مهرجان مسرحي في القاهرة يعتذر من الشعب السوري بسبب رفع علم الانتداب الفرنسي بـ”الخطأ”
اعتذرت إدارة “مهرجان القاهرة الدولي للمسرح المعاصر والتجريبي”، من الفنانين السوريين بسبب نشر علم سوريا في ظل الانتداب الفرنسي، خلال الفيلم الافتتاحي للدورة 26 من المهرجان.
وظهرت صورة تجمع أعلام الدول المشاركة في المهرجان يتوسطها من الأعلى علم الانتداب الفرنسي الذي تعتبره “المعارضة” في سوريا علماً يمثلها، ما دعا الفنانين السوريين المشاركين إلى الاعتراض، ودفع إدارة المهرجان إلى الاعتذار، معتبرة ما حدث “خطأ غير مقصود”.
وقالت إدارة المهرجان في بيان لها، إنه “نتاجاً لوضع مجموعة أعلام لدول مختلفة في فيلم افتتاح المهرجان، فقد “تصور” البعض وجود علم الانتداب لدولة سوريا الشقيقة، وإدارة المهرجان تعتذر عن أي سوء فهم قد حدث بناء على ذلك، ونحن نقدر ونرحب دائما بأشقائنا الفنانين السوريين ونحيي صمودهم”.
وأوضحت إدارة المهرجان أنه “تم حذف العلم الذي تسبب بالمشكلة، وتم وضع علم الجمهورية العربية السورية في مكان بارز، مشددة على دوام الأخوة والصداقة بين مصر وسوريا”.
وتشارك سوريا في المهرجان عبر مسرحية “اعترافات زوجية”، وتتألف البعثة السورية من المخرج مأمون الخطيب والممثلين رنا جمول ومالك محمد، ومهندسي الديكور نزار البلال وريم شمالي، ومسؤولة الإضاءة ريم محمد، ومصممة الماكياج منور عقاد.
وأكد المخرج السوري مأمون الخطيب، أن “البعثة السورية اعترضت فورا بالتنسيق مع المديرية العامة للمسارح والموسيقى في دمشق، على تلك الخطوة”.
وقال: “رفضنا تقديم عرضنا، وقدمنا اعتراضا رسمياً، ليوضحوا لنا بأن الموضوع عبارة عن خطأ غير مقصود من المصمم، فصححوا هذا الخطأ على الفور وأصدروا بيانا اعتذروا فيه منا ومن الشعب السوري”.
ومن المعروف أن العلم الذي تتبناه “المعارضة” في سوريا، هو العلم الثالث في ظل الانتداب الفرنسي، الذي تم اعتماده خلال فترة رئيس الوزراء تاج الدين الحسني، من عام 1930 حتى كانون الثاني عام 1932.
في حين أن العلم الرسمي لسوريا هو الذي اعتمده الرئيس الراحل جمال عبد الناصر يوم 22 شباط 1958 ببداية الوحدة بين مصر وسوريا تحت اسم “الجمهورية العربية المتحدة”.
وقامت قوى الانفصال بقيادة ناظم المقدسي بزيادة نجمة خضراء جديدة تضاف إلى العلم في 1961، وذلك قبل أن يعيد الرئيس الراحل حافظ الأسد علم الوحدة مرة أخرى في 29 آذار 1980 كعلم رسمي للبلاد، معلنًا تمسكه بالوحدة العربية.
وترمز النجوم الحمراء الثلاثة في علم الانتداب إلى مخطط التقسيم الطائفي لسوريا إلى دويلات ثلاث، حيث تشير مصادر وتقارير إلى أن أحد مواد الدستور الذي وضعه المفوض الفرنسي “هنري بونسو” نصت على أن.
“يكون العلم السوري على الشكل الآتي: طوله ضعف عرضه، ويقسم إلى ثلاثة ألوان متساوية متوازية، أعلاها الأخضر فالأبيض فالأسود”، على أن يحتوي القسم الأبيض منها في خط مستقيم واحد على ثلاثة كواكب حمراء ذات خمسة أشعة ترمز إلى الدويلات الطائفية الثلاث التي شكلت سوريا” بحسب تقسيم الاستعمار الفرنسي.
يذكر أنه في أواخر العام الماضي 2018، أقرت ما يعرف بـ”الهيئة التأسيسية لحكومة الانقاذ” الواجهة السياسية لـ” جبهة النصرة سابقا “(هيئة تحرير الشام حاليا)، تغيير علمها، لترفع علما جديدا في المناطق التي تسيطر عليها “الهيئة”.
وجاء في قرار “الهيئة التأسيسية” ،” لزوم اعتماد العلم ذو الألوان الثلاث، الأخضر والأبيض والأسود، مع كتابة عبارة ( لا الله الا الله محمد رسول الله ) باللون الأحمر في الوسط”، ليظهر بشكل دمج علم “الثورة” بعلم “جبهة النصرة” الإرهابية.
تلفزيون الخبر