افتتحت معرضها “العبودية الحديثة” في لندن.. سارة شمة: لوحاتي ليست رسوماً توضيحية
افتتحت الفنانة التشكيلية السورية “سارة شمة” المقيمة في لندن معرضها الفردي بعنوان “العبودية الحديثة” في “بوش هاوس” بالتعاون مع “كينغز كوليج لندن” ومؤسسة “هيلين بامبر”.
المعرض الذي نظمته “كاثلين سوريانو” يصور بريشة “شمة” تجارب النساء في التغلب على العبودية الحديثة والشفاء من آثارها، عبر مجموعة من اللوحات الضخمة والسكيتشات الزيتية، المعرض.
عملت شمة من خلال إقامتها الفنية في كينغز كوليج لندن مع الدكتورة “شان أورام” في معهد الطب النفسي وعلم النفس والعلوم العصبية ومع مؤسسة “هيلين بامبر”، وأجرت مقابلات بحثية مع العديد من النساء الناجيات من العبودية الحديثة بهدف تطوير مفردات بصرية جديدة عن ذلك الموضوع.
على أن تستعمل أبحاث من المعرض من قبل الدكتورة “شان أورام” المحاضرة في الصحة العقلية للمرأة في دراساتها ومشاريعها البحثية الجارية الهادفة إلى الحد من مخاطر وآثار العنف ضد المرأة.
عن المعرض، تقول الفنانة سارة شمة في بيان صحفي حصلت الخبر على نسخة منه: “استلهمت المشروع من معرفتي عن النساء والفتيات اللواتي تم خطفهن من قبل داعش في سوريا والعراق، وعرضهن في أسواق الرقيق الحقيقية على منصات أمام مئات الرجال وتفحصهن من قبل العيون والأيادي الشرهة، وبيعهن إلى أعلى مزايد”.
وتضيف: “بعد أول مقابلة مع إحدى الناجيات من العبودية الحديثة، لم أستطع النوم، كنت أتخيل الصور والضوضاء والروائح…، ثم بعد لقائهن جميعاً وسماع قصصهن، عدت إلى مرسمي وبدأت العمل دون أي تخطيط مسبق”.
وتتابع شمة: “أعتقد أن اللاوعي هو مصدر الإبداع، هذه اللوحات هي ردة فعلي حول ما تعلمته، هي ليست رسوم توضيحية لما جرى، بل انعكاس للشعور الذي تركته في تلك القصص”.
وذكر البيان أنه سيرافق المعرض سلسلة من النشاطات العامة التي تستكشف “العبودية الحديثة” والمسائل التي يطرحها المعرض، منها حلقة نقاش بين الفنانة “شمة” وممثلي “كينغز كوليج لندن” ومؤسسة “هيلين بامبر”، و”محادثة” بين سارة والمنسقة “كاثلين سوريانو” حول مواضيع المعرض.
يذكر أن “سارة شمة” من مواليد دمشق عام 1975، بدأت الرسم من عمر الأربع سنوات بتـشجيع من والديها، وعندما قاربت الرابعة عشر عاماً تأكدت سارة بأن مستقبلها لن يكون منفصلاً عن موهبتها وولعها الطفولي بالرسم.
بدأت مسيـرتها بـشكل مدروس باستخدام اللونين الأسود والأبيض فقط من ثمّ بدأت بالتركيزِ على الضوء والظل وتظليل المساحات الضوئيّة وأبعادها، لتنتقل بعدها للتواصل مع الفراغ عن طريق الألوان الزيتية حيث وجدت قدرتها على التعبير عن ما يدور خلف أصوات شـخصيتها.
التحقت بمعهد ادهم اسـماعيل للفنون التشكيليه في دمشق وتخرجت منه عام 1995. ثمّ تابعت مسيرتها الفنية وتخرجت من كليه الفنون الجميلة قسم التصوير الزيتي بدمشق ونالت الدرجة الأولى فيه. في عام 1997 عادت لتسقي بعض مما زرع فيها معهد أدهم إسماعيل فعملت مدرسة فيه مدّه ثلاث سنوات بعد تخرجها (1997 – 2000).
تم اختيار سارة كواحدة من الفائزين بجائزة البورتريه التي ترعاها شركة النفط البريطانية في عام 2004 ، وبعد ذلك تم دعوتها للمشاركة في عدد من المعارض الفردية والجماعية حول العالم، والمتضمنة معرض كيو الذي يقام في المدرسة الملكية للفنون في عام 2013 والمعرض السنوى الخاص بالمجتمع الملكى لرسامي البورتريه في مجمع المعارض في عام 2013.
تركيز سارة شمة الأساسي كان محوره دائماً الشكل البشري، من الوجوه، إلى تصوير الجسد بأشكال مختلفة، ومنها إلى التفرد برسم الحالات الإنسانية الناجمة عن الحرب وما تسببه من معاناة صانعةً لنفسها بصمة تشكيلية خاصة.
بديع صنيج- تلفزيون الخبر