشتركة للكمية ويقوموا بتسديد ثمنها لبعضهم”.
مضيفاً بأن “هناك حالات لمواطنين قاموا ببيع دورهم بالتعبئة عبر البطاقة بشكل علني للموزع، بأسعار متفاوتة ومنهم باع دوره عبر البطاقة بخمسة آلاف ليرة سورية، ولكن هذه الحالات قليلة نتيجة توفر المادة وقلة الطلب عليه”
وأضاف أسعد أنه ” في حالات ندرة المادة وزيادة الطلب عليها فإن السوق السوداء تنشط ويصبح هناك زيادة في التفاوض على الكميات والأسعار ما بين المواطنين والموزعين، ومع ذلك فإن هذه الطريقة في التعبئة هي أحد الأبواب التي تؤدي للمشاكل و “وجع الرأس” بحسب اسعد .
وأكد أنه “في حال امتناع أو تأخر المواطن عن تعبئة الدفعة الأولى وهي 200 ليتر فيتم جمعها مع الدفعة الثانية المخصصة في النصف الثاني والذي يبدأ بعد بداية العام الجديد وبذلك يمكن للمواطن تعبئة كمية الـ 400 ليتر دفعة واحدة”.
وكان وصل عدد العائلات التي حصلت على الكمية كاملة في العام الماضي لنحو 9 آلاف عائلة، وتوجد حالات كثيرة لمواطنين لم يستلموا كمية الدفعة الأولى ولا يريدون شرائها.
وعن عدد أيام الانتظار للتعبئة أوضح أسعد أنها “تختلف بحسب الأحياء في دمشق، فمنها خلال عشرة أيام تتم التعبئة فيها، وأحياء أخرى مثل “المزة 86 خزان” فالمدة تكون أطول نتيجة صعوبة وصول الصهاريج إلى تلك المنطقة المرتفعة ويكون انتظار دور التعبئة فيها من 20 يوماً وأكثر.
وبين أنه “في حي تشرين يكون الانتظار ما بين 12 و30 يوماً، وفي أحياء أخرى كعش الورور أوجدنا حل لصعوبة صعود الصهاريج إليها، بوضع الصهاريج في الساحة الرئيسية ويتجه المواطنين إليها للتعبئة”.
ووصل عدد الأسر التي تمت تعبئة مازوت التدفئة لها في دمشق حتى الآن أكثر من 78.5 ألف أسرة بمعدل وسطي 2000 عائلة يومياً، وبكمية يومياً حوالي نصف مليون ليتر مازوت.
و وصلت الكمية الإجمالية التي وزعت للأسر في دمشق أكثر من 15.7 مليون ليتر مازوت، وبذلك تكون محروقات باعت مازوت تدفئة في دمشق بمبلغ تقريبي 2.9 مليار ليرة سورية.
علي محمود سليمان – تلفزيون الخبر