“أعطني كتابك وخذ كتابي”.. مكتبة تبادلية ثانية في المزة بدمشق
عند جدارية مدرسة “الشهيدة نهلة زيدان” على أوتوستراد المزة في دمشق، يمكنك أن تضع أي كتاب وتختار بدلاً منه كتابا آخر تحبه أو تحتاج، عبر فعالية المكتبة التبادلية الثانية من نوعها بدمشق، والتي افتتحت تحت شعار “أعطني كتابك وخذ كتابي”، وبتنظيم من فريق “إيقاع الحياة” التابع لمديرية تربية دمشق.
وقال الفنان التشكيلي والموجه الأول لمادة التربية الفنية، والمشرف العام على فريق “إيقاع الحياة” موفق مخول، لتلفزيون الخبر إن “الغاية من وضع المكتبة التبادلية الدائمة، هي إعادة الروح والمحبة للكتاب الورقي، لاسيما بعدما تراجعت مكانته عند أبناء الجيل الحالي، بعد الاستخدام المبالغ للوسائل التكنولوجية”.
وأوضح مخول أن “متطوعي الفريق استخدموا في إقامة المكتبة دروج الخزن المستعملة بغية إعادة تدويرها، وعلقوها أمام المارة على الشجرة، ليضع أحدهم كتاباَ ويأخذ آخر بدلاً منه”.
وأضاف مخول أنه “يحق لأي شخص أن ينتقي ما يريد من الكتب بشكل مجاني كلياَ، بطريقة توصل الفائدة للجميع، خاصة مع ارتفاع أسعار الكتب وعدم استطاعة الجميع من شراءها وتسديد ثمنها، كذلك إعادة الحياة لكتب موضوعة على الرفوف لزمن طويل دون استفادة أي أحد منها”.
وبين مخول أن “الغاية من المكتبة ليست تعليمية فقط بل هي محاولة لمخاطبة المجتمع بأكثر الأساليب حضاريةً، ولإعادة الجمال إلى شوارع بلدنا بعد الحرب، وتوظيفها بطريقة صحيحة”.
وتابع مخول “كذلك طبع لمسة ثقافية فنية في الطرقات يراها أينما توجه المواطن كبيراً كان أو طفلاً صغيراً، كما أننا جئنا بالكتاب لأي شخص بدلاً من ذهابه هو إليه أو بحثه عنه”.
ويطمح الفريق إلى “توسيع نشاطات المكتبة التبادلية في المحافظات الأخرى، أو نقاط تالية، بمساعدة المجتمع المدني، والمؤسسات الحكومية”، حيث يرى مخول أن “الحالة الثقافية في الشوارع هي مسؤولية الجميع ولا تقتصر على فئة أو جهة معينة”.
وكان فريق “إيقاع الحياة”، تحت إشراف محافظة دمشق، ومديرية تربية دمشق، افتتح في منطقة القصور مقابل مكتبة “دمشق التربوية”، المكتبة التبادلية الأولى المتضمنة كتب متنوعة المجالات، والتي لا تزال نشطة حتى الآن، والمصممة من مواد معاد تدويرها بطريقة تناسب وضعيات القراءة الخارجية داخل الحديقة”.
وتتضمن المكتبة نحو “1200 كتاب، منها ما يبلغ من القدم 100 عام”، وتمتد على مساحة تقارب 800 متر مربع.
وأقام في العاصمة جداريات ومنحوتات زينت الشوارع في مواقع عدة، منها جدارية مدرسة “نهلة زيدان” التي دخلت موسوعة “غينيس” للأرقام القياسية، كأطول جدار مصنوع من مواد معاد تدوريها، كما غدت واحدة من المعالم الشهيرة في دمشق.
كذلك جدارية مدرسة “بسام حمشو”، وحول سور مدرسة “دار السلام”، وأخرى في منطقتي البرامكة وركن الدين، والمنحوتات الموضوعة مقابل المتحف الوطني في حديقة “المنشية”.
يشار إلى أن الفريق تأسس عام 2011، ومهمته تحسن صورة الشارع وتزيينه باللوحات الجدارية وتعزيز الحياة الثقافية في المدينة، عن طريق الأدب، الموسيقى، والفن.
لين السعدي- تلفزيون الخبر