طلاب في ثانوية جرير بحلب يخترعون “تطبيقاً ذكياً” ويطبقونه على مدرستهم
قام مجموعة من طلاب الصف العاشر في مدينة حلب بتطبيق اختراع أطلقوا عليه اسم “سمارت هوم” في مدرستهم، ثانوية جرير بحلب، لتصبح تلك المدرسة الأولى في سوريا التي تعمل أجهزتها وأنظمتها الكهربائية عبر الأوامر الصوتية.
وبرنامج “سمارت هوم” نظام برمجي اخترعه الطلاب، ويمكّن مستخدمه من تشغيل كافة التجهيزات الكهربائية عبر أوامر صوتية أو يدوية (ضغط على أيقونات) يتم إطلاقها عن طريق تطبيق خاص بالنظام، قام الطلاب أيضاً بتصميمه وبرمجته من تلقاء نفسهم أيضاً.
وطبق الطلاب الأربعة هذا الاختراع للمرة الأولى بشكل كامل على مدرستهم “جرير الثانوية”، لتصبح غرفة الإدارة بالمدرسة تعمل بشكل كامل عبر الأوامر الصوتية عن طريق التطبيق المذكور، من تشغيل إنارة وإطفائها وتشغيل كاميرات المراقبة وأجهزة الحواسيب والتلفاز، وكافة المعدات الكهربائية.
وشرح أحد مخترعين النظام، الطالب حسن دباغ دبس، لتلفزيون الخبر أن “المشروع قائم على برمجة الـ “آر بينو”، وهو قطعة إلكترونية يُدخل فيها برمجة خاصة تقوم بتنفيذ أوامر تعطى لها، ويتم وصل النظام بالهاتف عبر “البلوتوث” أو “الواي فاي” مع تطبيق بسيط قمنا ببرمجته أيضاً لإرسال الأوامر”.
وأوضح دبس أن “التطبيق يحوي العديد من الأوامر كإشعال وإطفاء الإنارة وتشغيل وإطفاء كاميرات المراقبة، أو تشغيل الحاسوب أو المروحة أو برادة المياه، وبشكل عام، فإن كافة الأجهزة الكهربائية يمكن وصلها بالبرنامج للتحكم بها”.
وبين دبس أن “التطبيق الذي طبق في المدرسة هو لغرفة الإدارة كاملةً، وتم عبر ربط كافة التجهيزات فيها بنظام “السمارت هوم”، ومنه كل شيء داخل الغرفة حالياً يتم تشغيله أو إطفاؤه عبر الأوامر الصوتية”.
وأشار الطالب إلى أن “نظام عمل التطبيق مرن، حيث يمكن وضع الأوامر التي يريدها المستخدم مع اختيار طريقة تطبيقها صوتياً أو يدوياً أو بكلتا الطريقتين، كما أن أيقونات تطبيق الهاتف يمكن أن تكون بحسب رغبة المستخدم أيضاً”.
ونوه دبس إلى أنه “طبق مع زملائه أيضاً في المدرسة “نظام إنذار في غرفة الإدارة، يصدر صوتاً عند دخول أحد للغرفة، ونعمل على تطوير هذا النظام حالياً ليرسل تنبيهاً عبر رسالة لهاتف المستخدم في حال عدم وجوده بالمكان”.
وأضاف “هذا النظام هو للتنبيه لحالات السرقة أو الخلع للغرفة، وفي مدرستنا سيحوي النظام خاصية إرسال رسالة مع فتح كاميرات المراقبة لدى هاتف المدير، كما أننا نخطط لتطوير البرنامج أكثر ليصل لإرسال رسالة إلى المستخدم والاتصال مباشرة ًبالشرطة مثلاً في حال السرقة”.
وتابع أن “نظام المراقبة يمكن برمجته أيضاً للتنبيه عن وقوع حرائق، ففي حال نشوبه يقوم البرنامج بالاتصال بمركز الإطفاء، مع تنبيه المستخدم أيضاً”.
ولفت دبس إلى أن “النظام الحالي الذي قمنا بتركيبه في مدرستنا يمكّن المدير من مشاهدة كاميرات المراقبة، دون أن يكون موجوداً في المدرسة”.
أما عن سبب اختيار المدرسة لتطبيق الاختراع أولاً، كان جواب الطالب “لأنها تبقى مدرستنا ومن هنا بدأنا هذا المشروع وكانت التجربة الأولية له، ومن هنا كان الدعم الذي حصلنا عليه والمساعدة والراحة في التعامل”.
أما مدير مدرسة ثانوية جرير محمد الياسين حاج حسين، فتحدث عن مشروع طلابه لتلفزيون الخبر قائلاً: “هؤلاء الطلاب في الصف العاشر ويملكون مجموعة من الأفكار المبدعة، فـ “سمارت هوم” ليست أولها، بل هناك اختراعات أخرى لهم كالروبوت الذكي الذي يعمل بأوامر صوتية ومجسم تصميم رافعة الكترونية”.
وذكر حاج حسين أن “الطلاب شاركوا بمسابقة رواد الشباب وكرموا بالمركز الأول، كما شاركو بعدة مسابقات ريادية آخرها باللاذقية، وحصلوا على مراكز ملفتة، وهم حالياً مرشحون للمشاركة باسم محافظة حلب في جائة الباسل للتميز والإبداع”.
وأردف حاج حسين أن “تطبيق الاختراع على المدرسة جاء من الرغبة بتحويل هذا النظام للحالة العملية التوظيفية، وتطبيقه بشكل كامل واعتماده في المدرسة، ولقيت حجم كبير من الاندفاع والرغبة من قبل الشباب عندما جاؤوا لي بكل حماسة يطلبون مني السماح لهم بتركيب النظام بغرفة الإدارة”.
وتابع “ما كان مني إلا التشجيع والإشراف والمتابعة والمساعدة بتقديم ما يلزم للطلاب من تكاليف وأمور لإجراء التعديلات وتركيب التجهيزات ليتحول الاختراع من فكرة لتطبيق عملي توجت فيه مدرسة جرير، لتكون الأولى والوحيدة بحلب التي تملك هذا النظام”.
ولفت حاج حسين إلى أن “الدعم والتسهيلات قدمت من كافة الأطراف لشبابنا من مديرية التربية للشبيبة والأساتذة بالمدرسة، فهو حلم تملكه هذه العقول المبدعة وتحول لحقيقة لديهم وطبقوه بكل ما لديهم من دافع ومتعة وفرح بعملهم الشاق الذي قاموا به بأيديهم”.
وتمنى مدير المدرسة أن “يتحول هذا الأمر لحالة عامة موجودة بكافة المدارس”، قاصداً “الاعتماد على الذات وتشجيع الطلاب ودعمهم بأفكارهم”.
وأضاف “مستشهداً على ذلك بشبان هذه المدرسة الذين طوروا هذا النظام الأمني والتحكم التكنولوجي، وتم بخبرات ذاتية، طورت هذه المدرسة دون أن نحتاج أي أحد من الخارج، فما بالك إن كان هذا الأمر موجود بكافة مدارسنا التي خرجت من سنوات حرب صعبة”.
وأكد حاج حسين أن “هذا الأمر نابع بشكل أساسي من مبدأ الاعتماد على الذات في العملية التعليمية، وهذا الأمر مهم جداً ونتائجه ستكون مميزة، وكلنا فخر بشبابنا الصاعد الذي قدم بهذا العمر الصغير مشروعاً كبيراً، ليس ذلك فحسب، بل أفادوا به مدرستهم أيضاً”.
يذكر أن الشباب الأربعة الذين اخترعوا نظام “سمارت هوم” المطبق في ثانوية جرير هم: “الطالب رفعت النقشبندي والطالب حسن دباغ دبس والطالب حمزة كردي والطالب عمران دركزنلي”.
وهم ينتظرون نتائج تقديمهم على منحة من “اليونيسيف” من لتطوير اختراعم وأنفسهم عبرها، بأمل كبير وطاقة كبيرة جعلت المدرسة الفارغة، عند زيارة تلفزيون الخبر لها، وكأنها ممتلئة بالطلاب.
وفا أميري – تلفزيون الخبر