“كنّاس”.. مونودراما تطالب بالمساواة وحرية الإبداع
قدّم المخرج والممثل محمد الشيخ على خشبة دار الأسد للثقافة في اللاذقية مسرحية “كنّاس”، عن عامل تنظيفات يحلم بالمساواة الاجتماعية مع بقية أفراد المجتمع بعدما بلغ به اليأس لاعتبار الموت حلاً أخيراً للهرب من مجتمعه الاستهلاكي.
وقال المخرج” الشيخ” لتلفزيون الخبر عن عرضه الذي قدمه بالتعاون مع مديرية المسارح والموسيقى وفرقة “تجمّع شمس”: “يمارس الكناس أحلامه على الخشبة الفارغة، وخلال حواره مع ذاته، يفاجأ أن المجتمع الذي أراد الهروب منه وخلال يوم تأبينه كـ”زبال” سيختار له المزبلة مكاناً للدفن، فيرفض الموت ويختار المواجهة”.
وتابع الممثل محمد الشيخ: “عملت مع داوود أبو شقرة في إعداد هذه الشخصية للمسرح، وتم اقتباسها من نص الروائي وليد إخلاصي، لأنني وجدتها تتكلم عن 90٪ من الناس الذين يحملون طاقة كبيرة يريدون أن يفرغوها إبداعاً والمجتمع الاستهلاكي يقف في وجههم”.
وحاول المخرج والممثل محمد الشيخ من خلال مونولوج مسرحي، وحوارات مع النفس، نقل رسالة غاية في الأهمية للجمهور، وهي أن الانسان يمتلك طاقات كبيرة لكن عندما يحاول تفريغها أو تحويلها إلى أعمال إبداعية تصطدم بالمجتمع.
كما حاول” الشيخ” نقل هموم الممثلين المسرحين الذين يحلمون بتقديم عروض مسرحية هادفة تصطدم أيضاً باهتمامات الجمهور الذي غالباً ما يميل إلى الأعمال الاستهلاكية والتهريجية.
و”المونولج” هو العنصر الذي يتيح للشخصية المسرحية أن تفصح عن دخيلة نفسها، لتكشف عن مشاعرها الباطنية وأفكارها وعواطفها وكأنها تفكر بصوت مسموع.
ويلجأ الكتاب المسرحيين إلى هذه الطريقة في التشخيص بالمونولوج، حينما تجد الشخصية نفسها تحت وطأة أنفعال جارف أو أزمة عنيفة ويحتل فكرها ووجدانها إلى مسرح حافل بالأحداث ينبغي أن يطلع علية المتلقي.
من جهته قال ياسر صبوح مدير دار الأسد للثقافة باللاذقية لتلفزيون الخبر إن “كنّاس” عرض مسرحي مونودرامي أعطى رسالة هامة هي أن الإنسان مهما كان صغيراً بموقعه أو بحجمه الاجتماعي له رسالة حياتيه هامة، وليس فقط من يملكون الثروة والمال هم الذين ينعمون بالحياة، أيضاً الانسان البسيط الكناّس يحق له أن يعيش كباقي الناس حياة كريمة”.
ولفت مدير دار الأسد للثقافة باللاذقية إلى أنه “بعد مدينة اللاذقية، سيتم عرض مسرحية الكنّاس في حمص وحماة والسويداء”.
سها كامل – تلفزيون الخبر