الموسيقي كنان أبو عقل: لايوجد في سوريا اهتمام بالموسيقين الشباب
انطلاقاً من شغف خاص واهتمام بإبعاد صفة الشعبية عن آلة البزق الوترية الشرقية، جاءت الفكرة للموسيقي كنان أبو عقل، الذي بدأت علاقته بالبزق منذ 11 عاماً، لتبصر النور من خلال مشروع مؤلف من ثمان مقطوعات جديدة، لمؤلفين سوريين.
وعن المشروع الموسيقي الجديد قال الموسيقي كنان أبو عقل، لتلفزيون الخبر ” بدأت علاقتي مع آلة البزق منذ 11 عاماً، وتعمقت مع دخولي إلى المعهد العالي للموسيقى بدمشق، وتحول ارتباطي بها إلى حياة ثانية بتفاصيل وشخصيات جديدة”.
وتابع أبو عقل “استمر شغفي لهذه الآلة بعد تخرجي بدرجة ممتاز من المعهد، وتحولت إلى شعور بالمسؤولية لوجود عدة عوائق أمام الاحتراف بالعزف عليها، كان أهمها اعتبار البزق آلة شعبية، بالإضافة إلى عدم الاهتمام الأكاديمي بوضع أسس علمية لتدريسها”.
وأشار أبو عقل إلى أنه درس الموسيقى أكاديمياً لمدة خمس سنوات، ومعظم المواد الدراسية وضعت لغير آلات وتم تعديلها لتتناسب مع طبيعة البزق، مثل “الأبتودات” أي الدراسات التي تهتم بتكنيك العازف ووضعت أساساً لآلات الفلوت-والكلارينيت-الكمان-والفيولا-تشلليو-كونترباص وغيرها.
وأكمل الموسيقي ” لكل هذه الأسباب بدأنا بإعداد مشروع مختص بالبزق، وركزنا على أن تكون المواد والمقطوعات موضوعة من قبل عازفي بزق، للمساعدة على فهم الآلة أكثر”.
وتابع أبو عقل ” بعد مجهود سنتين وبالتعاون مع مؤسسة الصندوق العربي للثقافة والفنون (آفاق) في لبنان، تم إنجاز مشروع لآلة البزق، المشروع العربي الأول من نوعه بعنوان ” ثمان ايتودات احترافية للبزق”.
وبيّن أبو عقل أن ” المقطوعات الثمانية أصلية وجديدة، وتم اختيار عدد من الموسيقيين والتنسيق معهم وبعضهم يقيم خارج سوريا، واتفقنا على صيغة نهائية بفكر جديد، تمكن العازف من الوصول إلى الاحتراف، وهي تستهدف العازف الأكاديمي من مستوى جيد جداً فما فوق”.
وأوضح أبو عقل ” أربعة من المؤلفات الثمانية ذات صيغة معروفة، والقصد منها زيادة قدرات العازف في العزف على البزق والتمكن من المقام العربي بشكل مدروس”.
وأضاف ” أما الأربعة الأخرى فكانت تحمل أفكاراً وأسلوباً جديداً، يطرح للمرة الأولى سواء على البزق أو الآلات المشابهة، من خلال تغيير دوزان أو نمط جديد بالكتابة”.
لافتاً إلى “وجود قطعة هي تجربة الكتابة الحديثة بالموسيقى “المودرن”، وهو أسلوب موجود بأوروبا منذ عام 1930، عمل مؤلفها على أن تكتب بشكل غريب وجميل، أعتقد شخصياً أنه نقلة نوعية في سوريا والوطن العربي”.
وعن المؤلفين المشاركين في المشروع بين أبو عقل أن “المشروع إهداء للصديق والمؤلف وعازف البزق السوري الراحل إياد عثمان، والذي يشارك فيه بمقطوعة هي آخر ما قام بتأليفه، وهي بعنوان (الدراسة الأولى…أربيجيو)”.
وتابع أبو عقل “أما الشخص الثاني فهو المايسترو والمؤلف وعازف العود “كمال سكيكر”، الذي يتمتع بتجارب كبيرة ومهمة على صعيد الآلات العربية مثل العود والقانون والناي والتشكيلات الصغيرة منها متل موسيقى الحجرة والتخت الشرقي، وقدم عملاً تحت اسم “بياتي” وهو عمل راقص على مقام البيات.
وأكمل الموسيقي “الشخص الثالث هو المؤلف وعازف العود “مالك وهب”، ويشارك بعملين تحت عنوان “تريمولو” وهو عمل تكنيكي بحت، والثاني هو دراسة كونتربوانية للرش، وهذا العمل يعّد شيئاً جديداً على البزق”.
وتابع أبو عقل ” يشارك أيضاً المؤلف الكردي عامر علي والذي يقيم خارج سوريا حالياً، بقطعة بعنوان “جين دا”، تواصلي معه كان عن طريق السكايب، فأسلوب القطعة جديد كلياً، وباعتقادي هي زبدة المشروع”.
وأضاف أبو عقل ” أشارك أنا بعملين تحت عنوان “روندو” و”راست”، حاولت من خلالهم الاقتراب من نمط البزق العربي الشعبي، ولكن بطريقة أكاديمية، ووضعهم بقوالب كلاسيكية”.
واعتبر أبو عقل أن “مؤسسة الصندوق العربي للثقافة والفنون، هي باب ومنصة عربية هامة وجادة لأي فنان عربي، من خلال تقديم دعم لإنتاج اي مشروع ثقافي موسيقى أو مسرحي او حركي دون مقابل، وهذا الفكر نفتقر أليه في سوريا وأظن أنه غير موجود نهائيا”.
وأرجع الموسيقي الشاب السبب إلى “عدم الاهتمام بدعم الشباب الموسيقي حصراً، والاهتمام الأكبر بالمغنيين أو بالفنون الأخرى، مبيّناً أن هذا ما دفعه إلى الاستعانة بمؤسسة آفاق، التي قدمت منحة ضمن منافسة على صعيد الوطن العربي”.
وأشار أبو عقل إلى أن “فوز المشروع بهذه المنحة زاد المسؤولية لجعل سوريا في مكان أفضل موسيقياً، خاصة بوجود عازفين سوريين مهمين أثبتوا جدارة كبيرة في الوطن العربي والعالم”.
لدى الموسيقي كنان أبو عقل خبرة 5 سنوات بالعمل في مجال الموسيقى، من خلال مشاركته مع الفرقة الوطنية السورية للموسيقى العربية، وأوركسترا الموسيقى الشرقية، أوركسترا المعهد العالي للموسيقى، أوركسترا ندى، وغيرها من الفرق، وعمله كمدرس في معهد صلحي الوادي.
يذكر أن آلة البزق عرفها الفراعنة والسومريون والآشوريون، حملت أسماء عدة وانتمت إلى فئة الوتريات مع ميزة خاصة، جعلت صوتها أقوى والعزف عليها أسهل، ونغمها شرقيُّ الطابع بامتياز، ورغم ذلك لا تعرف آلة البزق الكثير من الأكاديميين المختصين، ما جعل الاحتراف فيها صعباً على الأجيال الجديدة.
رنا سليمان- تلفزيون الخبر