عرض “حارتنا” لفرقة “خطى” ينثر تراث البيئة الشامية في قصر العظم
عبر مزج حكاية شامية بالطرفة والغناء والرقص المسرحي، جاء عرض فرقة “خطى” على مسرح قصر العظم، تحت عنوان “حارتنا” ليعيد رسم لوحة إطارها المكان الذي يحتوي زمان الحكاية بكل تفاصيله.
الحكاية البسيطة تروي قصة شاب أوروبي” مايكل.. محمد إيتوني” جاء ليتعرف على الشام، فيقابل “أبو معروف.. زهير البقاعي” الرجل الشامي المتمسك ببلده وتراثه، وفي حوار لا يخلو من طرافة يقدم “أبو معروف” محبته للشام.
لتتولى الفرقة عبر لوحات راقصة تميزت بالحيوية والجمال، سرد تفاصيل الحياة الشامية بدءاً من عادات أهلها في الخطبة والزواج، إلى أعمالهم والمهن التي زاولوها، وتضامنهم وتكاتفهم في أوقات الحاجة، ونقل صورة الحارة الشامية العتيقة من المصطلحات إلى اللباس الشعبي والأغاني التراثية، والأماكن التي لا نجدها خارج هذه الحارات.
وعن فكرة العمل قال المخرج “محمد حلبي” لتلفزيون الخبر: “حاولنا التطرق للبيئة الشامية بشكل مختلف، وبطريقة مغايرة لما تقدمه الفرقة عادة من عروض، وكان الهدف من الرجوع للبيئة الشامية إحياء تراثنا وعاداتنا وتقاليدنا المنسية في الأعمال المسرحية الراقصة”.
وأضاف حلبي “الجيل الجديد لا يعرف شيئاً عن عادات وتقاليد بلده، ومن الضروري إيصال الصورة الجميلة بطرق توازيها جمالاً، ومن هنا جاء التركيز على الأغاني المرافقة والأزياء التراثية إلى جانب اختيار المكان المناسب لها”.
وتابع حلبي ” قصر العظم بكل مكوناته من الحجارة والبحرة وأشجار النارنج والياسمين، شكل ديكور العمل الجاهز لاحتضان الصورة وعكسها لتبدو الرقصة جزءاً لا يتجزأ من المكان”.
وبيّن حلبي: ” نفتقر حالياً إلى العروض الراقصة التي تعنى بالتراث السوري بشكل عام، والتي شهدت حركة نشطة قبل سنوات الحرب، ونعمل الآن على إعادة تنشيطها في عدة أماكن ومن خلال عدة أفكار”.
وأشار حلبي إلى أن “فرقة خطى من الفرق القليلة التي استمرت وبقيت خلال السنوات التسع الأخيرة، فالفرقة التي تأسست عام 2009، لازالت تحتفظ براقصيها والذين في غالبيتهم نشؤوا فيها”.
وتابع المخرج ” في الفرقة الآن 25 راقصاً وراقصة، إضافة إلى عدد من طلاب المعهد العالي للفنون المسرحية قسم الرقص، والممثلون المشاركون هم من أصدقاء الفرقة منذ تأسسيها”.
يذكر أن عرض “حارتنا” كان ليوم واحد فقط، في قصر العظم، وذلك لانشغال المكان بفعاليات أخرى في الأيام القادمة.
رنا سليمان _ تلفزيون الخبر